أخبار

هلع في بريطانيا إزاء مستقبل التعليم العالي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"أوكسفورد" حفظت ماء وجه بريطانيا

يسود الشعور بالخوف في الأوساط الأكاديمية البريطانية إزاء ما يخبئه المستقبل لمؤسسات البلاد التعليمية العالية في ظل الظروف المالية العسيرة التي تمر بها البلاد حاليا. وهذا شعور لم يبدده اعتداد وزير التعليم بأن بلاده لاتزال في المرتبة الثانية بعد أميركا.

لندن: في أعقاب صدور التقرير الخاص بترتيب جامعات العالم من حيث أفضلية الأداء الأكاديمي والذي أوردته "إيلاف" في وقته، أصيبت الأوساط الأكاديمية في بريطانيا بالصدمة إزاء أن عشرا فقط من جامعاتها احتلت مراتب لها في هذه القائمة وسارعوا الى توجيه أصبع الاتهام الى سياسة الحكومة التقشفية القاسية في خضم أزمتها المالية.

والواقع أن هذه ليست صدمة المتيقنين من أنه سيفقد شيئا عزيزا يملكه، وإنما صدمة من فقده على حين غرة. وقيل فورا إن بريطانيا تدفع ثمن العديد من التقصيرات في حق رعاية المؤسسة التعليمية العالية باعتبارها الأفضل في العالم تقليديا. وألقيت باللائمة على عدة عوامل منها تقع جميعا في إطار "نقص التمويل" وهي اضمحلال الاستثمارات، وشروط إصدار تأشيرات الدخول التعليمية القاسية التي تنبذ الجميع بمن فيهم أفضل الطلاب، والفراغ في الدراسات الإضافية العليا.

لا سلوى

هذا التباكي لا تقلل منه حقيقة أن جامعة أوكسفورد احتلت المركز الثاني في القائمة (بعد "معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا" الأميركي)، وأن بريطانيا ككل لا تزال في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة. وهذا الشعور بالحزن، كما يقول الخبراء في التقارير الصحافية هنا، لأن مؤسسات تعليمية كانت تعتبر بين الأحسن أداء في مختلف أرجاء الدنيا عجزت عن ايجاد موطئ قدم لها في قائمة أفضل 100 جامعة في العالم للسنة 2012 / 2013.

والواقع أن الرقم "10"، وهو عدد الجامعات البريطانية لهذه السنة لا يؤخذ بمفرده وإنما في سياق زمني أعرض. ففي السنة 2011 / 2012 احتلت بريطانيا 12 مركزا. وكان هذا نفسه يقل بمركزين عن السنة 2010 / 2011 عندما كان إجمالي مراكزها يبلغ 14 جامعة.

أسباب أخرى

ثمة سبب آخر يدعو القائمين على شؤون التعليم البريطاني للهلع. وهو أنه، باستثناء تلك الجامعات العشر التي وجدت لها مواضع في قائمة 2012 / 2013، فإن بقية جامعات البلاد عموما تواجه شبح العجز بالكامل عن القدرة على الأداء الأكاديمي الباهر الذي كانت تتمتع به في السابق.

"معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا" أفضل مؤسسة تعليمية في العالم

ويقول الخبراء الذين أعدوا قائمة السنة الحالية أنفسهم إن المخيف حقا هو أن هذا الانهيار سيكون قد اكتمل في غضون 20 سنة من الآن إلا في حال حدوث "ثورة" تعكس مسار هذا الاتجاه. لكن الخبراء الاقتصاديين يقولون إن الآفاق لا تعد بنوع المناخ المالي الذي يتيح العودة على الأقل الى الأمجاد السابقة.

ووفقا لملحق "تايمز هاير إديوكيشن" المخصص لشؤون التعليم العالي، فإن بين العراقيل التي تواجهها بريطانيا في مشوار الشفاء المطلوب، أن بقية العالم لا يقف متفرجا على ما يمكن وما لا يمكن لبريطانيا عمله من أجل رفعة الأداء الأكاديمي لجامعاتها. ويتمثل هذا "التهديد الحارجي" في المستويات الراقية التي ترتفع عبرها المؤسسات التعليمية في الشرق الأقصى على سبيل المثال.

طمأنة واعتراف

ربما كان هذا هو ما حدا بوزير التعليم البريطاني، ديفيد ويليتس، للقول إن الهلع الذي يسود الأوساط الأكاديمية في بريطانيا "في غير محله ولا مبرر له على الإطلاق". ويستشهد على هذا بأن بريطانيا "لا تزال في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في التفوق الأكاديمي العالمي".

ويمضي قائلا إن حكومته الائتلافية "أنفقت الملايين من أجل دعم الجامعات البحثية"، لكنه اضطر للاعتراف بأن هذا الدعم ما كان ممكنا بدون رفع رسوم دخول الجامعات بحيث أن آلاف الطلاب من الأسر الفقيرة - والمتوسطة الحال أيضا - وجدوا أن الطرق الى التعليم العالي مسدودة أمامهم.

التهديد الآسيوي

يقول الخبير الأميركي البروفيسير ألان روبي، من كلية تعليم الخريجين بجامعة بنسلفانيا، إن الجمعات الآسيوية "ترتقي السلم بسرعة عظيمة لأنها مدعومة بموجة عالية من الاستثمارات الحكومية المنطلقة من أن هذا هو نوع الاستثمار الوحيد المضمون النتائج".

ويقولون إن هذه الاستثمارات بدأت تؤتي ثمارها الحلوة فعلا في دول مثل الصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان، ولكل منها نصيب في قائمة المائة الأوائل في العالم. وهذا، بالطبع، إضافة الى اليابان المشتهرة أصلا بتقدمها العلمي والتكنولوجي.

