مدينة مكثر التونسية تضرب 6 أيام للفت الانظار لمشاكلها التنموية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مكثر: شهدت مدينة مكثر التي يبلغ عدد سكانها 13 الف نسمة والواقعة على بعد 160 كلم جنوب غرب العاصمة التونسية حتى الاربعاء، اضرابا عاما استمر ستة ايام للفت الانتباه لاوضاع سكانها الذين يعانون من برد الشتاء وبطالة مستفحلة منذ عقود طويلة.
وانتهى التحرك الاحتجاجي مساء الاربعاء وذلك بعد زيارة وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي المدينة واستقبال ممثلين عنها من قبل رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، بحسب وكالة تونس افريقيا للانباء الحكومية.
وكان قرار الاضراب العام اتخذ الجمعة الماضي بشكل "تلقائي" عشية احياء الذكرى الاولى للثورة التونسية، وتوقف النشاط في المدينة المقامة على هضبة يصل ارتفاعها 1200 متر، وتم قطع اغصان اشجار وجمع اطارات لاقامة حواجز على الطرقات المؤدية اليها.
وكتب مواطن غاضب على اللافتة الموضوعة في مدخل المدينة للترحيب بزوارها "الحكومة تحتفل ب 14 كانون الثاني/يناير ومكثر تشتعل. وشهدت بلدات اخرى من ولاية سليانة التي طالها الغضب الاجتماعي تحركا مماثلا تشهد عليه اطارات السيارات المحترقة.
وقال منير الوحيشي بائع علف في مدخل مكثر "نحن نموت هنا من البرد والبطالة، لا يوجد شيء". واضاف التاجر الذي كان ملتفا في برنسه التقليدي التونسي انه "لا يتوفر ماء صالح للشراب ولا غاز طبيعي رغم قرب انبوب الغاز الرابط بين الجزائر وايطاليا".
وتابع "لا توجد تعاونية حليب رغم ان المنطقة زراعية بالاساس ولا مصنع رغم وجود مقاطع رخام وهناك مستثمرون ياتون لقبض حوافز ضريبية ثم يتبخرون. وهناك مشكلة النزوح الى العاصمة او مدن الساحل الشرقي المحظية من السلطات" طوال اكثر من 50 عاما.
وقالت وداد سلامة وهي مدرسة للغة الانكليزية مبتسمة "ببساطة نحن نثور لان الامر اصبح لا يطاق". كما ان مكثر تريد ان تؤخذ في الاعتبار وهي المدينة الضاربة في الحضارة منذ ايام النوميديين والرومان قبل آلاف السنين، كما قال سكان.
ولئن كانت ولاية سليانة منطقة زراعية اساسا فانها تضم كنوزا اثرية وتحديدا مكثر المدرجة في الكتب السياحية لما تحويه من آثار بونيقية ورومانية. وقال انيس العياري الشاب العاطل "في التلفزيون لا يتحدثون الا عن سيدي بوزيد والقصرين (وسط غربي - مهد الثورة التونسية) لكن نريد ايضا ان يتم الاهتمام بمكثر".
والجميع في مكثر فخور بمواقع المدينة الاثرية التي تمتد على 45 هكتارا. ويقول كمال الحميدي (كهربائي-50 عاما) ان المسرح الروماني والحمامات والاضرحة التي تعود الى ما قبل الميلاد "تشكل كنزا تاريخيا حقيقيا". واشار الى ان عصابة النظام السابق نهبت المواقع الاثرية ونقلت قطعا منها الى العاصمة وعثر على بعضها في القصور التي كان يقطنها بن علي وبعض المقربين منه.
ويثير مشروع لاقامة متحف في مدينة سليانة (كبرى مدن الولاية 120 كلم جنوب غربي العاصمة) انتقادات سكان مكثر الذين يشيرون الى ان الآثار موجودة في مدينتهم ويطالبون باقامة فنادق لجلب السياح اليها. ويقول بعض السكان ان السلطات "غائبة" ويرسم شاب علامة استفهام على مقر حزب النهضة الاسلامي الذي نال 40 بالمئة من الاصوات في الانتخابات في مدينة مكثر ويقول "لا احد موجود".
وتقول منية العروسي (مدرسة) "المشكلة ليست في نتائج الانتخابات. ما نريده هو ان تأتي السلطات للحوار معنا". وبعد ان زار وزير الشؤون الدينية المدينة الاربعاء واستقبل المرزوقي وفدا عنها، عادت الحياة الى طبيعتها في المدينة صباح الخميس ورفعت كل الحواجز فيها.