هزيمة ساكاشفيلي لن تغير الوضع كليا بين روسيا وجورجيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: يرى خبراء ان فوز المعارضة بقيادة الملياردير بيدزينا ايفانيشفيلي المعروف بقربه من روسيا، تنبىء بحدوث انفراج بين تبيليسي وموسكو لكنها لن تغير الوضع كليا بين البلدين.
فالخلافات مع الجار الروسي كانت من المواضيع البارزة اثناء حملة هذه الانتخابات المصيرية في الجمهورية السوفياتية السابقة، اذ ان المعارضة تأخذ على الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي شن الحرب الخاطفة ضد موسكو في 2008، فيما يتهم الحزب الحاكم ايفانيشفيلي الذي جمع ثروته في روسيا بانه يخدم مصالح الكرملين.
وبعيد اعتراف ساكاشفيلي بهزيمته الثلاثاء ذكر الملياردير بنيته تطبيع العلاقات مع روسيا التي قطعت منذ النزاع، مشددا في الوقت نفسه على رغبته في انضمام جورجيا الى الحلف الاطلسي وهو مشروع لا ينظر اليه الروس بعين الرضا.
اما على الصعيد الانساني فمن المحتم "ان شيئا ما سيتغير، فايفانيشفيلي ليس غريبا في موسكو، ليست هذه هي حال ساكاشفيلي" كما قال المحلل السياسي الكسي مالاشينكو من فرع مركز كارنيغي في موسكو لوكالة فرانس برس.
ومنذ قطع العلاقات الدبلوماسية مع تبيليسي في 2008، ترفض السلطات الروسية اجراء اي اتصال مع ساكاشفيلي الذي اصبح مدللا من الغربيين بعد الثورة الوردية في 2003 التي حملته الى السلطة. وفي مؤشر على الكراهية الصريحة التي يكنها له هدد الرجل القوي في روسيا فلاديمير بوتين المعروف باسلوبه اللاذع يوما بـ"تعليقه من خصيتيه".
ولفت فلاديمير جاريخين المدير المساعد لمعهد بلدان مجموعة الدول المستقلة الى ان "ايفانيشفيلي اكثر قبولا" بنظر القادة الروس، وتوقع "انفراجا" بين البلدين. وقد رحب رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف بفوزه الثلاثاء معتبرا انه سيكون هناك "قوى بناءة ومسؤولة بشكل اكبر في البرلمان".
وقال مالاشنكو "سيكون هناك الان فترة انتظار وأمل، وستكون هناك خطوات من جانب روسيا، وانفتاح باتجاه المعارضة الجورجية". وتوقع خصوصا ان "تتحسن العلاقات الاقتصادية"، وان يتم رفع الحظر الروسي الذي فرض في 2006 على ورادات المياه المعدنية والنبيذ الجورجي، ما من شأنه ان يسمح للاقتصاد الضعيف في هذا البلد بالاستفادة مجددا من هذا السوق الشاسع.
لكن السناتور الروسي ميخائيل مارغيلوف اعتبر في تصريح نقلته وكالة ايتار تاس للانباء ان هذا الانفراج يتوقع ان "يقتصر على العلاقات الاقتصادية". لان ايفانيشفيلي ومهما كان تأييده لروسيا، لن يساوم بشأن المسالة الحساسة للغاية المتعلقة باوسيتيا الجنوبية وابخازيا المنطقتين الانفصاليتين اللتين اعترفت موسكو باستقلالهما، كما حذر الخبراء.
وقال الكسندر كونوفالوف رئيس معهد الابحاث الاستراتيجية "لن يعترف اي مسؤول جورجي بانفصالهما، ونحن (الروس) لن نعود عن اعترافنا بهما". وهاجم المراقب الروسي انتون اورخ بقوة الفكرة التي تصف ايفانيشفيلي بانه دمية بيد الكرملين وذكر بحالة الرئيس الاوكراني فيكتور ايانوكوفيتش المعروف ايضا بتأييده لروسيا والذي فاز في 2010 على المؤيد للغرب فيكتور يوتشينكو.
واضاف اوريخ في مدونته "اليوم ايانوكوفيتش لا يعمل لروسيا بل لحسابه الخاص. والرئيس الجورجي الجديد سيعمل ايضا لحسابه الخاص". الى ذلك فان على الروس ان لا يخشوا من رؤية تبيليسي تنضم الى الحلف الاطلسي في الوقت الحاضر وان كان هذا الموضوع يثير غضبهم.
وقال كونوفالوف في هذا الصدد "يجب عدم توقع دخول جورجيا الى الحلف الاطلسي" مشددا على ان المنظمة الاطلسية لا تقبل في صفوفها دولا مع مشاكل جغرافية غير محلولة.