أخبار

الناشطون في العالم العربي يتنافسون لتعريف الدولة الإسلامية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بفضل أجواء الربيع العربي التي عاشتها المنطقة مع بداية العام، بدأ يتحرك الناشطون الذين يعملون تحت راية الإسلام نحو مرحلة متعلقة بتصفية الحسابات: فالاحتمالية التي تتحدث عن تحقيق قوة حاسمة في أنحاء المنطقة كافةقد أطلقت العنان لجدل غير مسبوق بشأن هوية النظم السياسية الناشئة التي يساعدون في بنائها.

ويتساءل قليلون الآن بشأن النجاح الانتخابي المقبل للناشطين الدينيين، لكن في الوقت الذي يخرجون فيه من ظلال صراع طويل، ودموي في بعض الأحيان، مع حكومات استبدادية وعلمانية في ظاهرها، فإنهم يواجهون أسئلة ملحة جديدة بشأن طريقة تطبيق التعاليم الإسلامية في مجتمعات أكثر انفتاحاً في ظل وجود احتياجات ملموسة جداً.

وفي تركيا وتونس، ترفض الأحزاب المحافظة ثقافياً التي تم تأسيسها بناءً على مبادئ إسلامية، مصطلح "الإسلاميين"، للمراهنة على ما ينظرون إليها باعتبارها رؤية أكثر ديمقراطية وتسامح.

وفي مصر، بدأ يظهر حافز مماثل من شأنه سحق جماعة الإخوان المسلمين، في الوقت الذي تتحدث فيه أعداد متزايدة من الساسة والأحزاب عن نموذج مستوحى من تركيا، حيث تزدهر الأحزاب التي تحظى بجذور في الإسلام السياسي في نظام علماني كان عنيداً من قبل.

وقد تلا ذلك رد فعل أيضاً، في الوقت الذي يتعامل فيه التقليديون مع أفكار الإسلاميين العتيقة، كفرض خدمات مصرفية بدون فوائد وفرض ضرائب إلزامية وفرض رقابة على الخطاب الإلحادي.

وتتسم المناقشات الدائرة الآن بأنها عميقة بما فيه الكفاية، لدرجة إلى أن كثيرين في المنطقة بدؤوا يعتقدون أن الصراعات الأكثر أهمية ربما لم تعد تحدث بين الإسلاميين والعلمانيين، وإنما بين الإسلاميين أنفسهم، بتحريض الأكثر تشدداً ضد الأكثر تحرراً.

ونقلت الصحيفة عن عزام تميمي، الباحث ومؤلف السيرة الذاتية لرجل الدين التونسي، رشيد الغنوشي، الذي يتوقع أن يتمكن حزبه "النهضة" من فرض هيمنته على الانتخابات فيالشهر المقبل لاختيار جمعية تعني بوضع مشروع للدستور، قوله " هذا هو صراع المستقبل. حيث سيدور الصراع الحقيقي في المستقبل حول هوية الشخص الذي سيكون قادراً على تحقيق رغبات شعب متدين. وسيدور حول من هو إسلامي ومن هو أكثر إسلامية بدلاً من كونه صراعًا بشأن العلمانيين والإسلاميين".

ثم تحدثت الصحيفة عن أهمية المرحلة التي يشهدها العالم العربي الآن، وقالت إنه رغم المحاولات التي سبق أن قام بها الإسلاميون في المجال السياسي، فإن الانتخابات في مصر وتونس، والمحاولات التي تشهدها ليبيا لبناء دولة تكاد تكون من العدم. ومساعي تكوين بديل للديكتاتورية السورية، هي المدخل الأبرز لهم حتى الآن في جسم المنطقة السياسي الذي لا يزال غير ناضج. وهنا، قال عماد شاهين، وهو باحث في السياسة والقانون الإسلامي في جامعة نوتر دام: "المرحلة الحالية نقطة تحول".

إلى هنا، لفتت النيويورك تايمز إلى الاقتراح الذي سبق أن تقدم به الغنوشي، وأوضح البعض أن حزب أردوغان (في تركيا) نجح في تحقيقه، وهو ذلك المتعلق بإقامة دولة إسلامية مزدهرة وديمقراطية، تحت قيادة حزب شديد التدين، لكنه يعمل بداخل نظام من المفترض أنه يحمي الحريات. ثم أشارت الصحيفة إلى أن نموذج الغنوشي ليس الوحيد، وأوضحت أن هناك علي الصلابي في ليبيا، وعبد المنعم أبو الفتوح في مصر.

وأشارت الصحيفة في الإطار عينه إلى تجربة حزب الوسط في مصر، لافتةً في البداية إلى الصعوبات التي واجهها مسؤولوه مع النظام السابق كي يحصلوا فقط على التراخيص اللازمة للتأسيس والخروج للنور، ثم أوضحت أن مؤسس هذا الحزب، أبو العلا ماضي، لطالما سعى منذ فترة طويلة إلى التوسط بين القوى الدينية والليبرالية، وأنه توصل في هذا الصدد إلى مجموعة من المبادئ المشتركة خلال الشهر الماضي.

وأفادت بأنه تبرأ، مثله مثل حزب النهضة في تونس، من مصطلح "الإسلاميين"، ومثله مثل باقي الناشطين الإسلاميين التقدميين، وصف حزبه بأنه أقرب الأحزاب المصرية إلى حزب أردوغان.

