أوباما يطبق استراتيجيّة هجوميّة في عام الانتخابات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
استنادًا إلى تجربته الصعبة في التعايش مع خصومه الجمهوريين في الكونغرس، يتوقع المتابعون أن يلجأ الرئيس الأميركيّ باراك أوباما إلى استعمال لهجة هجومية ضدّ خصومه أثناء حملته للانتخابات الرئاسية في العام 2012.
واشنطن: يتوقع ان يعتمد الرئيس الاميركي باراك اوباما في حملته للانتخابات الرئاسية خلال العام 2012 لهجة أكثر هجومية مما كانت عليه قبل اربع سنوات، متسلحا بتجربة تعايش صعبة مع الجمهوريين في الكونغرس.
وقال اوباما السبت في كلمته الاسبوعية عشية رأس السنة الجديدة "ان مناقشات صعبة وبعض المعارك الحامية تنتظرنا" في 2012.
وسيقرر الاميركيون في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل التجديد او عدم التجديد له لاربع سنوات اضافية في البيت الابيض.
ومنذ ان اطلق حملته في نيسان/ابريل الماضي طوّر الرئيس الديمقراطي تدريجيا رسالته طارحا نفسه في موقع المدافع عن الطبقة الوسطى في وجه خصومه الجمهوريين الذين يهيمنون على مجلس النواب ويتحكمون بالغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ.
واكد اوباما "اننا نمر بلحظة حاسمة بالنسبة إلى الطبقة الوسطى" لان "التدابير التي سنتخذها في الاشهر المقبلة ستحدد في اي بلد نريد العيش وفي اي عالم نريد ان ينشأ اولادنا واحفادنا".
وقد انهى اوباما السنة التشريعية 2011 بتسجيل فوز على الجمهوريين في مجلس النواب بانتزاعه الموافقة على تمديد التخفيضات الضريبية ل160 مليون موظف وكذلك تمديد معاشات البطالة.
لكن هذه الاجراءات ينتهي العمل بها في شباط/فبراير ما ينذر بمواجهة جديدة بين السلطة التنفيذية الديمقراطية والمشرعين الجمهوريين. وقد سجلت مواجهات كثيرة حول الميزانية خلال العام 2011 ما وضع الدولة الفدرالية على شفير التوقف عن مدفوعاتها وحمل وكالة التصنيف المالي ستاندارد اند بورز على تخفيض تصنيف الولايات المتحدة الائتماني.
لكن البيت الابيض وفريق حملة اوباما واثقان من انهما كسبا معركة الرأي العام في مواجهة كونغرس لا تتجاوز نسبة الثقة به 9%.
ولفت كريم كرايتون من جامعة كارولاينا الشمالية الى انه اثناء المناقشة حول الضرائب في كانون الاول/ديسمبر الماضي فان الديمقراطيين "لم يدافعوا فحسب عن الطبقة الوسطى، المجموعة التي يتوقع ان تحسم نتيجة الانتخابات (الرئاسية) بل فعلوا ذلك بطريقة تدل على تصميمهم وارادتهم في خوض معركة ان اقتضى الامر".
ويرى هذا المحلل السياسي ان هذه المرحلة ساعدت اوباما الذي تكمن "احدى مشكلاته الكبرى تجاه قاعدته في انه يعتبر غير فعال لانه ليس لديه رغبة على ما يبدو في خوض معركة".
وكان اوباما ركز في حملته في 2007 و2008 على الدعوة الى تجاوز الحواجز الحزبية لكن ذلك لم يتحقق امام تصلب البرلمانيين.
وفي اواخر شباط/فبراير في الوقت الذي ستكون فيه عملية الانتخابات التمهيدية الجمهورية في اشدها، يتوقع ان يسعى فريق اوباما الى إقحام الرئيس في سجالات الكونغرس، في حين ان ميت رومني المرجح ان يفوز بترشيح الحزب الجمهورية لمواجهة اوباما في الانتخابات الرئاسية، نأى بنفسه بحرص عن مناقشة كانون الاول/ديسمبر.
ورأى كرايتون ان المشكلة بالنسبة إلى الرئيس هي انه لن يكون من السهل الربط بين "المرشحين الجمهوريين الرئيسين والجمهوريين في مجلس النواب. ولن يكون من السهل بالضرورة وصف المرشح الفائز بانه يشكل عائقا".
واول مؤشر على ان حملة اوباما ستكون هجومية هو ان الرئيس قرر التوجه الاربعاء الى كليفلاند في ولاية اوهايو. علما بانه لم يصل اي جمهوري الى البيت الابيض من دون الفوز في هذه الولاية التي تعدّ عددا كبيرا من كبار الناخبين.
فضلا عن ذلك، فان هذه الزيارة ستأتي غداة انتخاب مجالس كبار الناخبين "كوكوس" في ايوا (وسط)، في اول مرحلة من الانتخابات التمهيدية الجمهورية، وستكون مناسبة لاوباما ليجذب اليه مجددا الانظار من خلال التغطية الاعلامية بعد تمضية إجازة اعياد نهاية السنة في ولاية هاواي مسقط رأسه في المحيط الهادئ.