وبالمقارنة مع هذا، والأرجح بسببه، فقدت مؤسسات أكاديمية أميركية وبريطانية عديدة مواقعها في قائمة أفضل 200 جامعة في العالم، لأنها صارت تفتقر الى المعدات الحديثة والمحاضرين المؤهلين والطلاب النجباء. وكل هذا يعود بشكل جزئي لكنه كبير الى مترتبات الأزمة المالية التي خفّضت الإنفاق العام بشكل حاد.

هبوط عام

قائمة السنة الحالية توضح أن ثلاث جامعات بريطانية تمكنت من احتلال مواقع لها في قائمة الجامعات العشر الأوائل. فقد جاءت "أوكسفورد" في المرتبة الثانية (صاعدة مرتبتين من الرابعة في القائمة السابقة)، و"كيمبريدج" في السابعة (هبوطا من السادسة)، و"إمبيريال كوليدج لندن" في الثامنة (على حالها السابق).

وزير التعليم البريطاني ديفيد ويليتس

وفي قائمة الخمسين الأوائل، احتلت سبع جامعات بريطانية مواقع لها، وجاءت حصيلتها في قائمة أفضل 200 جامعة 31 مرتبة مقارنة بـ32 للسنة السابقة. وأوضحت القائمة انخفاض حصة مجموعة جامعات "راسيل" (وهي رابطة مؤلفة من 24 مؤسة تعليمية بحثية تعتمد في تمويلها رئيسيا على الحكومة).

وهبطت "جامعة بريستول" من المرتبة 66 في 2011 / 2012 إلى المرتبة 74 في قائمة السنة الحالية، بينما خرجت "شيفيلد" من قائمة الـ100 لتحتل المرتبة 110 بالاشتراك مع "ساسيكس". وجاءت "سنت اندروز" في المرتبة 108، و"ليدز" في المرتبة 133 وبيرمنغهام (158) و"نيوكاسيل" (180).

السيادة لأميركا مجدداً

الحقيقة التي صارت ماثلة بوضوح الآن، وفقا للخبراء وكما أوردت "إيلاف" في تقريرها السابق، هي أن الجامعات البريطانية خارج "المثلث الذهبي" الذي تؤلف أركانه الثلاثة أوكسفورد وكيمبريدج ولندن "تواجه خطر انحدار من مستواها الأكاديمي السامي الى العتبات الوسطى التي تقف عليها معظم جامعات العالم الأخرى".

على هذا النحو تجد الجامعات البريطانية أن حلمها بالسيادة الأكاديمية في العالم صار بعيد المنال حقا، وإن عليها الآن ان تنافس الشمس المشرقة الصاعدة في الشرق، دعك من الأميركية. فقد صار لهذه الأخيرة موقعها القيادي الصلد - كما ظل عليه الحال تقليديا - بحيث صارت أقرب الى من اكتسب المناعة ضد تقلبات الدهر. لكن دوام الحال من المحال... خاصة بالنظر الى النمور التعليمية الآسيوية التي تشب حاليا عن الطوق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يستاهلون
والصينيون هم السبب -

الجامعات البريطانية بدأت في التدهور حين سمحت للطلاب الصينيين بدخولها بدون مؤهلات حين يدفعون ثلاث أضعاف الطالب الأوروبي ، والجامعات الأمريكية في طريقها للتدهور هيالخرى لأن الصينيون بدأوا بغزوها ودفع مبالغ خيالية لقاء تلقيهم التعليم في هذه الجامعات.

وماذا عن الجامعات العربيه
ليث العراقي -

وماذا عن ترتيب الجامعات العربيه في القائمه الدوليه للاسف بالتاكيد اننا سنحتل المراتب الدنيا حتى عدوتنا اللدود التي تجاهز مؤسساتنا السياسيه والدينيه والثقافيه ليل نهار بالعداء ستغلب جامعاتها جامعاتنا والسؤال الذي يطرح نفسه ان دول مثل السعوديه وقطر ودول الخليج التي تتمتع يفائض مادي واستقرار سياسي لماذا لااتقدم الدعم الكامل لجامعات تصبح كمنهل لطالبي العلم من انحاء العالم كافه وتنافس الجامعات العالميه وتناطح الجامعات الاسيويه الصاعده وتقدم نموذج حضاري يقدمنا للعالم كاناس متعطشين للعلم وليس للسلطه او الحروب

الدعم المالي
عراقي -

الدعم المالي مهم جدا في هذه الحالات ليس من جانب الصرف بكرم فقط على البحوث والدراسات التي يجب ان تنشر في مجلات النخبة , لكن من جانب شراء الطلبة ايضا , فيمكمن مثلا للاستاذ الذي يستلم الميزانية المخصصة للبحث , ان يقوم بنشر اعلان على الانترنت يقول فيه بانه بحاجه الى طلبة لديهم المؤهلات التالية وان الاستاذ سيخصص راتب سخي للطالب او الطلبة المقبولين , حينها سيتم الاتصال به من قبل العشرات من الطلبة من كل انحاء العالم وخاصة من الدول الفقيرة مثل الهند او باكستان , او من الدول العربية التي لا تحترم الجامعات اصلا وتصرف عليها فتات الخزينة , بعد ذلك فأن الاستاذ سيختار الطالب او الطلبة الاقوى من بين المتقدمين ,ويبدأ البحث وبالتالي يبدأ انتاج اوراق البحث التي تنشر في تلك المجلات لترفع من اسهم الجامعة .

التعليم العالي
Abdulsalam Belal -

اهتزت الاوساط الثقافية والمهتمين بالتعليم في بريطانيابسبب الحصول على مرتبة أدنىقليلا وفي بلادي تعطى الوزارة لكتلة سياسية من حصتها وزارة التعليم؟