13 سنة من حكم تشافيز: تقدّم اجتماعي في فنزويلا وتحديات جمّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد 13 سنة في الحكم يترشح رئيس فنزويلا هوغو تشافيز الاحد لولاية ثالثة ليواصل قيادة بلد تقلص فيه التفاوت الاجتماعي بفضل موارد النفط، لكنه ما زال يواجه تحديات كبيرة مثل العنف المزمن ونقص المساكن.
كراكاس: كل شيء في فنزويلا مدين للنفط بما في ذلك الرئيس هوغو تشافيز الذي انتخب في كانون الاول/ديسمبر 1998 عندما كانت البلاد تعاني منذ عشرين سنة ازمة خطيرة ناجمة عن انخفاض سعر النفط.
وقد نجح في صيانة القدرة الشرائية بفضل ارتفاع اسعار النفط ومليارات الدولارات التي يدرها، والتي استثمرت في "مهمات اجتماعية" لفائدة الطبقات الشعبية.
واوضح رئيس هذا البلد الذي يتمتع بأكبر احتياطي من النفط في العالم ويمثل النفط 90 في المئة من موارده من العملة الصعبة، "اعمل على أن تعود الموارد النفطية مباشرة الى الشعب والمسكن والصحة والتربية والحياة".
ومنذ انتخاب تشافيز في 1999 ارتفع اجمالي الناتج الداخلي في فنزويلا على حد قوله، من 91 الى 328 مليار دولار وارتفع سعر برميل النفط من 17 دولارًا عند وصوله الى مئة دولار في 2011.
وفنزويلا هي خامس دولة مصدرة للنفط عالميًا وتنتج ما بين 2,3 وثلاثة ملايين برميل يوميًا، حسب منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) والحكومة.
وفي الوقت نفسه تقلصت كثيرًا نسبة الفقر والبطالة والامية ونسبة وفيات الاطفال.
وتعتبر اللجنة الاقتصادية لاميركا اللاتينية في الامم المتحدة أن نسبة الفقر مثلاً انخفضت من 49,4 في المئة في 1999 الى 27,8 في المئة في 2010 ، بينما تقلصت الامية من 9,1 في المئة في 1999 الى 4,9 في المئة في 2011.
غير أن توزيع الثروات لم يشهد تغييرًا عميقًا وما زال، حسب اللجنة، نحو 45,2 في المئة من الموارد في 2010 بين أيدي 20 في المئة من الفنزويليين الاكثر يسرًا بينما يتقاسم العشرون في المئة الاكثر فقرًا 5,4% منها.
وفي تحليل لوكالة فرانس برس قال البرتو باريرا تيسكا وهو احد مؤلفي كتاب سيرة ذاتية بعنوان "الكومندانتي" ("هوغو تشافيز بدون زي عسكري") إن "تشافيز اعطى فنزويلا شيئًا ليس له ثمن: ارغم المجتمع على التركيز على ما كان وسيكون اكبر موضوع في اميركا اللاتينية: انعدام المساواة".
واضاف "أنه قام بتوزيع اكثر عدالة وديموقراطية للموارد النفطية وجعل المهمشين يدركون مكانتهم في المجتمع".
لكن ذلك لا يعني أن حكم تشافيز استغل قدر المستطاع تلك المليارات من الدولارات، كما ترى المؤرخة مرغاريتا لوبس مايا التي قالت إن "الاجراءات الاجتماعية التي لها نتيجة سياسية لم تقضِ على المشاكل الهيكلية لأنه يخطط لها كسياسات عاجلة".
وذكرت مثالاً "مركال" وهو برنامج توزيع اغذية في بلاد تكاد لا تكون فيها نشاطات زراعية بينما صادرت الدولة نحو ثلاثة ملايين هكتار.
كما استذكرت لوبس مايا مهمة السكن وهي خطة انشاء ثلاثة ملايين مسكن ابتدأت في 2010 وأدت خصوصًا الى بناء منازل في مناطق محرومة من كل الخدمات في مشروع يتجاهل تمامًا كل قواعد القانون الحضرية.
واضافت "انها مهمة انشئت خصيصًا لكسب الانتخابات"، مشددة ايضًا على أنه لا يمكن "تقييم" أي برنامج من هذه الخطة لأنها مولت بصندوق من الرئاسة يؤكد تشافيز انه لن يستمر اذا لم ينتخب مجددًا.
كذلك لم تمنع مصادرة الدولة مئات الشركات في كافة القطاعات الاقتصادية والسيطرة الكبيرة على صرف العملة وتحديد سعر بعض الاغذية الاساسية، التضخم من الارتفاع (27,6 في المئة في 2011 حسب البنك المركزي) وفترات ندرة اغذية.
وسيطرت الدولة التي كانت في 2009 تمثل 30 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي، على 1600 شركة حسب رئيس منظمة ارباب العمل فيديكاماراس خورخي بوتي.
واضاف بوتي أن القطاع الخاص "يتداعى اكثر فأكثر" و"وراء عبارة +الملكية الاجتماعية+" التي تستعملها السلطات "تتحول وسائل الانتاج تدريجيًا الى ملكية الدولة" في تجسيد "لاشتراكية القرن الحادي والعشرين" العزيزة على قلب تشافيز الذي يعتبر أن الرأسمالية "تحكم على الجنس البشري بالفناء".
وفي موازاة وضع اقتصادي متباين -- نسبة البطالة الرسمية تبلغ 6,5 في المئة مقابل 41,6 في المئة من اليد العاملة تعمل في القطاع الموازي في 2011، حسب البنك المركزي -- يعاني الفنزويليون ايضًا من اعمال العنف المتزايدة باستمرار لا سيما في كراكاس.
وحسب الحكومة، سجلت البلاد في 2011 معدل مقتل خمسين شخصًا من كل مئة الف نسمة (يبلغ عدد السكان 28,9 مليون نسمة) وهو اعلى معدل في اميركا الجنوبية.
وترى لوبيس مايا أن هذا الوضع ناجم عن "تفكك اجتماعي كبير" بسبب تبادل الموالين لتشافيز ومعارضيه الهجمات باستمرار والافلات من العقاب (90 في المئة من جرائم القتل لا يكشف مرتكبوها) والمخدرات وانعدام الآفاق امام شبان يئسوا من اقتصاد ريعي لا ينتج الا قليلاً.
المشوار السياسي الطويل والصاخب للرئيس تشافيز
يتطلع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الاوفر حظًا للفوز بالانتخابات حسب الاستطلاعات، الى البقاء في الحكم عشرين سنة بترشحه في السابع من تشرين الاول/اكتوبر الى ولاية جديدة من ست سنوات امام مرشح المعارضة انريكي كبريليس رادونسكي.
- 1992: اللفتنانت كولونيل في سلاح المظليين هوغو تشافيز يقود انقلابًا فاشلاً على الرئيس كارلوس اندريس بيريز.
- 1994: تشافيز ورفاقه الذين ادينوا بتهمة "التمرد العسكري" يخرجون من السجن بفضل عفو رئاسي.
- 1998: انتخاب تشافيز مرشح تحالف احزاب يسارية رئيسا بـ56 في المئة من الاصوات في كانون الاول/ديسمبر.
- 1999: تشافيز ينظم استفتاء لانشاء جمعية وطنية تأسيسية ودستور فنزويلي جديد تمت المصادقة عليه باكثر من سبعين في المئة من الاصوات.
- 2000: اعادة انتخاب تشافيز رئيسًا لولاية من ست سنوات بـ56,9 في المئة من الاصوات.
- 2001: تبني 49 قانونًا يجيز بعضها تأميم الاراضي والنفط والمصارف ويثير غضب وتظاهرات المعارضة.
- 2002: بعد اضرابات عديدة في قطاع النفط، اتحاد عمال فنزويلا ومنظمة ارباب العمل (فيديكاماراس) يطالبان في السادس من نيسان/ابريل برحيل تشافيز في تظاهرة ضخمة ضد القصر الرئاسي. اسفر قمع التظاهرة عن سقوط 19 قتيلاً وعشرات الجرحى.
في 11 نيسان/ابريل قامت قيادة اركان الجيش بمحاولة انقلاب.
- 12 نيسان/ابريل: قائد القوات المسلحة لوكاس رينكون يعلن ان تشافيز وافق على الاستقالة. وبعد يومين (14 نيسان/ابريل) تشافيز يعود الى الرئاسة بمساعدة عسكريين موالين له وخصوصًا بفضل تعبئة الآلاف من انصاره الذين خرجوا الى شوارع كراكاس.
- 2003
- الثاني من شباط/فبراير: يوم اضراب عام نظمت خلاله المعارضة حملة توقيعات تدعو الى اقالة الرئيس.
- 29 ايار/مايو: اتفاق بين الحكومة والمعارضة لتنظيم استفتاء حول احتمال اقالة الرئيس لانهاء الازمة السياسية.
- 2004: تشافيز يفوز بالاستفتاء بـ59 في المئة من الاصوات.
- 2005: المعارضة تقاطع الانتخابات التشريعية وحزب تشافيز يفوز بكل مقاعد مجلس النواب.
- 2006: اعادة انتخاب تشافيز بـ62 في المئة من الاصوات.
- 2007: رفض اصلاح دستوري جديد اراده تشافيز عبر استفتاء.
- 2009: المصادقة في استفتاء (54,36 في المئة) على تعديل دستور 1999 لاتاحة اعادة انتخاب الرئيس بلا قيود.
- 2010
- 26 ايلول/سبتمبر: الحزب الحاكم يفوز بالانتخابات التشريعية لكن المعارضة تحصل على اربعين في المئة من المقاعد.
- 17 كانون الاول/ديسمبر: البرلمان يمنح تشافيز صلاحيات استثنائية تخوله من الحكم بمرسوم طيلة 18 شهرًا.
- 2011
- 10 حزيران/يونيو: تشافيز يخضع لجراحة في هافانا لاستئصال ورم سرطاني في حوضه.
- 20 تشرين الاول/أكتوبر: بعد عدة حصص علاج بالاشعة في كوبا تشافيز يعلن تشافيز أنه شفي من المرض.
- 2012
- 26 شباط/فبراير: تشافيز يخضع مجددا لجراحة لاستئصال ورم سرطاني ويخضع في الاسابيع التالية لمعالجة بالاشعة في هافانا تبعده عن الساحة السياسية.
- 09 تموز/يوليو: تشافيز يقول مجددا انه "تعافى تماما" من السرطان.