أخبار

السياحة في مصر بلا ناقة ولا جمل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أحد الأحصنة الجائعة بعدما فقد أصحابه عملهم

يقدّر أصحاب الإسطبلات، الذين يصطفون أمام البوابة الرئيسة للأهرامات، قيمة الخيول والجمال التي يعتاشون منها. لكن حين تكون المفاضلة بين الأطفال أو الحيوانات، سيختار ربّ العائلة إطعام أطفاله.

إيلاف، القاهرة: تراهم يقفون أمام البوابة الرئيسة للأهرامات في الإتجاه المقابل لفندق "مينا هاوس"، الذي شهد مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وكلهم أمل في أن تقف حافلة ضخمة، وتخرج منها المئات من السيّاح الأجانب، ويطلبون الدخول إلى الأهرامات، لكن إنتظارهم طال منذ اندلاع الثورة في 25 يناير الماضي، فقد تدهورت أحوال السياحة، وانخفض أعداد الوافدين إلى مصر بشكل كبير، مما أثر عليهم سلبياً، وتسبب في تدهور أحوالهم المعيشية، بل تدهورت أحوال حيواناتهم، فنفق بعضها، من شدة الجوع، بينما يقف البعض الآخر يصارع من أجل البقاء، فيما حوّل البعض منهم مسار حيواناته إلى مهنة أخرى، هي جرّ العربات. هؤلاء هم أصحاب الخيول والجمال في الأهرامات.

15 ألف شخص فقدوا أعمالهم

أحصنة تحولت إلى جرّ العربات

رغم ضيق الحال، إلا أنهم يخشون الشكوى أو الحديث للصحافة، إعتقاداً منهم بأنها تتربص بهم منذ موقعة الجمل الشهيرة في 2 شباط (فبراير) الماضي، حيث يُتهمون بأنهم بلطجية أو من فلول النظام السابق.

بصعوبة تحدثنا إلى كبيرهم، ويدعى عتريس علي عتريس من منطقة نزلة السمان، فقال إن الأحوال تدهورت بشكل غير مسبوق، منذ الأيام الأولى للثورة، وبعدما كان يعمل في هذه المهنة ما يتراوح بين 10 و15 ألف شخص، ويعيلون أسرهم، التي لا يقلّ عدد أفراد الواحدة منها عن أربعة، أصبح عددهم الآن يقدر بنحو 200 فقط.

وأضاف عتريس لـ"إيلاف": هناك الآلاف منا تركوا المهنة، وعملوا في مهن أخرى، مثل نقل مخلفات الهدم والبناء، بعدما إشتروا عربات، ولكن أيضاً الرزق شحيح، لأن سوق المعمار حاله واقف، ولا أحد يبني الآن".

وتابع: "كنا في مثل هذا الوقت من كل عام نعمل بشكل جيد، وكان عدد الأجانب لا ينقطع عن مصر أبداً، وكان الشخص منا يحصل على حوالى 500 جنيه في اليوم، حيث تتراوح تكلفة ركوب السائح والتجوّل في الهرم ما بين 50 و200 جنيه. أما الآن فلا يوجد شي من هذا. المصريون فقط هم من يحضرون لزيارة الأهرامات، وبأعداد قليلة، وهم جميعاً من البسطاء، سواء الموظفين أو أصحاب المهن الحرة، ولا يمنحون صاحب الحصان أو الجمل سوى ما يتراوح بين 3 و5 جنيهات".

الخيول والجمال جائعة!

بعض الأحصنة والجمال نفقت من الجوع

يزيد غلاء أسعار المواد الغذائية للحيوانات من بؤس الخيول والجمال في نزلة السمان القريبة من الأهرامات، ويزيد من بؤس أصحابها أيضاً، ويقول عتريس: "أسعار طعام الخيول والجمال ارتفعت بشكل كبير، لذلك فهي تتضور جوعاً، بعضها نفق لعدم قدرة أصحابه على إطعامه، فكيلو الذرة أصبح بـ 5 جنيهات، والحيوان يحتاج أكثر من10 كيلو يومياً، وقيراط البرسيم أصبح سعره200 جنيه، وهو يكفي لإطعام الحيوان لأسبوع، وحمل التبن بـ400 جنيه، وفي المقابل ليس هناك أي دخل معقول يكفي لهذه النفقات".

