أخبار

السيستاني يحمل القادة مسؤولية التدخل الخارجي في العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
معتمد السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي

لندن: حمل معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيد علي السيستاني، قادة البلاد مسؤولية التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للعراق، ودعاهم الى ما اسماها بهزة ضمير تعمل على انهاء خلافاتهم والتوجه نحو القضاء على الفساد.

ورأى معتمد السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ان العديد من السياسيين يشكون من تدخل دول خارجية في شؤون العراق، ويطلقون تصريحات رافضة لهذا التدخل، لكن بدلا من ذلك عليهم ان يبحثوا عن الأسباب وراء ذلك.

وقال "لايخفى على الجميع ان هذه التدخلات جاءت بسبب الخلافات بين الكتل السياسية والازمات المتكررة التي يشهدها البلد".

وشدد على الكتل السياسية ضرورة تقديم تنازلات متبادلة وانهاء هذه الخلافات بين الكتل التي انتخبها ابناء الشعب للحفاظ عليهم وعلى بلدهم، محذراً من ان هذه الخلافات تؤثر سلبا على عمل الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة، وتفتح الابواب امام الدول الخارجية للتدخل.

واشار الى ان الشعب الذي قدم الكثير من التضحيات كان يأمل في اداء ملحوض من قبل الساسة العراقيين، موضحا ان العراق يمتلك من مقومات القوة الكثير لكنه اصبح الان ضعيفا امام الكثير من الدول مما يؤدي الى تاثيرات كبيرة على اداء الامني والعمراني.

وطالب معتمد السيستاني الكتل بمراجعة مواقفها ومحاولة معالجة اخطائها وتقديم استحقاقات الشعب العراقي على مصالحها لانها مسؤلة عن هذا الشعب .

واضاف إن الخلافات السياسية التي وصلت الى حد التناحر وتبادل الاتهامات بين الكتل ادت الى اضعاف موقف العراق وفتحت مدخلاً للتدخل في شؤونه الداخلية من قبل بعض الدول، مشدداً على ان غياب وحدة الصف السياسي ادى الى اضعاف موقف العراق لتتدخل الدول في شؤونه الداخلية .

وعادة ما يتبادل السياسيون العراقيون كل حسب توجهاته السياسية والمذهبية تصريحات حول تدخل ايراني او تركي في الشؤون الداخلية لبلدهم.

وعلى الصعيد نفسه طالب الكربلائي المسؤولين العراقيين بدلا من الاستمرار في خلافاتهم بما اسماها "هزة ضمير" للقضاء على الفساد المالي واعانة الفقراء من العراقيين.

واشار الى ان اقرار الموازنة العامة للبلاد للعام الحالي 2012 والتي لم يناقشها مجلس النواب إلى الان وصرف نفقاتها سيوفر الخدمات للمواطنين، مؤكدا ان تأخيرها يؤثر سلبا على قوتهم وعلى حياتهم اليومية بمختلف جوانبها" .

وانتقد بعض فقرات الموازنة العامة، موضحا ان هناك ابواب صرف غير ضرورية وهي كثيرة خصص لها مبالغ كبيرة من الموازنة في مقابل ابواب صرف ضرورية جدا لم تخصص لها المبالغ المناسبة وخاصة فيما يتعلق باعانة الفقراء والارامل والمحتاجين وضحايا الارهاب والمتقاعدين .

كما دعا خطيب الجمعة المسؤولين الى اتخاذ قرارات جريئة للنهوض بواقع العراق والقضاء على ظاهرة الفساد المالي الذي ينتشر بشكل كبير في البلاد مشيرا الى أن "هذه الظاهرة لايمكن الحد منها إلا بتشخيصها وايجاد الحلول الكفيلة بالقضاء عليها".

وفي هذا الإطار، دعت أمس الإدارة الاميركية الساسة العراقيين الى عدم اضاعة فرصة حل الأزمة السياسية في بلادهم وتسويتهم لخلافاتهم سلميا من اجل ترسيخ وحدة بلدهم.

وقد حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون العراق من " اضاعة هذه الفرصة" لتحقيق الرخاء والوحدة قائلة انه ينبغي ان يتصرف كدولة ديمقراطية تقبل الحلول الوسط.

ويشهد العراق أسوأ أزمة سياسية منذ عام، اثر امر قضائي حكومي بأعتقال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وهو ما اثار مخاوف بخصوص امكان تجدد العنف الطائفي بعد انسحاب القوات الاميركية.

وقالت كلينتون في جلسة أسئلة وأجوبة مع موظفي وزارة الخارجية ان السفير الاميركي في العراق جيمس جيفري بادر بحث الساسة العراقيين ومن بينهم المالكي على تسوية خلافاتهم سلميا. واضافت ان "هذه فرصة لتوحيد العراق والسبيل الوحيد لذلك هو التوصل الى حلول وسط".

وأعلنت ان الولايات المتحدة ستقوم بكل ما يمكنها للمساعدة "لكن العراق في نهاية الامر دولة ديمقراطية الان لكن عليه ان يتصرف كدولة ديمقراطية".

وكان السيستاني هنأ الثلاثاء الماضي الرئيس العراقي جلال طالباني بنجاح العملية الجراحية التي أجراها في المانيا متمنياً عودته الى أرض الوطن "لتأدية دوره الحيوي المأمول في حل المشكلات السياسية في هذه اللحظة التاريخية الحساسة". كما نقل بيان صحافي رئاسي .

وأضاف اليان ان رضا نقل في الإتصال تأكيد السيد السيستاني على أن الجميع يأمل الآن في مثل هذا الظرف عودة الرئيس واضطلاعه بدوره المعروف في تهيئة أجواء الحوار الإيجابي البناء الذي من شأنه وصول الجميع الى التفاهم الوطني المطلوب وحسم الخلافات وانهاء الأزمة الراهنة.

وأشار الى أن طالباني قد عبر عن خالص اعتزازه وامتنانه الى المرجع الديني الأعلى "وتمنى له دوام الموفقية وموفور العافية شاكرا هذه الثقة ومؤكدا الإستعداد دائما للعمل بكل الجهد من أجل بناء العراق وتعزيز تقدم مسيرة عمليته السياسية على أسس التفاهم الوطني والعمل المشترك الذي يضع العراق وتقدمه نصب العين" بحسب البيان .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف