اوروبا مدعوة لتعزيز دفاعها مع تركيز السياسة الاميركية على آسيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بروكسل: الاستراتيجية الدفاعية الاميركية الجديدة التي كشفها الرئيس باراك اوباما لم تعد تعطي الاولوية لاوروبا المدعوة الان لتولي مسؤولية امنها بشكل اكبر، في تحد يبدو خطيرا في اطار سياسات التقشف العامة في الميزانيات العسكرية.
ففي اشارته الى آسيا المحيط الهادىء وليس اوروبا في الخطاب الذي القاه الخميس في البنتاغون اكد الرئيس الاميركي على تغيير في التوجه الاستراتيجي الذي اعتمدته الولايات المتحدة في السنوات الاخيرة.
وقالت مديرة وكالة الدفاع الاوروبية كلود فرانس ارنو الجمعة في هذا الصدد في تصريح لوكالة فرانس برس "ان هذا الخطاب ليس مفاجئا بالنسبة لنا" اذ انه "يعيد التأكيد على الاولوية المعطاة لاسيا المحيط الهادىء لكنه لا يعني تخليا عن الالتزام تجاه الاوروبيين الذين يبقون في نظر اوباما شركاء من الدرجة الاولى".
الا ان الرسالة واضحة وهي ان الولايات المتحدة لم تعد تملك لا الوسائل ولا الرغبة في مواصلة تحمل عبء كبير من مسؤولية امن الاوروبيين.
ولخصت ارنو التي انشئت وكالتها لهذا الهدف، الوضع بقولها "ان الاميركيين يطلبون من الاوروبيين مزيدا من التعاون فيما بينهم لتطوير قدراتهم العسكرية بشكل اكبر".
وهكذا اورد اوباما مثالا على ذلك العملية العسكرية في ليبيا التي تولى قيادتها في المراكز الامامية حلف شمال الاطلسي والقوات الاوروبية.
ولم تعرف بعد التدابير الملموسة، قال ديفيد ريث من المعهد المتخصص "اي اتش اس جينز" ان "البحث الاستراتيجي للدفاع الاميركي" سيكون له "مضاعفات جدية بالنسبة لاوروبا".
واضاف "من خلال القراءة بين السطور يبدو واضحا انه علينا ان نستعد لخفض كبير للقوات الاميركية المتمركزة في اوروبا او جوارها".
وهذه القوات خفضت اصلا من 300 الف عنصر في اواخر الحرب الباردة الى اقل من مئة الف اليوم ينتشرون بشكل خاص في المانيا وبريطانيا وايطاليا.
كذلك فان تأثير سياسات التوفير الاميركية سيشمل ايضا الحلف الاطلسي الذي تسهم الولايات المتحدة في تمويله بنسبة حوالى 75 بالمئة. "وهذا الرقم يتوقع ان ينخفض بشكل كبير" كما يقول ديفيد ريث الذي يرى "وقعا سلبيا على الفعالية الاجمالية" للحلف في المدى المنظور.
وشدد وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الخميس من ناحيته على ان الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بالبند الخامس من ميثاق الحلف الاطلسي الذي ينص على ان اي هجوم مسلح على احد اعضائه سيعتبر بمثابة هجوم موجه الى جميع اعضاء الحلف.
لكن في موازاة ذلك تطالب واشنطن بمشاركة اكبر للاوروبيين في عمليات الحلف الاطلسي او في برنامج "سمارت ديفانس" (+الدفاع الذكي+) الذي اطلقه امينه العام اندرس فوغ راسموسن لتقاسم اعباء الوسائل.
الا ان دولا عدة تبدو مترددة.
وفي حالة ليبيا وافغانستان اسف وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند الخميس ان "تكون مساهمة بعض الدول الاعضاء (في الحلف) ادنى مما يتطلبه دفاعنا الجماعي، أكان لجهة القدرات او المشاركة".
فالميزانيات العسكرية الاوروبية انخفضت بنسبة 7 بالمئة خلال خمس سنوات لتبلغ 194 مليار يورو في 2010، اكثر من نصفها لتكاليف الموظفين بحسب وكالة الدفاع الاوروبية.
وهذا التقشف لم يشجع حتى الان على التعاون بين الدول الاوروبية بالرغم من الخطابات الحماسية. ولم تمثل مشتريات المعدات التي تمت في اطار من التعاون سوى 22 بالمئة من اجمالي المشتريات في 2010، اي بعيدا عن الهدف الذي حدد ب35 بالمئة قبل خمس سنوات.
لكن انطلاقا من مبدأ الضرورة تخلق الحاجة فان العام 1012 قد يشهد تحقيق مشاريع تعاون جديدة، متواضعة الان، تتعلق بالذخائر والاقمار الصناعية او تدريب الطيارين.