النفوق أو الجر

"صاحب الخيول أو الجمال أصبح بين خيارين، كلاهما مر، لكن لا مفر"، هكذا يتحدث عتريس، إما أن يطعم أولاده أو يطعم حيواناته، ولا يكون أمامه سوى الإهتمام بأبنائه على حساب حيواناته، ونتج من ذلك نفوق بعضها، لاسيما أن الحصان، الذي كان سعره يتراوح بين 10 إلى 15 ألف، أصبح ثمنه لا يتعدى 200 جنيه. والبعض باع خيوله وجماله في الأسواق، بعدما عجز عن إطعامها.

ويبدو أن جمعيات الرفق بالحيوان في مصر تنبهت إلى المأساة التي تعانيها الحيوانات، وأصبحت تمنح أصحابها معونة أسبوعية، حسبما يقول عتريس، وتقدم لكل حصان أو جمل سبعة كيلو ذرة إسبوعياً، لكن عتريس يرى أنها غير كافية، لأن استهلاك الحصان أكبر من ذلك بكثير.

كابوس موقعة الجمل

موقعة الجمل

تسببت موقعة الجمل في معاناة مضاعفة لأهالي نزلة السمان العاملين في هذا المجال، وصارت كابوساً يقلق حياتهم ليل نهار، لاسيما أن الخيول والجمال، التي اقتحمت ميدان التحرير يومي 2 و3 شباط (فبراير) الماضي، واعتدت على المتظاهرين، كانت تنتمي إلى تلك المنطقة، وصاروا يوصفون بأنهم "فلول وبلطجية".

لكن عتريس ينفي تلك التهمة عنهم، ويقول: لسنا من الفلول، ولم نكن ضد الثورة في موقعة الجمل، بل لم نذهب هناك من الأساس، كنا نؤيد مبارك، ولكن من أجل الإستقرار والهدوء، لأن ما عدا ذلك فالأمر ضد "أكل عيشنا"، السياحة لا تنمو إلا في ظل الإستقرار، ذهبنا إلى ميدان مصطفى محمود مع الآلاف لإعلان تأييدنا لمبارك، ولما علمنا أنه غير أهل للثقة انقلبنا عليه، ولم نعد نثق فيه أو في نظام حكمه.

ويضيف "ذهب بعضنا إلى ميدان التحرير للتظاهر ضد زاهي حواس وزير الآثار السابق، لأنه كان يريد قطع عيشنا، فمرة يقول إن تواجدنا في الأهرامات مظهر غير حضاري، ومرة أخرى أن غضبنا كان موجّهًا ضده، وليس ضد الثورة في ميدان التحرير.

مكاتب البرديات مغلقة

يعتمد الملايين من المصريين على السياحة بشكل مباشر، ومنهم فنانو البرديات، وفقدوا أعمالهم، ومنهم إبراهيم بغدادي صاحب مكتب برديات، ويقول لـ"إيلاف" إنه أغلق مكتبه منذ شهر شباط (فبراير) الماضي، وأصبح يعمل بمفرده، وبشكل نادر.

إحدى البرديات المصرية

وأضاف "سوق البرديات تقوم على السياحة بشكل كلي، وتعتمد عليها عشرات الآلاف في دخلهم، بدءًا من مزارع البرديات في محافظة الشرقية، ومروراً بالفنانين الذين يتولون الرسم، ومطابع البرديات ومصانع الألوان، وإنتهاء بالبازارات التي تعرضها للبيع".

وتابع "العمل توقف تماماً منذ ما يقارب العام، فبعدما كان متوسط الإنتاج شهرياً ييلغ نحو عشرة آلاف بردية، صار الإنتاج الآن يقدر بصفر، والتحصيل صفر أيضاً، حيث كان البيع بالآجل، أي إننا نسلم البرديات إلى تاجر البازارات، ونحصل منه على دفعة من الأموال، ثم دفعات أخرى بعد البيع، وتوقف كذلك التصدير إلى الخارج، لاسيما أن السيّاح هم من كانوا يتعاقدون على كميات كبيرة من البرديات، وكانت أسعار أوراق البرديات الجاهزة برسومها تتراوح ما بين 1 و10 دولارات". وأوضح أنه يعمل في مهنة البرديات ما يتراوح بين 50 و250 ألف شخص، وفقدوا أعمالهم حالياً.

معاناة بائع برديات

ورغم أنه لم يتلق تعليماً جيداً، وتخلى عن الدراسة في الصف الخامس الإبتدائي منذ نحو 40 عاماً، إلا أن محمد علام يتقن الإنكليزية وبعضاً من الفرنسية، واكتسب تلك الخبرة من تعامله مع السيّاح، حيث يعتمد في "أكل عيشه" على بيع البرديات أمام المتحف المصري.

