دوافع خفية تؤثر على المصالحة الفلسطينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة: تماطل حركتا فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحماس التي تسيطر على قطاع غزة في تنفيذ اتفاق المصالحة بينهما من اجل مواصلة تنفيذ الاستراتيجيات الخاصة بكل حركة وفقا لمحللين.
واعادت لجنة الانتخابات المركزية الاربعاء فتح مكاتبها في غزة بعد ان سمحت لها حكومة حماس بذلك بعد تاخير دام لاسابيع.
وينص اتفاق المصالحة الذي وقع في ايار/مايو 2011، على اجراء الانتخابات بعد سنة من التوقيع على الاتفاق اي في ايار/مايو 2012 من حيث المبدأ. ويفترض ان يصدر الرئيس محمود عباس مرسوما بالموعد قبل 90 يوما على الاقل من ذلك.
ولم يصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس حتى هذه اللحظة اي مرسوم رئاسي يحدد فيه موعد الانتخابات.
وفي الوقت ذاته تعمل لجان للمصالحة على ايجاد حلول للقضايا العالقة بين الحركتين وخاصة ملف المعتقلين السياسيين و توزيع الصحف الفلسطينية في القطاع دون تحقيق اي تقدم ملموس على ارض الواقع.
ويعلق مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر في غزة "قالوا لنا بانهم اقتربوا من حل قضية المعتقلين السياسيين وقضايا جوازات السفر والصحف (...) نسمع وعودا جديدة كل يوم".
وبحسب عمر شبانة مدير "مؤسسة بال ثينك للدراسات الاسترتيجية" "ما زال لديهم حسابات خاصة فابو مازن ما زال يعتقد ان بامكانه الحصول على شيء من المحادثات مع اسرائيل وحماس تعتمد على الاخوان المسلمين وهم يريدون الانتظار".
ويوضح النائب المستقل في المجلس التشريعي الفلسطيني مصطفى البرغوثي "حتى الان لم تبدا المحادثات حول تشكيل الحكومة وهذا يعطي انطباعا بانه ليس هناك قيمة للمواعيد"، في اشارة الى الحكومة الانتقالية المستقلة التي ستتولى تنظيم الانتخابات والتي من المفترض تسميتها اخر الشهر الجاري.
وعلى الرغم من ان استطلاعات الراي ترجح فوز حركة فتح في الانتخابات التشريعية المقبلة الا ان الحركة تخشى المشاركة في الانتخابات الرئاسية دون مرشح بارز بحسب مهدي عبد الهادي مدير مركز باسيا للابحاث في القدس.
واضاف "عباس قال لهم انه لن يترشح.وهم لا يستطيعون تصديق ذلك او ايجاد بديل او حتى مرشح اخر".
اما في حماس فيرى عبد الهادي ان هناك "فجوة بين هنية ومشعل" في اشارة الى رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الموجود في دمشق والذي يتهم بانه قدم الكثير من التنازلات من اجل المصالحة ورئيس حكومة حماس في غزة اسماعيل هنية.
واشار عبد الهادي الى ان هنالك "معركة على السلطة في حماس بين غزة ودمشق فحاليا دعت عمان مشعل لزيارتها بينما قامت طهران بدعوة هنية".
ومن المتوقع ان يزور خالد مشعل الاحد الاردن في زيارة رسمية هي الاولى منذ عام 1999 بينما سيتوجه اسماعيل هنية في اواخر الشهر الجاري الى ايران.
ومن ناحيته يعتقد ابو سعدة انه في موضوع المصالحة "حماس قدمت تنازلات اكثر من ابو مازن حول المفاوضات (مع اسرائيل) وحول المقاومة الشعبية" وهو شعار اصبح مشعل يستخدمه مؤخرا.
وبالاضافة الى ذلك يشير ابو سعدة ان حركة حماس قلقة من اعادة سيناريو انتخابات عام 2006 بعد ان فازت بالانتخابات حيث عانت من حملة مقاطعة دولية ولذلك تبحث عن ضمانات.
ويتابع "الضمانة هي ان يكون هناك شراكة سياسية بين فتح وحماس في اي حكومة مستقبلية وهذا ما تم الاتفاق عليه في اللقاء بين محمود عباس وخالد مشعل في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.