شخصيات دولية تحذر من النقل القسري لسكان أشرف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حذرت شخصيات أميركية وأوروبية خلال مؤتمر في باريس اليوم نظمته اللجنة الدولية لإيران حرة من النقل القسري لسكان مخيم أشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في شمال بغداد إلى مخيم الحرية "ليبرتي"، وقالوا إن الحكومة العراقية تقوم حاليًا بإجراءات ستحوله إلى سجن، فيما دعت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي المفوضية العليا للاجئين إلى عدم تأخير أو تأجيل اعتبار أولئك السكان كلاجئين.
أسامة مهدي: خلال المؤتمر، حذرت شخصيات أميركية وأوروبية من النقل القسري لسكان مخيم أشرف إلى مخيم الحرية "ليبرتي" بالقرب من مطار بغداد الدولي، كانت القوات الأميركية تستخدمته كأكبر قاعدة عسكرية لها في العراق منذ عام 2003 وحتى أواخر الشهر الماضي لدى انسحابها، وأشاروا إلى أن الحكومة العراقية تقوم حاليًا بإجراءات تحويله إلى سجن.
وعبّروا عن الاستياء لما أسموه نكث الحكومة العراقية المستمر لتعهداتها أمام الأمم المتحدة والولايات المتحدة، بما في ذلك نكثها مذكرة التفاهم التي أبرمتها مع الأمم المتحدة، معربًين عن قلقهم من مؤامرات النظام الإيراني ومخططاته لإفشال الحل السلمي لأزمة أشرف.
ودعوا الأمم المتحدة والإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوة عاجلة لرفع الحاجز والعائق، الذي وضعه العراق أمام مسيرة هذا الحل السلمي، ولبعث الحياة في هذا الحل الأممي. وندد المتكلمون أمام المؤتمر بإبقاء التهمة "غير القانونية بالإرهاب والملصقة بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية من قبل وزارة الخارجية الأميركية".
وأكدوا "أن هذه التهمة الجائرة والباطلة، التي هناك إجماع أميركي ودولي واسع على رفضها ودحضها، باتت أهم ذريعة لقتل سكان مخيم أشرف وأكبر حاجز ورادع أمام إعادة توطينهم في البلدان الثالثة، مما يحمّل أميركا مسؤولية مضاعفة عن حالة أشرف".
تحدث خلال المؤتمر كل من مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ورودي جولياني عمدة نيويورك السابق ومرشح للرئاسة الأميركية في عام 2008 والجنرال شلتون رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي (1997 - 2001) ومايكل موكيزي وزير العدل الأميركي (2007 - 2009) واينغريد بتانكورد مرشحة للرئاسة الكولومبية (2002) وبورتر غاس المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه) وجان سانو نائب رئيس دائرة المعلومات والملفات السرية وعضو هيئة إدارة وكالة المخابرات المركزية الأميركية والجنرال ديفيد فيليبس قائد الشرطة العسكرية الأميركية (2008 - 2011).
إضافة الى فيليب دوست بلازي نائب الأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الفرنسي السابق وغير هارد رئيس الوزراء الأيسلندي (2006 - 2009) وكارلو شيشولي نائب في البرلمان الإيطالي واللورد كن مغينس عضو مجلس اللوردات البريطاني وآندره غلوكسمن من رابطة الفلاسفة الفرنسيين الجدد.
وقالت رجوي في كلمة لها "من المؤسف أن الغرب، وبالتحديد الولايات المتحدة الأميركية، لا يزال يعمل على المساومة والتسامح مع الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، والخلية الرئيسة لهذه السياسة هي الإصرار على الاستمرار في التسمية غير الشرعية لمجاهدي خلق بالإرهابية. فريثما توجد هذه التهمة فإن نظام الملالي الحاكم في إيران واثق بأن تهديداته ضد السلام والأمن في المنطقة والعالم سوف لن تواجه أي رد فعل حازم.. إن القول إن السياسة التي تقيد أكبر معارضة لهذا النظام وأحسنها وأكملها تنظيمًا قادرة في الوقت نفسه على اعتماد الحزم والصرامة تجاه هذا النظام، ليس إلا خدعة أو وهمًا".