ويقول لـ"إيلاف" بحسرة: "عليه العوض... ومنه العوض"، وأضاف: "السياحة ضربت، منذ الثورة، ولم أبع إلا خمس برديات خلال العام الماضي، لأن المتحف دائماً مغلق، والسياح لا يحضرون إلى مصر، بسبب عدم الإستقرار، وبعدما كان عددنا نحو 15 نبيع البرديات أمام المتحف، لم يعد أي منا يعمل في هذا المجال، البعض يعمل حالياً في مقهى، والبعض يعمل في مطاعم الكشري. أما أنا فصحتي لا تساعدني على العمل في مهنة أخرى، ولم أجد سوى الافتراش ببضاعة رخيصة، مثل منتجات الثورة، ومنها: الأعلام. وفي إنتظار الفرج".

خان الخليلي متوقف

أروقة خان الخليلي خالية من الزوار

تأثرت محال التحف والتماثيل المقلدة، أو ما يطلق عليها البازارات، بتدهور أحوال السياحة في مصر، وتعتبر سوق خان الخليلي من أكبر وأهم المناطق التي تشتهر بهذا النوع من التجارة، وبعدما كانت هذه السوق مقصداً للسيّاح الأجانب، صارت خالية من المارة، ولا تكاد تلمح فيها أي سائح إلا نادراً.

يقول ماجد محمود صاحب بازار في خان الخليلي لـ"إيلاف": "الحال نايم منذ حوالى عام، لا بيع ولا شراء". وأضاف أنه في الأحوال العادية قبل الثورة كانت تلك المنطقة مزدحمة بالسيّاح، مشيراً إلى أن البازارات تعمل في مجال التحف والتماثيل المقلدة والمشغولات النحاسية.

ووصف محمود البازرات بأنها واجهة لعشرات من المهن ومئات الآلاف من الأشخاص، الذين يعملون في تلك المهن المرتبطة بها، مثل صناع التماثيل ومصانع الرخام وورش النحاس ومزارع البرديات، وهؤلاء توقفوا جميعاً، بسبب توقف السياحة في مصر منذ اندلاع الثورة وحتى الآن.

يختم محمود بالقول إن الأوضاع لا تبشِّر بالخير في ظل إطلاق السلفيين العشرات من الفتاوى التي تحرّم السياحة، ولاسيما زيارة المناطق الآثرية، التي يعتبرونها نوعاً من عبادة الأصنام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فضل فرعون
خوليو -

الآن أحس المصريون المسلمون الذين يشتمون فرعون وحضارته في كتبهم، بأنه مصدر عيش للملايين منهم، باندلاع الثورة توقفت السياحة التي تأتي من أجل حضارة فرعون، فهل يعي المصري العادي الضرر الناجم عن انتخاب من هو ضد فرعون وتماثيله التي يسمونها أصنام ؟ على الأقل إن جاءوا لتحطيم التماثيل امنعوهم واطردوهم، وإلا لعنة الفرعون ستصيبكم وتنفق حيوانتكم من الجوع . لقد انتخبتم من سيمنع السياحة عنكم، لقد صوتم ضد معيشتكم فهل حضراتكم منتبهون ؟

بسرعة
مصطفى -

هذا طبيعي ففي أزمنة اللا استقرار تقل أنشطة السياحة مطلوب من المصريين سرعة. حل مشاكلهم وترك المناكفات السياسية. لتدور عجلة السياحة من جديد

جشع
نبهان بن جهلان -

500 جنيه في اليوم يا مفترين يعني 15000 جنيه في الشهر!!!! اكثر من راتب مدير عام ..تستاهلون

تاريخ غني
كاميليا -

يا رجل ليس لفرعون حضارة انها حضارة مصر القديمة او بالاحرى حضارة KMT (كمت, اسم مصر) ليس كل ملوك مصر تلقبوا بلقب فرعون. وهل فرعون لقب او اسم و هل برعا (البيت العالي) هي فرعون.

رداً على المناخوليا
بندق -

تاريخياً كل من جاء فرعون طمس على اثار الفرعون الذي قبله ومن الثابت تاريخياً ان المسيحيين سبقوا المسلمين في مصر مع ملاحظة ان مصر لم تكن مسيحية في يوم الايام ولا لحظة واحدة. ، ولذلك يقول التاريخ ان المسيحيين هم من دمر الاثار الفرعونية واول من حول المعابد الى كنايس واول من سرق الرموز الفرعونية ودمجها مع المسيحية ! واول من قتل الفلاسفة المصريين غيلة بالخناجر المغموسة في السم

