أخبار

السلام في دارفور يتخلله عمليات إطلاق نار واغتصاب ونهب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مخيم ابو شوك: بعد حوالى عقد من قيام ميليشيا الجنجويد المدعومة من الخرطوم باعمال عنف وصفها القضاء الدولي "بالابادة" في دارفور، ما زالت عمليات النهب والاغتصاب والحرائق المتعمدة مستمرة كما يروي سكان في المنطقة.

وتشدد الحكومة على الاتفاق الذي وقع السنة الماضية في قطر مع تحالف من فصائل صغيرة من دارفور وترى فيه الامل الرئيسي للسلام في هذه المنطقة الواقعة غرب السودان وتتحدث عن بوادر تحسن للامن.

وقال ابراهيم غمبري الذي يرئس اللجنة المشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور في بيان الاربعاء ان "دارفور على مفترق طرق". واضاف "من جهة نتجه الى المزيد من السلام والتقدم وتنمية اسرع، ومن جهة اخرى هناك اعداء السلام".

وبالقرب من الفاشر عاصمة شمال دارفور، يبدو السلام بعيد المنال في مخيم النازحين ابو شوك. وبعد تسعة اعوام على بدء النزاع يشبه المخيم قرية حيث يعيش فيه اهالي دارفور الذين نزحوا من جراء اعمال العنف في اكواخ من الطين وتشكل العربات التي تجرها الحمير وسيلة النقل الوحيدة على طول الطرقات.

ويقول احمد اتيم مسؤول المخيم الذي يؤوي 55 الف شخص "هناك حالات مدارس تم احراقها". وتقول بائعة شاي في السوق من جهتها "في الليل تحصل اشتباكات" قبل ان تتراجع عن اقوالها عند وصول عنصر امني حكومي باللباس المدني قائلة "كل شيء يسير على ما يرام".

وبحسب مسؤول الشبان في المخيم فان الامن تحسن منذ توقيع اتفاق السلام في الدوحة. واضاف ان "المشكلة هي الطلقات النارية" واعمال السرقة. واتهم السلطات باطلاق النار "لان الحكومة لا تريد نازحين في المخيم، تريد ان يعودوا الى منازلهم" بحسب قوله.

وتشير معلومات ايضا الى اغتصاب واعمال نهب وتهديدات بحق نازحين وهم بغالبيتهم معارضون للحكومة، كما قال مصدر مطلع على الوضع. واوضح عامل في المجال الانساني ان "المسؤولين الحكوميين يؤكدون ان الوضع جيد، لكنه ليس كذلك". واضاف "هناك اشخاص يتعرضون بانتظام للقتل او الاغتصاب".

وفي العام 2003، انتفض متمردو دارفور ضد الخرطوم ووجدوا انفسهم في مواجهة ميليشيات مسلحة مدعومة من الحكومة ما ادى الى حرب اوقعت 300 الف قتيل على الاقل بحسب الامم المتحدة. وتتحدث الخرطوم عن عشرة الاف قتيل. وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا بتهمة "ابادة".

وبعد هدنة نسبية استؤنفت مواجهات متقطعة في نهاية 2011. وفي كانون الاول/ديسمبر قتل الجيش السوداني خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة، وهي الاكثر تسليحا من بين مجموعات المتمردين في المنطقة.

واكدت حركة العدل والمساواة التي لم توقع اتفاق الدوحة للسلام مثلها مثل فصيلي جيش تحرير السودان المتمردين، هذا الاسبوع انها "لا تزال ناشطة". وقال خليل ادم عضو مجموعة تمثل المواطنين ان "مقتل خليل سيؤثر على عملية السلام في دارفور".

وتعتبر حركة العدل والمساواة ان اتفاق السلام لا يحل المشاكل الاساسية المتعلقة بتقاسم السلطة والثروات وانتهاكات حقوق الانسان ومصير مليوني نازح. والوثيقة الواقعة في مئة صفحة تنص على تشكيل لجنة مصالحة ولجنة لحقوق الانسان وتخصيص ملياري دولار من الاموال الحكومية لاعادة الاعمار ودفع تعويضات للاجئين وافساح المجال امام دخول سكان دارفور الجيش والمهام العامة.

وقال فؤاد حكمت من "انترناشونال كرايسيس غروب"، معهد الازمات الدولية "انها وثيقة جيدة". واضاف من كينيا انه لا يزال يجب اقناع المجموعات المتمردة غير الموقعة ما يمكن ان يكون "معقدا بعض الشيء" مشيرا الى ان سكان دارفور ينتظرون تحسينات في مجال القضاء واعادة الاعمار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف