روسيا والعراق يتطلعان إلى شراكة جديدة مع بدء زيارة المالكي لموسكو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: تسعى روسيا مع بدء زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الثلاثاء للمرة الاولى منذ اربع سنوات، الى ترقية العلاقات بين البلدين الى مستوى جديد، فيما تتطلع ايضا الى صفقة اسلحة كبيرة والتوصل الى توافق بشأن الازمة السورية.
ووصل المالكي الاثنين الى موسكو لاجراء محادثات تستمر ثلاثة ايام، فيما اشارت تقارير الى احتمال ابرام صفقة سلاح بقيمة 4.3 مليار دولار، ما سيجعل روسيا اكبر مزود للعراق بالسلاح بعد الولايات المتحدة.
كما ترغب روسيا في ايصال رسالتها بانها تعارض بقوة التدخل الخارجي في سوريا، وهو ما اثار استياء حلفاء موسكو الغربيين.
وقال المالكي في خطاب القاه في مقر الضيافة في وزارة الخارجية الروسية عند وصوله "نحن لا ندعم المعارضة السورية ولا الحكومة في دمشق". واضاف "نحن ضد التدخل العسكري في سوريا. سيكون هناك خطر، اذا حصل ذلك، بان تتوسع الازمة الى كل المنطقة".
ويدعو العراق الى حل الازمة السورية عبر الحوار، وسبق ان طرح مبادرة تقوم على اجراء انتخابات جديدة وتشكيل حكومة انتقالية. وترفض بغداد تسليح طرفي النزاع في سوريا، حيث يدور صراع دام منذ منتصف اذار/مارس 2011 بين السلطة والمعارضة، التي تعرضت للقمع اثر مطالبتها باسقاط النظام قبل ان تتحول الى حركة مسلحة.
ومحادثات المالكي في روسيا ستشكل فرصة امام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاقامة شراكة جديدة مع العراق وتنشيط العلاقات التي تضررت منذ الاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين في العام 2003. واصبحت الولايات المتحدة ابرز طرف في العراق الذي نسج بدوره علاقة جديدة مع ايران.
وتعتبر روسيا ان سوريا تشكل اخر مركز نفوذ لها في الشرق الاوسط، ورفضت في الاونة الاخيرة ادانة سقوط قذائف في الاراضي التركية اطلقت من سوريا. وسيلتقي المالكي رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف في وقت لاحق الثلاثاء، فيما يجتمع مع الرئيس الروسي الاربعاء.
لكن رئيس الوزراء العراقي يعتزم ايضا اغتنام زيارته لكي يخفف اعتماد العراق على الاسلحة الاميركية. وقال المالكي "في ما يتعلق بسياساتنا لشراء الاسلحة، لا نطلب نصيحة احد".
واضاف "لدينا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وايران. لا نريد ان نكون محاطين بنزاعات دائمة. نحن نشتري الاسلحة على اساس احتياجاتنا".
وكان رئيس الوزراء العراقي المدعوم من واشنطن وطهران، والذي يحكم البلاد منذ 2006، قال في مقابلة تلفزيونية اخيرا ان هذه الزيارة تهدف الى "احياء العلاقات مع روسيا الاتحادية وتطويرها في المجالات الاقتصادية والتجارية" والعسكرية.
من جانب اخر ذكرت صحيفة فيدوموستي الروسية ان صفقة الاسلحة البالغة قيمتها 4,3 مليار دولار ويجري التفاوض حولها تشمل 30 مروحية هجومية من طراز مي-28، و42 بانتسير-اس1 وهي انظمة صواريخ ارض-جو.
وقالت الصحيفة ان هذه الصفقة اذا انجزت ستكون الاضخم التي تعقدها روسيا منذ 2006 وستشكل عودة لها الى سوق الاسلحة في الشرق الاوسط بعد سنوات من التراجع بسبب التواجد الاميركي. ويرافق المالكي وزيرا النفط والتجارة لبحث استثمارات جديدة في مجال النفط.
وفي تموز/يوليو الماضي، اعلنت وزارة النفط العراقية عن توقيع عقد "مبدئي" مع ائتلاف شركتي لوك اويل الروسية وانبكس اليابانية لاستثمار رقعة استكشافية للنفط ضمن محافظتي المثنى وذي قار في جنوب البلاد.
ووقعت لوك اويل في كانون الثاني/يناير 2010 في بغداد عقدا نهائيا لاستثمار حقل القرنة الغربي 2 النفطي في جنوب العراق، بينما فاز ائتلاف بقيادة شركة "غازبروم" الروسية بعقد لتطوير حقل بدرة النفطي وسط العراق في كانون الاول/ديسمبر 2009.