انتخابات تشريعية في كازاخستان بعد موجة اعمال عنف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
استانا: يدلى الناخبون في كازاخستان التي يقودها الرئيس نور سلطان نزارباييف منذ انتهاء العهد السوفياتي، الاحد باصواتهم في انتخابات تشريعية مبكرة بعد سنة تخللتها اعتداءات وحركة احتجاج اجتماعية قمعت بشكل دموي.
وقد دعا نزارباييف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لهذه الانتخابات المبكرة قبل ستة اشهر من موعدها، مبررا ذلك رسميا بطلب من نواب حزبه الوحيد الممثل في المجلس (مجلس النواب) منذ 2007، ودعا مجددا الاربعاء مواطنيه الى التصويت على "الاستقرار".
وانتقد معارضوه اقتراعا سابقا لاوانه يهدف الى عرقلتهم باختصاره الحملة الانتخابية اقصى ما يمكن.
وقال رئيس حزب الاجتماعيين الديموقراطيين جرمخان توياكباي "ليس هناك اي حدث مهم يبرر اجراء انتخابات تشريعية مبكرة، لقد تم ذلك كي لا تكون القوى السياسية مستعدة للمعركة الانتخابية".
من جانب اخر يرى معارضون ومحللون ان السلطات عمدت على اقصاء اكبر عدد من المرشحين.
وقبل حل الحزب الشيوعي المعارض، علقه القضاء كي يفسح المجال امام حزب شيوعي اخر يعتبر مقربا من الحكم.
وفي خضم الحملة الانتخابية منع حزب روحانيات من المشاركة في الاقتراع بسبب انتقاده قمع اضراب في قطاع النفط في جاناوزن (غرب) منتصف كانون الاول/ديسمبر اسفر عن سقوط 16 قتيلا حسب حصيلة رسمية.
واعلنت اللجنة الانتخابية الثلاثاء اقصاء بولاد ابيلوف احد قادة اكبر احزاب المعارضة.
لكن المجلس الجديد سيضم على الاقل حزبين بفضل اصلاح صودق عليه بعد انتخابات 2007 ينص على ان الحزب الذي يحل في المرتبة الثانية يحصل على نواب حتى وان لم يتجاوز عتبة السبعة في المئة الضرورية ليكون ممثلا في المجلس.
وقال المحلل الكازاخي دوسيم ساتباييف "انها طريقة ليقول للعالم اجمع، على الاقل شكليا، ان البرلمان ديموقراطي".
وتوقع استطلاع اجري في الاونة الاخيرة ان يحصل نور سلطان على 80,1% من الاصوات امام حركة اك-جول (7,3%) التي قيل انها حزب معارض لكنها تعتبر مقربة من الحكم، والشيوعيون المقربون من النظام (7,1%).
وترى منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان كازاخستان لم تشهد انتخابات حرة منذ استقلال هذه الجمهورية السوفياية سابقا في اسيا الوسطى سنة 1991 على غرار الانتخابات الرئاسية التي جرت في نيسان/ابريل وفاز بها نزارباييف (71 سنة) الذي تحول في 2010 الى رئيس مدى الحياة.
غير ان اقتراع الاحد ياتي في ظرف صعب بالنسبة للنظام الذي طالما برر مواقفه بالاستقرار الاستثنائي للبلاد في هذه المنطقة المجاورة لافغانستان.
وفعلا شهدت كازاخستان في 2011 سلسلة من الاعتداءات تبنتها مجموعات اسلامية اسفرت عن سقوط عدة شرطيين.
وفي الذكرى العشرين للاستقلال في 16 كانون الاول/ديسمبر تحولت حركة اضراب قام به عمال النفط الى تمرد في جانوازن.
وقمعت الشرطة الحركة بشكل دموي في اعمال عنف غير مسبوقة طالت خصوصا اقتصاد البلاد في قطاع محروقاتها.
لكن نظام نور سلطان نزارباييف الذي يتباهى بسياسة خارجية "متعددة الموازين" يحتفظ بعلاقات جيدة مع موسكو وبكين وواشنطن واوروبا.
وباستعماله البرغماتية وثرواته الطبيعية الهائلة تجنب النظام بشكل كبير الانتقادات الغربية حول انحرافاته التعسفية.
وسيختار الناخبون في كازاخستان الاحد المقبل 98 نائبا فيما سيختار مجلس الشعب الذي مثل مختلف اعراق البلاد، في اليوم التالي تسعة برلمانيين اخرين.