وأضافت رجوي "إن فرض العقوبات على النظام الإيراني أصبح اليوم مطلبًا عالميًا.. إننا رحبنا دومًا بفرض العقوبات على هذا النظام، خاصة مقاطعة بنكه المركزي، ومقاطعة هذا النظام نفطيًا.. وإن نعلم أنه ومن أجل احتواء الخطر النووي لهذا النظام يجب تعزيز هذه العقوبات بدعم نضال الشعب الإيراني من أجل تغيير النظام.. مع ذلك فإن قرار الاتحاد الأوربي وقرارات الكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ الأميركي لحظر التعامل النفطي مع النظام الإيراني يعتبر خطوة إلى الأمام.. ولكن سياسة التعامل التي تنتهجها الإدارة الأميركية الحالية وتلكؤ الدول الغربية الأخرى تخلخل هذه القرارات وتعوقها بقدر ما يمكن كونها اعتماد أية سياسية تتخذ في الحسبان أن لا تتضايق الفاشية الدينية الحاكمة في إيران".
واشارت الى "أن تصحيح هذه السياسة يبدأ من جزئها المفصلي، وهو رفع تهمة الإرهاب غير القانونية عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أي إلغاء تسميتها بالإرهابية، وهي التسمية التي كانت ذريعة حتى الآن لارتكاب مجزرتين في مخيم أشرف، وذريعة الكثير من الإعدامات في إيران. إن تصحيح هذه السياسة الكارثية لن يخدم الشعب الإيراني فقط، وإنما سيخدم السلام والأمن في العالم أجمع".
وفي ما يتعلق بحماية سكان مخيم أشرف وأمنهم، قالت رجوي "الآن وقبل فوات أوان إيجاد حل، نلفت الانتباه إلى أن نظام الملالي الحاكم في إيران والحكومة العراقية يحاولان حاليًا الاستغلال الخطر لأجهزة الأمم المتحدة لينقلا سكان مخيم أشرف من حالة مهددة إلى حالة مأساوية.. إن الثقة بالأمم المتحدة يجب ألا تصبح، وبألاعيب الحكومة العراقية، أداة لتدشين سجن لسكان أشرف داخل معسكر.
وأضافت "إن العالم يشهد على أن الحكومة العراقية لا تريد ولا تستطيع أن تفي بالوعود التي أطلقتها للأمم المتحدة والمجتمع الدولي.. ولكن السؤال الأساسي أنه لماذا التزمت الأمم المتحدة الصمت حيال ذلك؟ إن الأمم المتحدة قد حظيت بأعلى الثقة وبأعلى السلطات والصلاحيات، وبالتالي بأعلى المسؤوليات في هذه القضية.. إذًا يجب ألا ترفع المسؤولية عنها عندما تطرح السياسية المدمرة التي تنتهجها الحكومة العراقية... أعلنت الأمم المتحدة أنها تتولى الدور الميسر في هذه القضية، ولكن هناك سؤالاً، وهو ماذا ييسره ويسهله هذا الدور اليوم؟، هل ييسر ويسهل نقلاً حرًا أم نقلاً قسريًا؟".
ودعت رجوي في الختام المفوضية العليا للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين وبعد خمسة أشهر من طلب اللجوء الذي قدمه سكان مخيم أشرف (3400 شخص) الى عدم تأخير او تأجيل تحديد موقعهم كلاجئين .. وشددت على ان الظروف الطارئة لسكان أشرف وما وضعته الحكومة العراقية من عراقيل تتطلب اعتماد المفوضية أسلوبا لتحديد موقع اللجوء جماعيًا لسكان أشرف لان هذه خطوة ضرورية لابد منها لضمان أمنهم وسلامتهم أمام صنوف الأخطار القابلة للاحتواء.