أنصار تشافيز قد لا يعترفون بالهزيمة وهو يدعو لقبولها

يخشى أنصار المرشّح لانتخابات فنزويلا الرئاسية، هنريكي كابريلس، أن يرفض هوغو تشافيز الذي تحظى "ثورته الاشتراكية" بشعبية كبيرة في اوساط الطبقات الفقيرة التي تشكل الغالبية في البلاد، الاعتراف بهزيمته اذا ما خسر الانتخابات.

كاراكاس: يستبعد معظم المراقبين احتمال حصول تزوير في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في فنزويلا الاحد لكن الشكوك تحوم حول الموقف الذي سيعتمده انصار الخاسر، مع توقع أن تكون النتيجة اكثر احتدامًا من الاقتراعات الرئاسية الثلاثة السابقة.

كعربون حسن نية، وقّع المرشحون الستة في فنزويلا -وبينهم المرشحان الرئيسيان الرئيس المنتهية ولايته هوغو تشافيز والحاكم السابق هنريكي كابريلس- في منتصف تموز (يوليو) وثيقة تنص على أنهم سيعترفون بالنتائج التي سيعلنها المجلس الانتخابي الوطني الذي يضم مكتبه خمسة اعضاء منتخبين من الكونغرس الذي يهيمن عليه انصار تشافيز.

وثمة ضمانة أخرى وهي أن مراكز التصويت البالغ عددها 13800 في البلاد ستكون مجهزة بأجهزة تصويت الكترونية يعتبرها جميع الفرقاء ناجعة لمنع التزوير.

وقال ايناسيو افالوس مدير المرصد الانتخابي الفنزويلي، وهو منظمة غير حكومية مستقلة، لوكالة فرانس برس "إن الحكومة والمعارضة يتفقان" على القول إن "النظام الانتخابي بمجمله جيد جدًا".

واضاف "حتى الآن لم يجد حتى تقنيو المعارضة وسيلة للتزوير".

كذلك استبعدت المخاوف المتعلقة بسرية التصويت خصوصًا من قبل مركز كارتر، المنظمة الاميركية غير الحكومية المتخصصة في الاشراف على العمليات الانتخابية والتابعة للرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر.

وفي العام 2004 نشرت لائحة تضم ملايين الاسماء الموقعة على طلب استفتاء ضد هوغو تشافيز مما يغذي مخاوف بعض الفنزويليين من تسجيل تصويتهم بواسطة هذه الاجهزة الالكترونية.

لكن مركز كارتر ومقره في اتلانتا اكد الجمعة أن هذه الريبة "لا اساس لها". وقال في تقرير إن "برنامج الاجهزة يضمن سرية التصويت" الذي سيجري تحت انظار مراقبين محليين و"مرافقين" من اتحاد البلدان الاميركية الجنوبية (يوناسور).

وعلى الرغم من هذه التطمينات يخشى انصار هنريكي كابريلس أن يرفض هوغو تشافيز الذي تحظى "ثورته الاشتراكية" بشعبية كبيرة في اوساط الطبقات الفقيرة التي تشكل الغالبية في البلاد، الاعتراف بهزيمته اذا ما خسر الانتخابات.

فاذا لم تتم اعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته، والذي يحكم منذ 1999، "فإن الشعب سيخرج، وستقع اعمال عنف ونهب وسرقات"، كما قال العامل فرناندو امادور (32 عامًا) المؤيد لكابريلس.

من جهتها، قالت ساندرا كونتريراس (24 عاماً) الطالبة في علم النفس: "اذا فاز كابريلس فإن تشافيز لن يقبل بهزيمته (...) وسيخرج الناس الى الشوارع للتظاهر. وستقع حرب اهلية. أو أن تحصل معجزة بتدخل الحرس الوطني (الجيش) لحمله على الاعتراف بالانتخاب". وقد تمت تعبئة حوالي 140 الف عسكري لضمان امن عمليات التصويت الاحد.

واذا كان كابريلس لم يتهم منافسه مطلقًا بمحاولة التزوير فإنه يتهم تشافيز بتقليب الفنزويليين بعضهم على بعض مع استملاك المؤسسات والادارات وكذلك بقيامه بالحملة الانتخابية بوسائل الدولة.

من جانبه، دعا تشافيز في مؤتمر صحافي في قصر الرئاسة السبت "كل الاطراف السياسية الفاعلة" الى قبول نتائج الانتخابات الرئاسية الاحد، مؤكدًا أن "العالم لن ينهار" أمام أي طرف.

وقال الرئيس المنتهية ولايته والمرشح لولاية رئاسية جديدة من ست سنوات: "اوجه نداء الى كل الاطراف السياسية الفاعلة من اليسار واليمين والوسط لنتمكن من الاستعداد نفسيًا لقبول نتائج " الاحد. واضاف أن "العالم لم ينهار امام احد" ايًا كانت نتيجة هذه الانتخابات.

وكان تشافيز يتحدث امام كارلوس الفاريز الذي يقود وفدًا من اربعين شخصًا من اتحاد امم اميركا الجنوبية وصل الى فنزويلا لمواكبة الانتخابات. وتشير غالبية استطلاعات الرأي الى تقدم تشافيز الذي يحكم البلاد منذ 1999. لكن خصمه اينريكي كابريليس رادونسكي حقق تقدمًا كبيرًا واصبح يليه بفارق لا يتجاوز العشر نقاط.