ونقلت عنه الصحيفة هنا قوله "لسنا علمانيين ولا مسلمين. بل نقف في المنطقة الوسط". ومن الجدير ذكره أنه حين أعرب أردوغان عن أمله في إقامة دولة علمانية في مصر، تقف على مسافة واحدة من كل الديانات، بادر قادة الإخوان بانتقاده، قائلين إن تركيا ليست نموذجاً لمصر أو لإسلامييها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ضد حكم العسـكر
حكيـ زمانه ــم -

نعم للمظاهرات ضد حكم العسـكر ونعم والف نعم لمنع جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الدينية من الدخول في السياسة،يجب القضاء على كل الأديان وخصوصا ما يسمونها بالسماوية لأن لم ينزل دين ما من السماء كلها كذب وإفتراء بحق الخالق.

لم يكن للدين دولة
ضياء الكناني -

لكل فرد قناعته التي تميزه كفرد وإلا لتشابه الناس كنماذج من قالب واحد. ولهذا تضمن قوانين الحضارة المدنية الإنسانية الحديثة حرية الضمير والفكر لكل فرد (حين لا تتعدى هذه الحرية على حدود حرية الآخرين).ولكن ولأن الدين عبارة عن مجموعة من الأفكار والمشاعر التي تشارك إجتماعيا في إطار محدد يميزيها ثقافيا على مستوى حضاري، فهو يتضمن مشكلة إغترابه الحضاري دوما بسبب تعليبه لقيم إجتماعية توثقت حين وصول الدين الى مرحلة توثيق متأخرة حضاريا (قبل مئات السنين). أي إن كل دعاة تطبيق تلك التعاليم سياسيا هم رجعيون سلفيون شاؤوا أم أبوا. والمشكلة الثانية هي في كون هذه القيم قد حددت دينيا من مصدر غير إنساني بل إلهي. هي بهذا تحكم على نفسها بالجمود الفكري حتما هذا ناتج لطبيعة الإنسانية المتغيرة إجتماعيا وحضارية دوما ولثبوت كلمة الإله وقدسيتها دائما. أي لن ينمكن السياسيون والفقهاء من تطوير هذي القيم لتماشي التطور الحضاري الإجتماعي الحتمي للمجتمعات والأفراد إلا بالتحايل على نصوصها وتفسيرها بلي أعناق جملها، كلمات وأحرفها حرفا حرفا. فالمشكلة تكون أوضح حين يراد تعليب هذه القيم كقوانين لسلطة تتسيد الصراع الإجتماعي - السياسي فحينها، ستتحول هذه القيم الى شعارات سياسية وشروط لا يمكنها مسايرة الواقع المتغير أبدا كونها ثابتة ومطلقة في ثباتها المقدس دينيا و متحولة تفسيريا بلي أعناق ما تحتويه من حدود دنيويا. حينها فالدين لطبيعة مصدره غير الإنساني أصلا سيفشل في التعبير عن المصالح الإجتماعية المتصارعة والمتغيرة أبدا. خصوصا حين يوضع الدين من قبل البعض كآديولوجيا في مستوى قيادي سياسيا لسلطة دولة حديثة. ستحول الدين السياسي حينها من نفاق وزيف إجتماعي تقليدي الى نفاق وزيف على مستوى نفاق السياسين السلطوين الذين لن ينفعهم هذا لتحقيق مستحقات مناصبهم السياديةفحينها سيفقد الدين كل معانيه التي تربطه بالقيم الفردية من أخلاق ومباديء ليكون عبارة عن آديولوجيا سلطة سياسية حاكمة لا أكثر.الأمثلة على ما أقول كثيرة ... (كأني أنظر الى عيون أحمدي نجاد والمالكي و ملوك ووأمراء الإرهاب والدعوة والصحوة وبقية الرجعية والسلفية والأصولية وووو حين كتبت الكلمات) الأحزاب المسيحية في أوربا مثلا قد إستوعبت هذا الدرس تماما ولن تجد أي منها يجرؤ على إدعاء رغبة في التحدث سياسيا بإسم الرب أصلا . وذلك لأن الناس ترفض الوصاية على مصالحها

الدولة الإسلامية
nero -

خارج عن الموضوع

التوك
خوليو -

هذه الكلمة ربما أصلها تركي ويستخدمونها في بلاد الشام للدلالة على العلة أو الضعف ، وعلة المجتمعات العربية الثائرة والتي لم تثور بعد، هو هذا الدين الذي يقدم نفسه كدين ودولة، كدين مثله مثل غيره، هلوسات وطيران في الفضاء وأمل بالراحة للنفوس المتعبة المسحوقة دائماً وأبداً، تعجز عن عمل جنتها في الأرض فتتوجه نحو الهلوسة الغير علمية، أما كحكم فهو من أسوأ ما أنتجه الإنسان مستخدماً علم الآلهة كغطاء، توك هذه الأمة كحكم هو دينها الغير قابل للتجميل، وإن لم يفصلوه عن الحكم ستنتهي الثورات من حيث بدأت .

مش مهم الاسم
مراد -

لا تهم المسميات وكما يقول الاصوليون لا مشاحة في الاسماء المهم دولة العدالة الاجتماعية والحرية للجميمع للجميع