هجمات الخصوم قد تعزز موقع رومني في مواجهة اوباما

مانشستر:يبدو ميت رومني اقوى من قبل بعد تحقيقه فوزين على طريق نيل الترشيح الجمهوري للانتخابات الرئاسية على الرغم من الهجمات الشرسة التي تعرض لها من خصومه الجمهوريين بخصوص تاريخه في الاعمال، وهو موضوع سيواجهه حتما في حملته في حال اختير مرشحا لحزبه.
وقالت المحللة السياسية اريكا كينغ في جامعة غراند فالي في ميتشيغان ان "اسوأ ما قد يحدث لمرشح هو مفاجأة في تشرين الاول/اكتوبر" حيث لن يملك الكثير من الوقت ليرد على هجوم قبل انتخابات 6 تشرين الثاني/نوفمبر.

فبعد فوز رومني في نيوهامشر بالرغم من الضربات الحادة التي تلقاها يتجه الاربعاء الى كارولاينا الجنوبية حيث ستستقبله حملة اعلانات تلفزيونية كثيفة تصوره كرجل اعمال قاس جمع الملايين عبر تسريح الاف العمال.
وان كان الهجوم الذي نفذته مجموعة موالية لرئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش فشل في ابطاء تقدم رومني، الا انه يعكس استراتيجية حملة اعادة انتخاب الرئيس الاميركي باراك اوباما على خلفية نسبة بطالة مرتفعة.

وقال رومني في كلمته بعد فوزه في نيوهامشر ان اوباما "يريد ان يحاكم حرية ادارة الشركات. في الايام الاخيرة رأينا عددا من الجمهوريين اليائسين ينضمون اليه. انه خطأ فادح".
واعتبر المحلل السياسي في جامعة ميدلبوري كولدج النخبوية مات ديكنسون ان هذا الكلام سيلقى اصداء افضل بين الديموقراطيين والمستقلين من الجمهوريين الذين يؤمنون باطلاق يد الرأسمالية كقوة خير، غير ان رومني يبدو اكثر صلابة بعد هذه الضربات القاسية في مرحلة مبكرة.

وقارن ديكنسون الهجمات التي تناولت سجل رومني في شركة باين كابيتال حيث جمع ثروة تقدر بحوالى 200 مليون دولار، بمعاناة المرشح اوباما في اثناء حملته التمهيدية الديموقراطية عام 2008 حيال تصريحات نارية ادلى بها قس رعيته السابق جيريمايا رايت.
وقال ديكنسون ان بروز هذا الجدل في مرحلة مبكرة "اتاح حل قضية رايت واعطى اوباما الوقت والتجربة لتعلم كيفية الرد على هذه الهجمات".

وقال كينغ "هذا لا يعني ان الهجمات لن تؤذيه، لكن من الافضل ان تحدث الان لان الناخبين سيسمعونها والاعلان سيكتب عنها. وسيسهل على رومني طرحها جانبا".
وذكر غينغريتش بنفسه في مقابلة مع "سي ان ان" بان رومني سيواجه خصما ديموقراطيا بلا رحمة اذا فاز بالترشيح الجمهوري.

وقال "ايا كان مرشحنا فيجدر به ان يكون صلبا ومجربا بما يكفي قبل ان نرشحه، فلا نريد تسمية احد لنكتشف في ايلول/سبتمبر ان لديه نقطة ضعف قاتلة، عندئذ لا يمكن فعل شيء".
ووافقه الرأي حاكم نيوهامشر السابق جون سنونو الحليف الوثيق لرومني الذي ندد بالهجمات واصفا مطلقيها بانهم جمهوريون "اشتراكيون".

وقال لتلفزيون ام اس ان بي سي "ربما من مصلحة رومني ان يحدث ذلك الان في الانتخابات التمهيدية ما يمنحه الوقت والفرصة لشحذ رسالته والتحدث عنها اكثر".
وقد تكون المشكلة الاكبر امام رومني ان الصراع اظهر كم انه غير مستعد لصد هجمات متوقعة بالكامل تتناول تاريخه الذي ينسب اليه فشله عام 1994 في الوصول الى مجلس الشيوخ.

ففي الايام الاخيرة قام المرشح بعدد من الاخطاء وادلى بتصريح حول رغبته في تعزيز المستهلكين بمواجهة شركات التأمين الصحي فقال "احبذ قدرتي على طرد الناس الذين يقدمون الي الخدمات" في جملة فصلت عن خلفيتها واستخدمت ضده.
وقال ما معناه ان السياسة لعبة اثرياء موصيا "لا تتورطوا في السياسة ان كنتم مضطرين الى الفوز في استحقاق لتسديد رهن".

وفي مؤتمر صحافي عقد خصيصا لمعالجة المشكلة سخر رومني من اي اقتراح "بانه علي ان امضي حملتي برمتها وانا حريص على أثر اي شيء اقوله على الناس".
وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة ميتشيغان مايكل تروغوت "انه يطور حجة لصد الهجمات. لكنه سيحتاج الى توضيحات افضل حول ما قام به كرأسمالي في شركة كبرى في الانتخابات العامة".
وتابع "لا اعتقد انه يمكن ازالة هذا الموضوع. فاحد المواضيع الاساسية في السباق العام سيتعلق بمن يمكنه القيام باداء افضل تجاه العمال الاميركيين. وبالتالي فهذه نقطة ضعف لدى رومني في الانتخابات العامة".