المصريون يستقبلون 2012 بكرنفال سياسي في ميدان التحرير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أضاءت الألعاب النارية سماء ميدان التحرير، إذ حرص المصريون على التعبير عن فرحتهم بالعام الجديد في أجواء مفعمة بنشوة رحيل مبارك، إلا أنهم أعربوا عن أملهم برحيل المجلس العسكري لبناء دولة مدنية، وتحولت آمالهم في العام الجديد إلى أغان صدح بها الميدان.
القاهرة: من ميدان التحرير آثر المصريون اختتام عام 2011 واستهلال العام الجديد، معربين في أحاديث خاصة لـ "إيلاف" عن أملهم في أن يحمل عام 2012 مؤشرات إيجابية تلبّي مطالب الشارع المصري، تأتي في طليعتها محاكمة قتلة شهداء الثورة، والإطاحة بحكم العسكر، وإعادة هيكلة المنظومة السياسية، بما يضمن تنفيذ مبادئ الثورة، خاصة الحرية والعدالة الاجتماعية، واجتثاث بؤر الفساد.
التلاحم حول مبادئ الثورة
خلال الاحتفال خيّمت ملامح الوحدة الوطنية على المشاركين في الاحتفال، وبدا واضحاً تكاتف قوى الشعب وتلاحمهم حول مبادئ الثورة وضرورة تطبيقها على أرض الواقع. في البداية استهلت الناشطة السياسية الإعلامية جميلة إسماعيل الكلمة الافتتاحية بشعارات، دعت فيها إلى سقوط حكم العسكر، مشيرة إلى انعدام رغبة الشعب مع وجود رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي، ورغم غياب الكاريزما القيادية عن إدارة إسماعيل للكرنفال، إلا أن الجماهير الغفيرة تجاوبت معها بدرجة كبيرة.
ووفقًا لمراقبة "إيلاف" لتفاصيل الحدث الذي أضاء سماء ميدان التحرير، بدأ الاحتفال مبكراًمساء السبت، حيث تم وضع الميكرفونات ونصب المسرح الكبير، استعدادًا لاستقبال الفرق الموسيقية والنجوم، وسرعان ما امتلأ الميدان بصورة أثارت دهشة الحضور.
وكانت أولىفقرات العرض بعض الأغاني الوطنية، لتقوم بعدها جميلة إسماعيل بتقديم الفقرات المختلفة، وتلاوة بعض العبارات التي ألهبت حماس الثوار، وكانت أولى الفرق الموسيقيةالتي افتتحت الكرنفال فرقة الإنشاد الديني، تلاها تلاوة بعض الترانيم المسيحية، في إشارة إلى وحدة نسيج الشعب المصري، إذ تابعت جماهير الميدان بنهم بالغ الفقرتين، فلم يتوقف المسيحيون عن ترديد الإنشاد الديني الإسلامي، وهكذا المسلمين عندما استمعوا إلى الترانيم المسيحية.
من قصر الدوبارة إلى ميدان التحرير
على حين غرّة استقبل الميدان مسيرة حاشدة، حمل المشاركون فيها الشموع، إحياءً لذكرى الشهداء، الذين لقوا حتفهم في مواقع عدة، بداية من الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي، مروراً بموقعتي ماسبيرو وشارع محمد محمود، وصولاً إلى شهداء موقعة مجلس الوزراء.
المسيرة التي يدور الحديث عنها، بدأت طريقها من كنيسة قصر الدوبارة حتى وصلت إلى ميدان التحرير لتلتحم بباقي جموع الشعب، وزاد من زخم الحضور إعادة الروح الثورية إلى الميدان، وواصل الثوار ترديد الهتافات، وكان في طليعتها "يسقط يسقط حكم العسكر" و"ارحل ارحل يا مشير"، ووسط هذه الأجواء أطلّ المطرب علي الحجار على الجماهير، ليغني العديد من الأغنيات التي ضاعفت من حماسة الثوار.
