بعد عام من فرار بن علي ضحاياه يشعرون بالمرارة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس: بعد عام من الإطاحة ببن علي تملكت مشاعر المرارة وزوال الأوهام بعض التونسيين من الذين دفعوا ثمنًا باهظًا للثورة، ويقول احدهم "انا آسف جدًا للمشاركة في التظاهرات (..) لقد خاطرت بحياتي من أجل لاشيء".
وحاول بن علي، الذي كان واجه منذ كانون الأول/ديسمبر 2010، تظاهرات تزايدت حدتها شيئًا فشيئاً، سحق الاحتجاجات بالقمع الدامي قبل فراره في 14 كانون الثاني/يناير 2011 مع زوجته وبعض اقاربه الى السعودية. وبحسب حصيلة للامم المتحدة فقد قتل 300 تونسيًا، واصيب 700 بجروح في انتفاضة كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير.
وصرخ بشير حباشي (21 عامًا) الذي اصيب برصاصة في ساقه اليسرى، وأصبح مصابًا بالسكري ايضًا "لقد آمنت بتونس ديمقراطية، لكني خاطرت بحياتي من اجل لاشيء". واضاف "ليست هناك كرامة، ولا اعتراف بالجميل، وانا آسف لأنني لم ابق في منزلي لمتابعة الأخبار عبر التلفزيون مثل معظم التونسيين".
ويضع بشير كيسًا صغيرًا تحت ثيابه يحتوي على إبرة انسولين وقطع سكر. ويقول بحنق "هكذا اصبحت حياتي (..) مهمّش وسط غياب ارادة حقيقية للحكومة لتكريم الفاعلين الحقيقيين في الثورة". ويقول جريح آخر هو نجم الدين الناوي (23 عامًا) غاضبًا "لا نريد ان نعامل مثل الشحاذين ولن تطفىء غضبنا وآلامنا خطابات جوفاء او بطاقات معوقين".
وستصرف الحكومة الجديدة بداية من 16 كانون الثاني/يناير الحالي قسطًا ثانيًا من التعويضات لأسر "الشهداء" وستوفر العلاج المجاني والنقل المجاني للجرحى. وكانت الدولة دفعت 20 الف دينار تونسي (عشرة آلاف يورو) لكل اسرة من اسر القتلى خلال الثورة وثلاثة آلاف دينار (1500 يورو) لكل جريح.
وتقول لمياء فرحاني رئيسة جمعية اسر شهداء وجرحى الثورة التونسية وشقيقة "شهيد" قتل يوم 13 كانون الثاني/يناير 2011 "ان هذا المبلغ يكفي بالكاد للعلاج". ولم تنشر لجنة التحقيق التي اقيمت بعد الثورة حتى الآن لائحة الضحايا. وتتساءل فرحاني عن سبب ذلك. وتضيف "لا يمكننا الاحتفال بـ 14 كانون الثاني/يناير قبل الحصول على حقوقنا واعتراف الحكومة بالأبطال".
وهي تطالب خصوصًا بمحاكمة القتلة ومن أصدر أوامر القتل وبمحاكمات حقيقية، في الوقت الذي حوكم فيه بن علي غيابيًا ثلاث مرات في قضايا سريعة. ومن ضحايا نظام بن علي ايضًا اشخاص تم تحطيمهم نفسيًا وماديًا، ومنهم محمد البوصيري البوعبدلي.
وكان أسس مع زوجته أول مؤسسة للتعليم العالي الخاص هي الجامعة الحرة في تونس، ومعهد لوي باستور ومؤسسة تضم مدرسة اعدادية واخرى ابتدائية. لكن بداية من 2004 بدأ التنكيل بهما من قبل نظام بن علي، ما اجبرهما على غلق المؤسسات. وكانت الضربة القاضية التي تلقوها تمت إثر تأسيس ليلى بن علي مدرسة قرطاج الدولية.
ويقول البوعبدلي "لقد تضررنا نفسيًا، وخسرنا 35 مليون دينار (18 مليون يورو)" متذكرًا مضايقات الأمن ومراقبة رسائلهما الالكترونية واتصالاتهما الهاتفية. وتقول زوجته الفرنسية مادلين "لا يمكنني ابدًا أن أسامح بن علي".
وتقدم البوعبدلي بملف الى لجنة تقصي الحقائق في قضايا الرشوة والفساد التي تأسست في شباط/فبراير 2011 بهدف التعويض للاشخاص الذين تعرضوا للسلب من النظام السابق. ولم تظهر حتى الان نتائج التحقيق.
وتقول فرحاني "لقد اصبح بن علي من الماضي، لكن جروحنا تبقى غائرة"، مضيفة "ان يوم 14 كانون الثاني/يناير لا يمكن ان يكون عندي الا يوم حزن والم".