افتتاح أول قمة أورو - متوسطية لمجموعة 5+5 منذ الثورات العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فاليتا: يجتمع قادة دول وحكومات خمس دول اوروبية واخرى من المغرب العربي الجمعة في مالطا لاعطاء زخم جديد للحوار بين مجموعة 5+5 في قمة تطغى عليها الثورات العربية. وقال رئيس وزراء مالطا عند افتتاح اعمال القمة ان "المتوسط ليس حدودا تفصلنا وانما جسر يجمعنا جميعا".
واضاف ان "الاحداث في شمال افريقيا تاريخية ولها عواقب على كل الدول الاخرى" داعيا الى "وقف العنف" وارساء "الديموقراطية" في المغرب العربي وكذلك الى "الازدهار والسلام". وهي اول قمة منذ تسع سنوات لهذا المنتدى الذي اطلق في روما عام 1990 ويضم اسبانيا وفرنسا وايطاليا ومالطا والبرتغال، الى جانب المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا.
وهي اول قمة كذلك لقادة 5+5 منذ سقوط نظامي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي فر الى السعودية مطلع 2011 والزعيم الليبي معمر القذافي الذي قتل بعد ان قبض عليه ثوار في سرت في 20 تشرين الاول/اكتوبر 2011.
وسيعقد اجتماع "رباعي" من جانب اخر لبحث ازمة اليورو مساء بين فرنسا وايطاليا واسبانيا والبرتغال على هامش قمة 5+5. لكن قصر الاليزيه عمد الى التقليل من اهميتها مؤكدا ان اللقاء هدفه خصوصا "استعراض الازمة المتعلقة بمنطقة اليورو والتحضير للقمة الاوروبية المقبلة" في 18 و19 تشرين الاول (اكتوبر).
وترى باريس وروما انه من الضروري استئناف الحوار السياسي وتعميق التعاون بين ضفتي شمال وجنوب المتوسط "رغم الصعوبات الاقتصادية وازمة اليورو". ولمنتدى التعاون الاورو-متوسطي فائدة مزدوجة، حيث ان المحادثات فيه "غير رسمية" وتعطي اطارا جغرافيا ضيقا يتيح ابقاء الملفات الصعبة مثل النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني او قبرص جانبا كما قال دبلوماسيون اوروبيون لوكالة فرانس برس واصفين المنتدى بانه "مختبر افكار".
والى جانب المنظمين المالطيين يحضر اعمال القمة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة الايطالية ماريو مونتي ونظيره الاسباني ماريانو راخوي والبرتغالي بيدرو باسوس كويلو. وبالنسبة للمغرب العربي فقد حضر الرئيس التونسي منصف المرزوقي والموريتاني محمد ولد عبد العزيز وكذلك رئيس وزراء المغرب عبد الاله بنكيران والجزائري عبد المالك سلال. وستتمثل ليبيا برئيس المؤتمر الوطني (برلمان) محمد المقريف الذي يعتبر عمليا رئيسا بالوكالة لليبيا.
والى جانب ملف التنمية البارز، سيبحث القادة خصوصا الهجرة غير الشرعية والارهاب ومجالات تعاون جديدة مثل التدريب المهني او الطاقات المتجددة. وتنمية المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة التي يريد المنتدى تشجيعها تعتمد ايضا على تدريب الشبان ومن هنا انطلقت فكرة هولاند على سبيل المثال في برنامج تبادل جامعي "ايراسموس المتوسط".
وقد ذكرت روما بان "الشبان لعبوا دورا جوهريا" في الثورات العربية وانه "على ضفتي المتوسط، يشكلون عامل تنمية غير مستخدم بطاقته الكافية وتطالهم بشكل كبير البطالة". وتؤكد دول الشمال ايضا على ضرورة تسهيل تنقل الطلاب والباحثين ورجال الاعمال وضمان الامن القضائي للاستثمارات. ولايطاليا وفرنسا واسبانيا في دول المغرب العربي مئات الشركات الصغيرة والمتوسطة، وفي المقابل يوجد في ايطاليا على سبيل المثال 25 الف شركة صغيرة ومتوسطة اسسها مغاربيون كما اكد دبلوماسي ايطالي.
وترغب فرنسا وايطاليا ايضا في تشجيع مشاريع اوروبية-متوسطية مشتركة في مجالات النقل او الطاقة. وبالنسبة للايطاليين فان الجزائر هي اول مزود للغاز فيما ليبيا هي اول مزود لها بالنفط. واعلان مالطا الذي سيعتمد مساء، يرتقب ان يشدد على هذه النقاط عبر اقتراح اجتماعات منتظمة اكثر بين وزراء الاقتصاد من منتدى 5+5 وانشاء لجنة متابعة لتنسيق مشاريع مختلفة تشمل مجالات الدبلوماسية والامن والدفاع.