في حديث خاص لـ "إيلاف" أعربت الناشطة السياسية والصحافية منال عجرمة عن بالغ سعادتها وسعادة الثوار لاختتام العام الماضي وبداية العام الجديد من ميدان التحرير، وأضافت: "بدأنا عام 2011 من ميدان التحرير، عندما أطحنا بالطاغية حسني مبارك، وسنبدأ العام الجديد من الميدان عينه، لنطيح بذيول النظام، وأقصد بذلك المجلس العسكري، الذي لا يزال حامياً ومدافعاً عن المشهد السياسي القاتم، الذي عاشت مصر تحت ظله لما يربو على ثلاثين عاماً".
وأكدت عجرمة في حديثها لـ "إيلاف" على حتمية المضي على خطى ثابتة، لإنقاذ البلاد من جماح العسكر، والحيلولة دون رغبتهم في ممارسة القمع والاستبداد نفسه، الذي كان يمارسه مبارك ضد الشعب.
وأضافت: "رفضنا عرض مبارك في السابق عندما اقترح البقاء في السلطة حتى نهاية فترة رئاسته، لعلمنا بأنه سيعاود فرض نفسه علينا مرة أخرى، ونظراً إلى أن المجلس العسكري هو وجه العملة الآخر للرئيس المخلوع، فنحن لا نثق بوعوده باعتزامه الرحيل، والعودة إلى ثكناته والتخلي عن السلطة، لذلك سنواصل النضال من أجل تحقيق الحرية كاملة، واجتثاث نظام مبارك من جذوره، بما في ذلك المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي".
استمرار مبارك في السلطة
لم يكن المحامي الشاب خالد الديب ابن شقيق فريد الديب محامي الرئيس المخلوع، أقل حماسة من الناشطة السياسية، الصحافية منال عجرمة. وخلال مشاركته في كرنفال ميدان التحرير، أكد لـ "إيلاف" أن بقاء المجلس العسكري في موقعه يعني لدى المصريين استمرار مبارك في السلطة، وهو الأمر الذي لن يقبل به الثوار، وسيسعون جاهدين إلى التخلص من هذا المجلس، كما سبق وتخلصوا من مبارك.
وتوقع الديب: "إن يوم الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير) الجاري، سيشهد حدثاً غير تقليدي، فرغم أنه لن يصادف يوم جمعة، إلا أن المصريين سيتوافدون على الميدان إحياءً لذكرى الثورة المجيدة، وسيجددون مطالبهم العادلة برحيل حكم العسكر".
لم يستبعد المحامي خالد الديب احتمالات نشوب مواجهات بين الجيش والمتظاهرين خلال إحياء ذكرى الثورة، مشيراً إلى أنه ربما يسعى العسكر إلى تعكير صفو العلاقة بين الشعب والثوار، بارتكاب بعض المخالفات، وربما الجرائم، وإلصاقها بالشباب الذي ينادي برحيل المشير، كما حدث - على حد قول المحامي الشاب - عند حريق المجمع العلمي، وإضرام النار في أحد أجنحة مجلس الشعب.
عنرأيه في دفاع عمه المحامي فريد الديب عن الرئيس المصري السابق، قال خالد الديب في حديثه الخاص لـ "إيلاف": "لا افتخر بصلة النسب التي تربط بيني وبين فريد الديب، لأنه يدافع عن مبارك المسؤول الأول عن دماء الشهداء التي روت أرض ميدان التحرير، وفي الحقيقة فريد الديب يستهوي هذا النوع من القضايا رغبة في الشهرة والمال، فلا شك أنه تقاضى مبالغ طائلة نظير دفاعه عن الرئيس المصري السابق، وهي السياسة التي اتبعها خلال دفاعه عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام".
بالنسبة إلىمصير الرئيس المخلوع، أعرب المحامي الشاب خالد الديب في حديثه لـ "إيلاف" عن ثقته في أن مبارك لن يفلت من العقاب، إذا أمهله القدر ولم يمت قبل نهاية المحاكمة، خاصة أن هناك العديد من أدلة الإدانة التي تؤكد تورّطه في التحريض - على الأقل - على قتل المتظاهرين في ميدان التحرير، متوقعاً إمكانية الحكم على الرئيس السابق بالإعدام.