وقال تشافيز: "انني واثق من أن كل شيء سيجري بطريقة سلمية وأن الاطراف السياسية الفاعلة الرئيسية ستعترف" بالنتائج الرسمية التي سيعلنها المجلس الانتخابي الوطني. وكان الرئيس الفنزويلي اتهم المعارضة خلال الحملة الانتخابية بأنها تنوي "عدم الاعتراف بانتصار الشعب".

واكد تشافيز "تلقينا بالاجماع من القطاعات السياسية ورئيس المؤتمر الاسقفي ومالكي وسائل الاعلام، تأكيد لفاعلية وشفافية ومصداقية النظام الانتخابي الفنزويلي" الذي يعتمد على اجهزة الكترونية للتصويت.

وتشافيز الذي تعرض في 2002 لمحاولة انقلاب مدعومة من الاوساط الاقتصادية ووسائل الاعلام الخاصة الكبرى في البلاد، فتحدث بانتظام اثناء حملته عن "خطط البورجوازية اليائسة (...) التي تقضي بعدم الاعتراف بفوز الشعب".

وقال ايناسيو افالوس: "إن ما يشغل بالي ليس الاحد بل الاثنين"، معتبرًا أن كل شيء سيكون مرهوناً بما سيعلنه تشافيز وكابريلس مساء الانتخاب. واضاف "أن لا احد يحب الخسارة (...) واعتقد أنه سيكون هناك بعض الاضطراب" لكن ذلك لن يدوم.

ورأى فارس فريجة الخبير السياسي والاقتصادي المقرب من الحكم "أن رد فعل الجماهير سيتوقف على سلوك الخاسر". لكن اوسكار نونييز السائق في وزارة الاسكان والمؤيد لتشافيز يعتقد من ناحيته أن البلاد لن تغرق في "العنف" مؤكدًا "أننا جميعًا فنزويليون".

تطور المعطيات الاجتماعية الاقتصادية خلال حكم هوغو تشافيز

في خلال نحو اربعة عشر عامًا من حكم الرئيس هوغو تشافيز سجل الاقتصاد الفنزويلي نموًا بفضل العائدات النفطية لكن من دون التمكن من تفادي تضخم يعتبر الاضخم في المنطقة وارتفاع الدين الخارجي بينما انخفضت معدلات الفقر الى النصف تقريبًا.

وفي ما يلي ابرز المعطيات الاجتماعية الاقتصادية للبلاد بين 1999 و2010 او 2011، التي اعلنها الرئيس تشافيز والبنك المركزي والمعهد الوطني للاحصاءات واللجنة الاقتصادية لاميركا اللاتينية في الامم المتحدة.

-- المؤشرات الاقتصادية --

- اجمالي الناتج الداخلي (ارقام اعلنها تشافيز)

1999 : 91 مليار دولار

2011 : 328 مليار دولار

- معدل نمو اجمالي الناتج الداخلي (البنك المركزي الفنزويلي):

1999 : - 6%

2011 : 4,2%

- التضخم (البنك المركزي)

1999 : 20%

2011 : 27,6%

- الدين الخارجي (البنك المركزي)

1999 : 37,016 مليار دولار

2011 : 95,602 مليار دولار

- السعر الوسطي لبرميل النفط الخام (الشركة النفطية الفنزويلية العامة)

1999 : 17,08 دولاراً

2011 : 101,06 دولار

- الانتاج النفطي (الشركة النفطية)

1999 :2,950 مليون برميل في اليوم

2011 : 2,991 مليون برميل في اليوم

- البطالة (المعهد الوطني للاحصاءات)

1999 : 14,9%

2011 : 6,5%

- نسبة العاملين في القطاع غير الرسمي (البنك المركزي)

1999 : 47%

2011 : 41,6%

المؤشرات الاجتماعية:

- الفقر (اللجنة الاقتصادية لاميركا اللاتينية في الامم المتحدة)

1999 : 49,4%

2010 : 27,8%

- الفقر المدقع (اللجنة الاقتصادية لاميركا اللاتينية في الامم المتحدة)

1999 : 21,7%

2011 : 10,7%

- توزيع العائدات (اللجنة الاقتصادية)

1999 : 3,6% من عائدات فنزويلا تعود الى 20% من السكان الاكثر فقرًا و54,4% الى 20% الاكثر ثراء.

2010 : 5,4% من عائدات البلاد تعود الى 20% الاكثر فقرًا و45,2% الى 20% الاكثر ثراء.

- التفاوت الاجتماعي (المعهد الوطني للاحصاءات)

مؤشر "جيني" (مؤشر تفاوت الاجور ومستوى المعيشة... )

1999 : 9,1%

2011 : 0,39

- مستوى الامية (المعهد الوطني للاحصاءات)

1999 : 9,1%

2011 : 4,9 %

- مؤشر التنمية البشرية (الامم المتحدة)

2000 : 0,656

2011 : 0,735 (المرتبة ال73 من اصل 187 بلدًا)

- متوسط معدل الحياة (المعهد الوطني للاحصاءات)

1999 : 72,94 عامًا

2010 : 74,2 عامًا

- وفيات الاطفال (تقل اعمارهم عن خمس سنوات. المعهد الوطني للاحصاءات)

1999 : 19,15 بالألف

2011 : 13,95 بالألف