صفحة جديدة في العلاقات الجزائرية المغربية بعد زيارة العثماني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الجزائر: فتحت الجزائر والرباط صفحة جديدة في علاقتهما الثنائية مبنية على التعاون الاقتصادي وإعادة بعث اتحاد المغرب العربي، مع التقدم خطوة خطوة في القضايا الشائكة كقضية الصحراء الغربية وإعادة فتح الحدود البرية.
وكانت الخطوة الأولى في هذه المرحلة الجديدة زيارة وزير الشؤون الخارجية المغربي الجديد سعد الدين العثماني الاثنين والثلاثاء. وهي الزيارة الأولى لرئيس ديبلوماسية مغربي منذ 2003.
وأجرى الوزير المغربي محادثات مطولة مع نظيره الجزائري مراد مدلسي منذ وصوله الاثنين قبل ان يستقبله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الثلاثاء.
كما التقى العثماني وزير الدولة والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (حزب الرئيس) عبد العزيز بلخادم. ولم تتسرب اية معلومات حول فحوى اللقاءين.
وتتحدث الصحافة الجزائرية عن امكانية ترشح عبد العزيز بلخادم، المقرب من الاسلاميين، لخلافة الرئيس بوتفليقة في 2014، لكنه في الوقت الحالي منشغل بتحضير الانتخابات التشريعية في ايار/مايو، التي قال ان حزبه سيفوز بالغالبية فيها، حتى وان كان الاسلاميون حصلوا على الغالبية في الدول المجاورة. وتنبأ بلخادم في الشهر الماضي بحصول الاسلاميين على نسبة 35% او 40% من الاصوات.
وقال العثماني، وهو من ابرز قيادات حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل، ان مهمته الأولى هي تقريب وجهات نظر البلدين على المستوى الثنائي، كما صرح في المؤتمر الصحافي المشترك مساء الاثنين.
وايده مدلسي الذي زار هو الاخر الرباط في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، مشددا على ان "القناعة موجودة لتعزيز العلاقات بين البلدين وأن هذه الزيارة من شأنها وضع اليات وبرامج تعمل على تعزيز هذه العلاقات الثنائية وتجسد طموح البلدين ميدانيا...".
كما يريد الوزير المغربي اعادة بعث اتحاد المغرب العربي المعطل منذ 1994، خلال انعقاد مجلس وزراء الخارجية في 17 او 18 شباط/فبراير بالرباط.
ويضم اتحاد المغرب العربي، الذي تأسس في شباط/فبراير 1989، وتترأسه ليبيا حاليا خمس دول، هي ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا. لكن هذه المنظمة الاقليمية تعاني الشلل منذ سنوات بسبب الخلافات بين اعضائها.
لكن الجزائر والرباط لم يفتحا الملفات الشائكة، او على الاقل هذا ما ظهر رسميا، ومن اهم هذه الملفات قضية الصحراء الغربية واعادة فتح الحدود البرية. وتأخذ الرباط على الجزائر دعمها لجبهة البوليساريو التي تطالب بتنظيم استفتاء ترعاه الامم المتحدة لتقرير مصير هذه المستعمرة الاسبانية السابقة التي ضمها المغرب في 1975.
ويقترح المغرب على الصحراويين حكما ذاتيا واسعا تحت سيادة المملكة. وردا على سؤال بشان اعادة فتح الحدود بين الدولتين المقفلة منذ 1994، قال العثماني ان "استراتيجيتنا تقوم على المسائل، التي هي موضع تفاهم بين البلدين. أما بالنسبة الى تلك التي لا تزال هناك خلافات بشانها، فسنطرحها بكل شفافية".
واعلنت الجزائر غلق حدودها مع المغرب ردًا على فرض الرباط تأشيرة على الجزائريين بعد اتهامها للمخابرات الجزائرية بالوقوف وراء اعتداء مراكش سنة 1994.
وكان الوزير الجزائري المنتدب المكلف الشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل وضع هذه الزيارة في ظل التغييرات الجارية في العالم و"الارادة المتبادلة" لدى كل دول المنطقة في "بعث" اتحاد المغرب العربي.
وبالنسبة إلى الصحيفة المغربية اخبار اليوم فإن العثماني "كان ينتطر ان يسمع من الرئيس الجزائري اخبارا سارة، واذا به يعود فارغ اليدين، وبدون اي قرار فعلي، بما ان الحدود ستبقى مغلقة والمناورات الجزائرية لإعاقة حل سياسي لقضية الصحراء المغربية متواصلة".
ولعل النتيجة الايجابية الوحيدة لهذه الزيارة هي اتفاق وزيري خارجية البلدين على عقد لقاءات منتظمة مرتين في السنة لتقويم مجالات التقدم في العلاقات الثنائية.
وتساءلت صحيفة "لوكتوديان دورون" الجزائرية عن مغزى الزيارة "هل هي لفتح نقاش شامل حول القضايا العالقة بين البلدين او هي فقط لاظهار حسن النية تجاه الجار".
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس دعا في خطاب بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتوليه العرش في تموز/يوليو الى اعادة الدفء للعلاقات مع الجزائر وفتح الحدود.