اعلان انسحاب القوات الفرنسية من افغانستان قد يعرقل عمل الناتو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يهدد قرار الرئيس الفرنسي بتقريب جدول انسحاب القوات الفرنسية من افغانستان بعرقلة عمل الحلف الاطلسي في هذا البلد ودفع حلفاء اخرين الى تسريع انسحابهم منه، برأي خبراء في واشنطن.
واتفق الخبراء خلال مؤتمر يعقد في "اتلانتيك كاونسل" وهو مركز ابحاث في واشنطن، ان الاعلان المفاجىء لسحب القوات القتالية الفرنسية من افغانستان في نهاية 2013 ودعوة الدول الاعضاء في الحلف الى درس مثل هذه الامكانية، يناقض الموقف الموحد للدول ال28 الاعضاء ومنها فرنسا، الذي اتخذ خلال قمة الحلف في لشبونة في نهاية 2010.
وقال ديمون ويلسن نائب الرئيس التنفيذي للهيئة التي تعنى العلاقات عبر الاطلسي ان قرار ساركوزي "يقلب استراتيجية المرحلة الانتقالية في افغانستان رأسا على عقب".
وفي رأيه على الولايات المتحدة ان "تحد من اضرار" الاعلان الفرنسي خلال اجتماع وزراء دفاع دول الحلف الاطلسي الخميس والجمعة في بروكسل.
وقال يان برزيزينسكي المسؤول الكبير في البنتاغون الذي كان مكلفا الشؤون الاوروبية بين عامي 2001 و2005 "ليست اول مرة تعلن فيها دولة حليفة انها تريد سحب قواتها لكن القيام بذلك بعد حادث ماساوي فجأة يعني الاستسلام".
واضاف "اعلان الانسحاب شيء لكن دعوة الجميع الى الانسحاب المبكر امر مستغرب صراحة".
وحمل مقتل اربعة جنود فرنسيين برصاص جندي افغاني في 20 كانون الثاني/يناير الرئيس الفرنسي الى اعلان الانسحاب المبكر من افغانستان التي لا تحظى مشاركة فرنسا فيها بتاييد شعبي، في عز حملة انتخابية صعبة.
وفي واشنطن اكدت وزارة الخارجية ان القرار الفرنسي "اتخذ بعناية بالتشاور مع الحلف الاطلسي والافغان والولايات المتحدة" لكن المحادثة الهاتفية مع باراك اوباما التي اعلنها ساركوزي لم تحصل.
ويخشى الخبراء من ان يعتبر الاعلان الفرنسي نجاحا لهجمات طالبان وان يعقد مهمة قوات التحالف.
وقال جيفري لايتفوت من اتلانتيك كاونسل انه مقارنة مع عديد القوات الاميركية المقدرة ب90 الف جندي "لا تنشر فرنسا سوى 3600 رجل لكنها تملك قدرات عسكرية هائلة بفضل طائراتها ومروحياتها التي تستخدم كثيرا في جنوب افغانستان وشرقها".
واضاف ان "التعويض عن انسحاب الكتيبة الفرنسية ومعرفة قواتها بالسكان المحليين لن يكون امرا سهلا".
ومبادرة باريس قد تسرع عملية الانسحاب من افغانستان بحسب مايكل اوهنلن الخبير في معهد بروكينغز حتى وان اعادت بريطانيا وايطاليا تأكيد التزامهما.
واكد الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن انه سيتم الالتزام بالعملية الانتقالية التي تم الاتفاق عليها في لشبونة.
وقال لايتفوت انه سيكون على المستشار الاميركي للامن القومي "توم دونيلون والرئيس اوباما بذل الكثير من الجهد لتعزيز موقع التحالف ومحاولة عزل فرنسا خلال القمة المقبلة" للحلف في شيكاغو في 20 و21 ايار/مايو.
ويتخذ فرنسوا هولاند الخصم الاشتراكي لساركوزي الذي يعتبر الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية بحسب استطلاعات الراي، اكثر تشددا اذ اعلن انه في حال انتخب في السادس من ايار/مايو فان القوات الفرنسية ستغادر افغانستان في نهاية العام الحالي.
ويشكك خبراء في كابول في ان يتمكن الجنود الفرنسيون ومئات العربات والاليات والطائرات واطنان المعدات من مغادرة البلاد خلال سبعة اشهر.
وقال باري بافيل المسؤول الكبير في مجلس الامن القومي الاميركي بين عامي 2008 و2010 انه "اذا انقسم التحالف (...) سيصبح الالتزام الاميركي موضع تساؤل".
وفي مقال نشرته الاثنين، حملت صحيفة "وول ستريت جورنال" ادارة اوباما مسؤولية ما يحدث لانها اول من تطرق الى هذا الموضوع من خلال تحديد العام 2014 موعدا للانسحاب.
واضافت الصحيفة ان "ساركوزي قد لا يكون اكثر السياسيين شجاعة لكن بشأن افغانستان فهو يحذو حذو الاخرين".