دمشق تتهم واشنطن بالتدخل في عمل الجامعة العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: اتهمت دمشق الأربعاء الولايات المتحدة بالتدخّل في عمل الجامعة العربية، بينما قتل نحو عشرة أشخاص في قمع الحركة الاحتجاجية، التي يواجهها نظام الرئيس بشار الأسد منذ أكثر من تسعة أشهر، لم تفلح خلالها المعارضة في تشكيل جبهة موحدة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن شهود إن "ثمانية أشخاص، بينهم سيدة وفتى في السابعة عشرة من عمره، قتلوا بإطلاق رصاص اليوم في أحياء عدة في مدينة حمص". وأضاف المرصد، ومقره لندن، إن "شهيدًا سقط في مدينة الرستن"، موضحًا أن "أربعة آخرين قضوا متأثرين بجروح أصيبوا بها قبل أيام، وشهيد قضى داخل المعتقل بعد شهرين من الاعتقال". لافتًا إلى أن "مواطنًا استشهد في حي التعاونية في حماه كذلك بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء إثر انفجار لغم فيه".
وزار مراقبو الجامعة العربية الأربعاء هاتين المدينتين في إطار مهمتهم، التي بدأت في 26 كانون الأول/ديسمبر، من أجل الإطلاع على الوضع على الأرض. وقال التلفزيون الحكومي إنهم زاروا أيضًا مدينة داعل في محافظة درعا، وحرستا قرب دمشق. وطالب ناشطون معارضون المراقبين بالتوجّه إلى ساحة السبع بحرات في قلب دمشق، حيث قرروا التظاهر ضد النظام.
وكتب الناشطون على فايسبوك "ندعو مراقبي الجامعة العربية إلى تحمّل مسؤوليتهم في حماية المتظاهرين السلميين. نقول للنظام إن حقوقنا اغتصبت، وإننا نكافح لاستعادتها". لكن صحافية من وكالة فرانس برس قالت إن مئات من مؤيدي النظام هم الذين تجمّعوا في الساحة، وهم يرفعون أعلامًا سورية، ويرددون شعارات ولاء للأسد. وقال التلفزيون الحكومي إن هذا التجمّع جاء "دعمًا للإصلاح ورفضًا للإرهاب". وتنسب السلطات السورية أعمال العنف في البلاد إلى "مجموعات إرهابية".
وأعلن المرصد أن السلطات السورية قطعت الاتصالات الهاتفية الخلوية والأرضية عن مدينة بانياس، ونقل إن "هناك مخاوف لدى الأهالي من أن تكون السلطات السورية تحضر لعمل أمني، قبل وصول لجنة المراقبين العرب إلى المدينة، من أجل اعتقال ما تبقى من ثوار في المدينة والقرى الثائرة المجاورة لها".
واتهمت سوريا الولايات المتحدة بـ"التدخل السافر" في عمل الجامعة العربية، بعدما اعتبرت واشنطن أن دمشق لم تحترم التعهدات بشأن بعثة المراقبين. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية في بيان إن التصريحات الأميركية "تسيء إلى الجامعة العربية (...) لأنه تدخل سافر في صلب عملها وسيادة دولها، ومحاولة لتدويل مفتعل غير مبرر ومفضوح".
وكانت واشنطن رأت أمس أن دمشق لم تحترم التعهدات، التي قطعتها للجامعة العربية، بشأن بعثة المراقبين التي أرسلتها الجامعة إلى سوريا، مؤكدة أنه "آن الأوان فعلاً" ليتدخل مجلس الأمن الدولي "لزيادة الضغط" على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "قلنا بوضوح إنه إذا لم تطبّق مبادرة الجامعة العربية يجب عندها على المجتمع الدولي أن يبحث في إجراءات جديدة لإرغام النظام على وقف العنف بحق شعبه".
وأكد الناطق باسم الخارجية السورية أن "سوريا ليست في وارد تقديم حساب لأميركا حول مدى الالتزام من عدمه ببروتوكول، أميركا ليست أصلاً طرفًا فيه، بل هي طرف في إذكاء العنف عبر التحريض والتجييش". وأعلن وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه الأربعاء في لشبونة أن على المراقبين العرب الموجودين في سوريا "ألا يسمحوا بالتلاعب بهم" من قبل النظام.
وأعلن جوبيه في مؤتمر صحافي مع نظيره البرتغالي باولو بورتاس، الذي تشغل بلاده حاليًا مقعدًا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، أن "جامعة الدول العربية كان لها الفضل باتخاذ مبادرة، لكن ينبغي على مراقبي الجامعة العربية عدم السماح للنظام بالتلاعب بهم، كما يحاول هذا النظام" أن يفعل.
من جهة أخرى، أعلن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، الذي يضم غالبية تيارات المعارضة السورية، الثلاثاء رفضه ورقة التفاهم الموقعة مع هيئة التنسيق الوطنية في سوريا، المجموعة المعارضة. وأكد المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري في بيان على صفحته عبر موقع فايسبوك أنه "لم يوافق على ورقة التفاهم مع هيئة التنسيق لتعارضها مع برنامجه السياسي ومطالب الثورة في سوريا".
واأضاف البيان أن المكتب التنفيذي "دعا بإجماع أعضائه إلى تبني وثيقة جديدة، يتقدم بها المجلس الوطني إلى القوى والشخصيات السياسية، تنبثق مما أقرّه مؤتمر الهيئة العامة في تونس، وتعبّر عن مطالب شباب الثورة".
أخيرًا، طالبت إيران بإطلاق سراح سبعة مهندسين إيرانيين خطفوا في كانون الأول/ديسمبر في مدينة حمص في وسط سوريا، على ما أوردت وسائل الإعلام الإيرانية الأربعاء. وخطف خمسة مهندسين في 20 كانون الأول/ديسمبر في منطقة حمص بأيدي مجهولين، على ما أعلنت السفارة الإيرانية في دمشق في اليوم التالي.
وقد أعلنت منظمة سورية معارضة غير معروفة حتى الآن، تطلق على نفسها اسم "حركة مناهضة المدّ الشيعي في سوريا"، الثلاثاء، عن خطف خمسة إيرانيين، موضحة أنها "أخذت على عاتقها مهمة كشف وضرب كل أشكال الدعم والمساندة، التي يقدمها كل من إيران وحزب الله إلى النظام المجرم".