سكان مقديشو يستعيدون هدوءا نسبيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مقديشو: يعرب قائد قوة السلام الافريقية فريد موجيشا الجالس في مكتبه عن ارتياحه "لتحرير 98% من مقديشو".. لكن انفجارا مزدوجا وقع في اليوم نفسه اصاب الاول مباني الامم المتحدة والثاني ضحايا المجاعة.
وبعد خمسة اشهر من انسحاب مقاتلي حركة الشباب الاسلامية من مواقعها الاساسية في العاصمة الصومالية وستة اشهر من اعلان الامم المتحدة حالة مجاعة في جنوب الصومال، اخذت الحياة تعود الى طبيعتها تدريجيا في مقديشو.
لكن اعمال العنف المتمثلة بحرب عصابات ما زالت محدقة بالمدينة والنازحين اليها ال180 الفا بسبب المجاعة.
واكد الجنرال موجيشا قائد قوة السلام الافريقية والدولية (اميصوم) وقوامها عشرة الاف جندي من اوغندا وبوروندي وجيبوتي، ان سكان العاصمة التي تحيط بها كثبان الرمل المطلة على المحيط الهندي "يستعيدون الثقة"، وبداوا يعودون الى الشواطئ.
كذلك يقول النازحون المكدسون في ملتويات ملاجئ اقيمت على عجل عبر المدينة، انهم يشعرون بامان اكبر في العاصمة بعد ان طال نزوحهم من الجفاف واعمال العنف في ديارهم.
وقالت الجدة شنغابو ايزاك (90 سنة) التي غادرت منطقة بيداوة قبل خمسة اشهر مع حفيدتها "بسبب الجفاف الذي اتى على كل المواشي" انه "ثمة بعض الامان".
وفي مقديشو يروج الباعة المتنقلون لخبز وعصير فواكه في مقاطع الطرق المكتظة، حيث يجر الحمير عربات ويتجول السكان او يتجاذبون اطراف الحديث تحت ظل شجرة جالسين على كراسي.
وقالت خضراء سليمان الممرضة في مركز لبرنامج التغذية العالمي الذي تلقى الخميس زيارة مجموعة من الصحافيين الاجانب نقلتهم الامم المتحد في آليات مدرعة تابعة لقوة السلام الافريقية "في الماضي كانت حرب والان انفجارات، لكن الخطر تراجع".
لكن عند الظهر تقريبا وعند خروج المركز اودى انفجار بحياة شرطيين واربعة نازحين. وفي الوقت نفسه تقريبا، تعرض مبنى للامم المتحدة الى هجوم بقنبلة يدوية.
وقال مصدر في الامم المتحدة ان "عبوات ناسفة يدوية الصنع تفكك او تنفجر يوميا" في مقديشو. لكنه اعرب عن ارتياحه لان السكان اصبحوا يبلغون على القنابل اكثر من ذي قبل.
وفي اب/اغسطس انذرت حركة الشباب الموالية للقاعدة والتي اقسمت بالاطاحة بالحكومة الصومالية الانتقالية المدعومة من المجتمع الدولي وقوة السلام الدولية، بان انسحابها من مقديشو استراتيجي ليس الا.
وما زالت مقديشو على غرار جنوب الصومال تحمل اثار الجفاف الذي اجتاح القرن الافريقي.
وتقول الامم المتحدة ان المساعدة الدولية اتت ثمارها لكنها دعت الى عدم التوقف وخصوصا في مساعدة النازحين العائدين الى ديارهم، وقالت ان المجاعة ما زالت تطال كثيرين.. 250 الف شخص وثلاث مناطق بما فيها مقديشو.
وقال راسل جيكي الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ان "المجاعة تراجعت" لكن ما تحقق من تقدم "كان ابطأ من المتوقع". واضاف ان الصومال "مكان يصعب فيه العمل (...) ما زالت مكانا خطيرا".
وتتعرض مقديشو بانتظام الى تفجير قنابل يدوية وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة وحاولت قوات الحكومة الجمعة التصدي لمقاتلين من حركة الشباب شمال المدينة.
وفي بقية وسط وجنوب الصومال، ما زالت المعارك المتواصلة والقيود الصارمة التي تفرضها حركة الشبابعلى المناطق التي تسيطر عليها، تعرقل نقل المساعدات.
ويعتبر الامن والازمة الانسانية اكبر تحديات الصومال المحرومة من دولة منذ سقوط الرئيس سياد بري سنة 1991، حيث تتواصل اعمال العنف تبقي البلاد في حرب اهلية، منذ عشرين سنة.