بوكو حرام أضحت التهديد الأبرز الذي يواجه السلطات النيجيرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تشكل الهجمات الدموية الأخيرة التي تعرضت لها مدينة كانو النيجيرية صورة عن التهديد الذي تشكله منظمة "بوكو حرام" التي أعلنت أنها المسؤولة عن التفجيرات على السلطات في نيجيريا، ويرجح أحد الخبراء الأمنيين كون المنظمة سياسية بعيدة تماما عن المنظمات الدينية.
القاهرة: جاءت الهجمات الدموية الأخيرة التي شهدتها مدينة كانو النيجيرية، ثاني أكبر مدن البلاد، يوم الجمعة الماضي، لتبرز حقيقة التهديد الذي تواجهه السلطات من قبل منظمة "بوكو حرام"، التي أعلنت مسؤولية تنفيذ تلك الهجمات التي استهدفت 5 مبانٍ تابعة للشرطة ومكتبين للهجرة والمقرات المحلية لأجهزة المخابرات الوطنية في شمال البلاد.
ووصفت مجلة التايم الأميركية في هذا السياق تلك الهجمات بأنها أشرس هجمات تقوم بها المنظمة حتى الآن، وأنها جاءت مرة أخرى لتضع حكومة الرئيس غودلاك جوناثان في موقف دفاعي. وسبق للمنظمة أن قالت يوم عيد الميلاد إنها الجهة التي وقفت وراء ذلك الهجوم الذي استهدف كنائس المسيحيين في العاصمة، أبوجا، وأسفر عن مقتل 37 شخصاً. فيما وقع الهجوم الأخير في قلب الشمال المكتظ بالمسلمين.
وفي حديث له عبر الهاتف مع المجلة، قال ضابط شرطة نيجيري، اكتفى بالقول إن اسمه هو غوساو، إنه كان بصدد مغادرة مقر الشرطة الإقليمي مترامي الأطراف في كانو يوم الجمعة قبل أن يجد نفسه ملقياً على الأرض بعد وقوع انفجار. وأضاف:"اهتز المبنى كله، وانتشر الدخان في كل مكان. ونظرت حينها إلى الخارج، ووجدت سيارة ماركة هوندا تسير باتجاه المبنى بسرعة كبيرة، ثم بدأت عملية إطلاق النار. ورأيت الجثث بعدها في كل مكان، وسط إطلاق الرصاص في كل مكان وأنا أزحف إلى الخارج".
وقال شاهد عيان آخر يدعى لانساي، أيضاً عبر الهاتف، إنه توقف عن عد الجثث بعد أن شاهد ما لا يقل عن 100 جثة مبعثرة حول مقر الشرطة الإقليمي، وهو في طريقه إلى المستشفى الرئيس مساء يوم الجمعة الماضي. وقال أحد المسؤولين إن معدل الوفيات وصل إلى 170 حالة وفاة. ثم أشارت المجلة إلى أن نيجيريا، التي تعتبر أكبر الدول الإفريقية من حيث الكثافة السكانية، منقسمة بين مسلمين ومسيحيين يختلطون بحرية ويتزاوجون بانتظام. غير أن تلك الأجواء باتت مهددة الآن من جانب منظمة بوكو حرام، التي تهدف لإقامة دولة إسلامية يحكمها تفسير صارم للشريعة.
لكن التايم مضت تقول إن حكومة جوناثان ليس لديها فكرة على ما يبدو عن الطريقة التي يمكن أن تواجه من خلالها المنظمة، وأنها غير قادرة في ما يبدو على تحديد نوعية المنظمة التي تتعامل معها. وقال أودو دييغو أوكينيودو، وهو خبير أمني :"جعلت الحكومة موجات العنف تبدو مربحة، وهو ما أدى إلى تفاقم الوضع. لكني متأكد من أن بوكو حرام ليست منظمة دينية. بل يبدو أنها انبثقت من خلافات سياسية، لذا بدا أن الخيار الحقيقي الوحيد هو التواصل مع كافة أصحاب المصالح السياسية".
وفي تصريحات أدلى بها للمجلة، قال مسؤول حكومي رفيع المستوى :"ما يُعَقَّد الأمور هو أن ( بوكو حرام ) لا تمتلك قائداً واحداً يمكننا الاتصال به للجلوس وإجراء مناقشات. ويحاول الآن أشخاص مختلفون أن يختطفوا المنظمة لأسباب مختلفة".
بينما قال جون كامبيل، سفير أميركي سابق لدى نيجيريا، في حديث له مع التايم:"يصلك انطباع في بعض الأحيان بأنك تتحدث عن حركة منظمة مثل الجيش الجمهوري الإيرلندي. لكن الأمر ليس كذلك. فنحن لا نتحدث عن منظمة مشددة وإنما عن حركة منتشرة جداً لا تمتلك القوة الجاذبة نفسها خارج المنطقة الشمالية للبلاد".
وانتقد كامبيل أيضاً استجابة الحكومة البطيئة، وأوضح أن ذلك أدى إلى تآكل الثقة بها. وخلال زيارته أول أمس لمدينة كانو، قال الرئيس جوناثان إنه جاء إلى هناك للتعبير عن تعازيه لشعب كانو الطيب جراء الأفعال الخسيسة التي ارتكبت بحقهم مؤخراً، مؤكداً أن الحكومة الفيدرالية لن يهدأ لها بال إلى أن تقدم الجناة إلى العدالة.