مجموعة 5+5: رسائل طمأنة من جنوب المتوسّط إلى شماله بعد الربيع العربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حرص قادة دول جنوب المتوسط الجمعة خلال قمة مجموعة 5+5 الجمعة في مالطا على طمأنة نظرائهم إلى الضفة الشمالية من المتوسط، ازاء التطور الايجابي للمسار الديمقراطي في بلدانهم، ودعوا الى أكبر تعاون ممكن بين الطرفين.
فاليتا: قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي خلال افتتاح قمة 5+5 التي تضم فرنسا واسبانيا وايطاليا ومالطا والبرتغال من جهة والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس من جهة ثانية، "للمرة الأولى في تاريخنا نتقاسم قيم الديمقراطية".
واضاف الرئيس التونسي ان التغييرات الجارية على الضفة الجنوبية للمتوسط "لا تشكل خطرا على اوروبا" داعيا الى "عدم الخوف من السلفيين" ومؤكدا ان "الشعب لن يقبل أبدا انظمة اسلامية غير ديمقراطية، اننا نريد الديمقراطية الاسلامية وليس حكم الفرد".
واضاف الرئيس التونسي ان "اوروبا قدرنا" مشددا على ان البلدان الاوروبية "ستجد العديد من الفرص في منطقتنا".
وقال "اننا في حاجة كبيرة جدا لبنى تحتية ستكون محفزة للاقتصاد الاوروبي" مذكرا بمشروع ربط أنظمة إنتاج طاقة شمسية بين تونس وشبكات أوروبية.
ويرى المرزوقي ان مجموعة 5+5 خطوة اولى لتوسيع الحوار الى كل انحاء الاتحاد الاوروبي ومجمل بلدان المغرب العربي.
من جانبه، قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ان "المنطقة شهدت تطورات سياسية ستساهم في استقرارها، ان بلداننا تحاول التوفيق بين الديمقراطية وحسن الادارة".
واعتبر ان "مجموعة 5+5 نموذج من التعاون والتكامل وان بامكان قيمها أن تساعد على تجاوز المشاكل" في المنطقتين.
وقال ان "الحوار من شأنه أن يساعد على مواجهة تحديات الإرهاب والجرائم العابرة الحدود وتهريب الاسلحة وكل ذلك يقتضي تغيير الذهنيات".
من جانبه تطرق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة في مالطا الى "تحديين اثنين" في العلاقات بين ضفتي المتوسط، "مواكبة الانتقال الديمقراطي، والتنمية الاقتصادية" للضفة الجنوبية من المتوسط.
وقال هولاند في تصريح صحافي ادلى به على هامش اعمال القمة "التحدي الاول هو مواكبة العملية السياسية والانتقال الديمقراطي واحترام حقوق الشعوب بشكل يضمن احترام كرامة الاشخاص في كل مكان".
واضاف "ثم هناك التحدي الاقتصادي الذي هو تنمية الضفة الجنوبية للمتوسط مع تحفيز النمو في شمال المتوسط. والاثنان يعملان معا".
واضاف هولاند ان "ال5+5 لا يجب ان تكون منظمة اضافية، فهناك ما يكفي من المنظمات. يجب ان تكون مكانا، لحظة اندفاع ووعي للرهانات، والاعداد للقرارات"، متداركا "الا ان المشاريع يجب ان تكون من مسؤولية المنظمات القائمة اليوم" مشيرا الى الاتحاد من اجل المتوسط.
واعتبر هولاند ان اجتماعات هذه المجموعة التي اطلقها العام 2008 سلفه نيكولا ساركوزي "لم تصل الى اي نتيجة" في السابق. واضاف "اما اليوم وفي الاطار الجديد للربيع العربي والانتقال السياسي، فيمكن ان ترتدي اهمية خاصة".
ومن بين المشاريع اشار الى "طريق المغرب العربي السريع" الذي يتعثر بسبب النزاع في الصحراء الغربية.
وتطرق هولاند الى المواضيع التي يعتبرها من الاولويات مثل الشبيبة، مشيرا الى برنامج "ايراسموس" للتبادل مع الطلاب الاوروبيين الذي يتيح "الحركة للشبان من الضفة الجنوبية للمتوسط، اضافة الى مواضيع الطاقة والنقل والبنى التحتية".
واخيرا قال هولاند "هناك الامن في المنطقة" في اشارة الى الوضع في منطقة الساحل ومالي.
وقال رئيس وزراء مالطا عند افتتاح اعمال القمة ان "المتوسط ليس حدودا تفصلنا وانما جسر يجمعنا جميعا".
واضاف ان "الاحداث في شمال افريقيا تاريخية ولها عواقب على كل الدول الاخرى" داعيا الى "وقف العنف" وارساء "الديمقراطية" في المغرب العربي وكذلك الى "الازدهار والسلام".
وهي اول قمة لقادة 5+5 منذ سقوط نظامي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي فر الى السعودية مطلع 2011 والزعيم الليبي معمر القذافي الذي قتل بعدما اعتقله ثوار في سرت في 20 تشرين الاول/اكتوبر 2011.
والى جانب ملف التنمية البارز، يبحث القادة ايضا الهجرة غير الشرعية والارهاب ومجالات تعاون جديدة مثل التدريب المهني او الطاقات المتجددة.