قصة واقعية مؤلمة
اكرم -

ذهب صديقي وزوجته لقضاء اجازة في مصر في شهر ديسمبر الماضي وكانا في منتهى التعاطف مع ثورة مصر وارادا ان يقدما شيئا من خلاله عبرا عن دعمهما للسياحة في مصر ولكنهما صدما ان اغلب من تعاملوا معه في الحياة اليومية كان يحاول النصب عليهما وابتزازهما بأي شكل ... فقد ارادا زيارة اهرامات الجيزة مثلا وبعد رحلة استغرقت ساعتين من مركز القاهرة بسبب الزحام في الشوارع هناك بدأ حراس المكان ابتزازهما ومنعوهما من الدخول من دون دفع مبلغ 250 جنيه لكل شخص رشوة .. وقررا مغادرة القاهرة هربا من الأبتزاز والمضايقة لكن الكارثة وقعت لهما في شرم الشيخ الذي يفترض ان يكون الواجهة السياحية الحضارية لمصر فقد تعرضت زوجته وهو يسير الى جانبها الى اشكال من التحرشات البذيئة من سواقي التاكسي الذين يملؤون شوارع شرم الشيخ من كلام بذيء واستخدام الزمور واشكال المضايقات والمؤكد لأنهما عربيان لأن الأجانب لايتعرض لهما احد في ذلك المكان ثم وقعت لهم مشكلة مع (عصابة) من سواقي التاكسي من بدو سيناء المرابطين امام موقف الباصات السياحية .. اضافة الى اهمال الفندق لهما لأنهما عربيان واعطاء الأهمية للسياح الروس والأجانب ... ولهذا خرجا من مصر مصدومين و نادمين على تلك الأجازة ويحملان ذكريات سيئة للغاية

الجشع
أمريكي أصل سوري -

يستاهلو، ناس جشعين إستغلاليين ما يخافو الله ، قبل عدة سنين زرت الأهرامات وعندما طلبت ركوب الجمل كانت التسعيرة ب ٣٠٠ جنيه لربع ساعة - ١ دولار كان يعادل ٤.٦ جنيه - أي ساعة الجمل تقدر ب ٢٦٠ دولار فإذا عمل ٨ ساعات فقط باليوم فسيحصل على ٢٠٨٠ دولار باليوم ، رأيت هناك السياح بالآلاف من كل بقاع الدنيا ...

الجشع
أمريكي أصل سوري -

يستاهلو، ناس جشعين إستغلاليين ما يخافو الله ، قبل عدة سنين زرت الأهرامات وعندما طلبت ركوب الجمل كانت التسعيرة ب ٣٠٠ جنيه لربع ساعة - ١ دولار كان يعادل ٤.٦ جنيه - أي ساعة الجمل تقدر ب ٢٦٠ دولار فإذا عمل ٨ ساعات فقط باليوم فسيحصل على ٢٠٨٠ دولار باليوم ، رأيت هناك السياح بالآلاف من كل بقاع الدنيا ...

تصحيح
كاميليا -

اسفة, برعا تعني البيت الكبير.

تصحيح
كاميليا -

اسفة, برعا تعني البيت الكبير.

?WHAT ABOUT
JADE -

What about the hotel, the restaurant, and the entertainmenet industries? There are tens of thousands and their families who are suffering now because of the nature of their work. Cairo, Alexandria, fayyoum, Luxor, Aswan, Sharm EL Sheikh, Horgadah, and many other towns depend on tourism. The whole country depends on tourism. I think these religious fanatics do not know the value of the treasures that Egypt has; people throught the world know the real Egypt,unfortunately its own current natives still have a lot to learn about their own history, they are blinded by religious beliefs.

?WHAT ABOUT
JADE -

What about the hotel, the restaurant, and the entertainmenet industries? There are tens of thousands and their families who are suffering now because of the nature of their work. Cairo, Alexandria, fayyoum, Luxor, Aswan, Sharm EL Sheikh, Horgadah, and many other towns depend on tourism. The whole country depends on tourism. I think these religious fanatics do not know the value of the treasures that Egypt has; people throught the world know the real Egypt,unfortunately its own current natives still have a lot to learn about their own history, they are blinded by religious beliefs.

Let Them Rule!!
Iraqi American -

Two main sources of revenue for Egypt are tourism and foreign aid from America and Europe. If Islamists rule this country the way they are perceived, Egypt will lose these two sources of income. This will be a major blow to its already poor economy.

Let Them Rule!!
Iraqi American -

Two main sources of revenue for Egypt are tourism and foreign aid from America and Europe. If Islamists rule this country the way they are perceived, Egypt will lose these two sources of income. This will be a major blow to its already poor economy.