الجمهوريّان نيوت غينغريتش وميت رومني... نار وجليد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يخوض المرشحان الجمهوريان نيوت غرينغريتش وميت رومني صراعا لا هوادة فيه، ما يضع انصار الحزب في خيار بين محافظ موهوب، ورجل اعمال سابق معتدل.
جاكسونفيل: يخوض نيوت غرينغريتش وميت رومني صراعا لا هوادة فيه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الاميركية، ما يضع انصار الحزب في خيار بين محافظ موهوب لا يمكن التنبؤ بمواقفه، ورجل اعمال سابق معتدل يفتقر الى الجاذبية.
والاثنان ابناء جيل واحد وينتميان الى الحزب نفسه الا ان التناقض تام بين مسيرة كل منهما واسلوب حياته وصفاته الشخصية وطريقة تفكيره.
غينغريتش (68 سنة) ابن ام مراهقة سرعان مع انفصلت عن والده بالطلاق ليتبناه اب عسكري جعله يمضى شبابه متنقلا بين عدة دول من بينها فرنسا والمانيا.
رومني (64 سنة) هو الابن الرابع لرجل الاعمال جورج رومني المنتمي الى طائفة المورمون والذي كان حاكما لولاية ميشغن (شمال) قبل ان يصبح وزيرا.
الاول درس التاريخ والثاني درس القانون وادارة الاعمال.
منذ صباه الباكر اختار نيوت غينغريتش مستقبله وهو العمل السياسي وذلك بعد ان زار مدينة فردان الفرنسية وهو في ال15 من العمر.
وفي ثالث محاولة له انتخب نائبا عن جورجيا (جنوب) عام 1979. واعيد انتخابه ست مرات ليتولى رئاسة مجلس النواب من 1995 الى 1999 قبل ان يستقيل تحت وطأة الانتقادات.
الا انه لم يترك ابدا المجال السياسي حيث انشأ وترأس العديد من مراكز الابحاث السياسية، كما عمل مستشارا براتب مرتفع لدى عملاق التمويل العقاري فريدي ماك الذي تاثر بشدة بازمة 2008.
من جانبه اختار ميت رومني مبكرا عالم الاعمال متسلحا بشهادتين من جامعة هارفرد العريقة.
جمع رومني ثروة طائلة على راس شركة باين كابيتال للاستثمار في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي قبل ان يقوم باول خطوة غير ناجحة في عالم السياسة عام 1994 مع ترشحه لعضوية مجلس الشيوخ امام تيد كينيدي عاد بعدها الى الاعمال التجارية قبل ان يصبح حاكما لولاية ماساتشوسيتس (2003-2007) لولاية واحدة عمل خلالها مع مجلسي شيوخ ونواب تهيمن عليهما غالبية ديموقراطية.
وفي تصريح حديث قال رومني "السياسة ليست مهنة بالنسبة لي" رغم انه ترشح للمرة الاولى لانتخابات الرئاسة عام 2008 لكنه فشل في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري امام جون ماكين. وها هو الان يعيد الكرة لانتخابات 2012.
لكن رومني، الذي لا يتصرف بعفوية ويبدو جامدا مثل الرجل الالي، يواجه صعوبة في التواصل مع الناخبين. وتقول ناخبة في نيوهامشر عنه "ان ملامحه جامدة للغاية ويبدو كاملا اكثر من اللازم".
لكنه يقوم بجولاته الانتخابية ببنطال جينز وقميص مفتوح الرقبة. في حين ان غينغريتش الممتلىء قليلا والابيض الشعر يرتدي غالبا سترة وربطة عنق.
لكن العبرة ليست بالمظاهر اذ يبدو نيوت غينغريتش اكثر ارتياحا في تصرفاته وفي خطابه الذي يتلاعب فيه ببراعة بالكلمات مستخدما الشعر في التعبير عن افكاره وفي ايجاد الردود المفحمة ولا يهاب الخوض في جدال مع منافسيه.
يحمل غينغريتش الذي الف اكثر من 20 كتابا الافكار السياسية لمحافظ جنوبي مستوحيا اراء رونالد ريغان. وهو يندد بجراة بوسائل الاعلام وب"نخب نيويورك وواشنطن" متفاخرا بقدرته على اخافة المؤسسة.
من جانبه نجح رومني، الذي يملك فكرا تحليليا وان كانت مواقفه اقل رسوخا احيانا، في الحصول تدريجيا على دعم المؤسسة الجمهورية. الا ان القاعدة تعتبره شديد الاعتدال ولا تجد نفسها في هذا المورموني العقلاني الواسع الثراء الذي لا يشرب القهوة او الخمر.
ويعيش رومني منذ 42 عاما حياة زوجية لا تشوبها شائبة مع زوجته آن التي وقع في حبها وهما في المدرسة الثانوية وانجب منها خمسة ابناء ليصبح له من الاحفاد 16.
والقاسم المشترك الوحيد وغير المتوقع بين المرشحين الذي لا يتحدثان عنه كثيرا باعتباره من سمات اليسار هو ان الاثنين عاشا فترة صباهما في فرنسا وان الاثنين يتحدثان الفرنسية.
جون ماكين يهب لنجدة ميت رومني ويهاجم نيوت غينغريتش
هب السناتور الاميركي جون ماكين لنجدة ميت رومني المتنافس على ترشيح الحزب الجمهوري للبيت الابيض الذي يواجه هبوطا في استطلاعات الراي الاربعاء مهاجما حصيلة اداء منافسه الرئيسي نيوت غينغريتش في الكونغرس.
وحمل ماكين، الذي لم يحالفه الحظ في الانتخابات الرئاسية عام 2008 امام باراك اوباما، على غينغريتش لانه سمح عندما كان رئيسا لمجلس النواب في التسعينات بزيادة الاتجاه الى اجراء تصويت على الدعم (ايرماركس) المقدم لمشروعات محلية مقابل الحصول على دعم لاقرار نصين قانونيين.
وقال ماكين الاربعاء في مؤتمر صحافي عبر الهاتف "كنت هنا، ورايت +الايرماركس+ يتفجر، ورايت ما نجم عن ذلك من فساد والخسارة الكبيرة لنقود دافعي الضرائب".
واضاف السناتور ماكين "هذا النوع من الامور اصبح شائعا بصورة غير عادية تحت رئاسة نيوت غينغريتش مع برنامج منظم بالنسبة لتوزيع هذه المشاريع".
كما انتقد ماكين حصول غينغريتش على راتب ضخم من عملاق التمويل العقاري فريدي ماك الذي كان وراء ازمة 2007-2008 مقابل عمله كمستشار. وقال "يدهشني ان يتمكن مؤرخ من الحصول من فريدي ماك على نحو 25 الف دولار شهريا".
وكان ماكين اعلن في مطلع كانون الثاني/يناير الحالي دعمه لميت رومني في سباقه للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 6 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وقد تعرض غينغريتش، الذي حقق مؤخرا تقدما امام ميت رومني في استطلاعات الراي، خلال الحملة الانتخابية لانتقادات حادة بسبب حصوله على 1,6 مليون دولار من فريدي ماك. ويؤكد غينغريتش انه لم يفعل سوى ان تقاضى اجرا على "نصائح استراتيجية" وقد نشر الاثنين العقد الذي ابرمه مع هذه المؤسسة العملاقة للقروض العقارية.