تركيا تنبش رفات تورغوت أوزال للتحقق من مزاعم قتله بالسم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
منذ وفاة الرئيس التركي السابق، تورغوت أوزال، بسكتة قلبية في 1993 والشكوك تحوم السبب الحقيقي وراءها. وبعد تكهنات قوية حول قتله بالسم، استجابت السلطات في بلاده، فأخرجت رفاته، وبدأت بإعادة تشريحها من أجل قطع الشك باليقين.
صلاح أحمد: بعد 19 عامًا على وفاة الرئيس التركي الثامن تورغوت أوزال، أخرجت السلطات التركية رفاته من قبرها في إسطنبول لتقصّي آثار مادة مسمّة قيل إنه قُتل بها. وتم هذا بناء على طلب مكتب الإدعاء، الذي فتح تحقيقًا في مزاعم من أهله وبعض أصدقائه ومعارفه، شككت في صحة سبب الوفاة المذكور في شهادة وفاته الرسمية، وذهبت إلى نظرية موته مسمومًا.
تبعًا للصحافة البريطانية، التي تناقلت الخبر، فقد شوهدت يوم الثلاثاء الحفّارات الآلية تعمل في المقبرة الكائنة في الجزء الأوروبي من أكبر المدن التركية تحت حراسة مشددة، وبإشراف فريق من مكتب المدعي العام، يضم عددًا من الأطباء الشرعيين.
ونقلت رفات الرئيس السابق إلى معهد الطب الشرعي في إسطنبول، حيث تخضع حاليًا لفحوص، يتوقع أن تستمر إلى نهاية الأسبوع الحالي على الأقل. لكن إعداد التقرير النهائي عن سبب وفاته قد يستغرق نحو شهرين وفقًا لما صرّح به ناطق باسم مكتب المدعي العام.
وكان أوزال قد توفي في إبريل / نيسان 1993 عن 65 عامًا بمستوصف خاص في أنقرة عندما كان يتولى رئاسة البلاد. وجاء في سبب الوفاة الرسمي أنها حدثت نتيجة سكتة قلبية، ولم تمض إلى أبعد من هذا. لكن الشكوك ظلت تلف رحيله منذ ذلك الوقت في أن السكتة القلبية نفسها نتاج لمادة سُممه بها أعداؤه السياسيون، خاصة من لدن اليمين المتطرف.
وفي يونيو/حزيران الماضي أصدرت هيئة استشارية تقريرًا بناء على توجيهات الرئيس الحالي عبد الله غول، الذي استجاب لمطالب التحقيق في مزاعم التسميم.
ألقى هذا التقرير بظلال من الشك في سبب الوفاة الحقيقي. وبناء على هذا وجّه مكتب المدعي العام قبل اسبوعين باستخراج رفات أوزال وإعادة تشريحها من أجل قطع الشك باليقين. لكن الملفت هو أن قسمًا من عائلة الرئيس السابق اعترض على نبش الرفات، وقيل إنهم احتجوا بأن في الأمر تعديًا على حرمة الموت.
يذكر أن أوزال يعتبر "مهندس الديمقراطية التركية الحديثة" بعدما أوقف سيطرة العسكر شبه الدائمة على شؤون البلاد في الثمانينات. ثم انتهج لها، وهو في منصب رئيس الوزراء بين 1983 و1989، نظام اقتصاد السوق الحرة عبر برنامج شامل لوضع ممتلكات الدولة ومهامها في يد القطاع الخاص. وفي 1989 نفسه انتخبه البرلمان لتولي الرئاسة، وهو المنصب الذي طل يشغله إلى حين وفاته الغامضة في 1993.
ويذكر أيضًا أنه تعرّض، عندما كان رئيسًا للوزراء، لمحاولة اغتياله بالرصاص في 1988 خلال أحد مؤتمرات حزبه على يد فرد يدعي كارتال ديميراغ كان ينتمي إلى مجموعة يمينية متطرفة. لكن هذا الأخير لم ينجح إلا في إصابته بجرح في إصبعه. وقبض على الجاني وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكن أوزال نفسه أصدر عفوًا عنه في 1992 (رغم أن تشعبات المؤامرة أعادته إلى السجن لاحقًا لفترة 20 سنة).
وفي 1991 أصدر أوزال أمره بمشاركة بلاده الفعالة في التصدي للغزو العراقي للكويت مع قوات التحالف الدولي التي نظمتها وقادتها الولايات المتحدة برئاسة جورج بوش الأب. وكان هذا الأخير يتمتع بعلاقات طيبة مع الرئيس التركي السابق، وزاره في غرفته في المستشفى عندما كان يتلقى العلاج في أحد مستشفيات هيوستن في 1992.