بان كي مون يرفض التخلي عن حلمه بكوريا موحدة

باريس: كل المؤشرات تدل على ان امله سيخيب، ولكن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يرفض التخلي عن حلمه بانه سيعيش ليرى السلام يسود في شبه الجزيرة الكورية.

وبان كي مون (68 عاما)، وزير خارجية كوريا الجنوبية سابقا، عاصر الكثير من الاحداث غير المتوقعة في التاريخ، جعلته يظل متفائلا بامكانية التغيير الايجابي.

ويتميز بان بالمرح والسحر ما يعطي الانطباع بانه شخص متفائل، حتى عندما يتعلق الامر بالنظام العسكري الشيوعي في كوريا الشمالية الذي يمسك بالسلطة بقبضة حديدية في الجزء الشمالي من وطن بان كي مون المقسم.

وقال بان كي مون في مقابلة مع وكالة فرانس برس اثناء زيارة رسمية الى باريس هذا الاسبوع "اريد أن اسهم بحق في نشر الحوار وخفض التوتر في شبه الجزيرة والعمل على توحيدها في النهاية".

وردا على سؤال حول ما اذا كان يعتقد فعلا انه سيرى ذلك يحدث في حياته، قال بان كي مون بابتسامة عريضة "آمل ذلك، امل ذلك. وكلما حدث ذلك بشكل اسرع كلما كان افضل".

ولكن بالنسبة للملايين من ابناء وطنه، فان احداث هذا الاسبوع لم تكن تبشر بالخير.

فقد اعلنت بيونغ يانغ انها طورت صاروخا قادرا على الوصول الى الاراضي الاميركية، وهو التطور الذي وصفه بان كي مون بانه تبجح "مقلق"، رغم ان قلة يعتقدون انه تهديد حقيقي.

ومثل معظم المحللين في كوريا الجنوبية، يعتقد بان كي مون ان النظام في بيونغ يانغ يتبجح كرد فعل على اعلان سيول الاحد ابرامها اتفاق جديد مع الولايات المتحدة لمضاعفة مدى صواريخها ليثل الى 800 كلم.

ويعني ذلك ان كوريا الجنوبية ستصبح قادرة على ضرب كوريا الشمالية واجزاء من اليابان والصين.

واحبط رد فعل بيونغ بانغ الامال بان يسعى الزعيم الكوري الشمالي الجديد كيم جونغ-اون الى المصالحة مع الجنوب، الا ان بان كي مون يتمسك بالامل بان العوامل الاقتصادية قد تدفع نجل الزعيم الراحل كيم جونغ-ايل في ذلك الاتجاه.

وقال بان كي مون "ان القيادة الجديدة رسخت اقدامها في بيونغ يانغ، وامل بحق ان ياتوا الى طاولة المحادثات".

واضاف ان "هذه هي افضل طريقة لمعالجة الصعوبات الاقتصادية".

وقبل ان يصبح امينا عاما للامم المتحدة في 2007، وعد بان ان يجعل خفض التوتر بين الكوريتين احد اولوياته.

وربما لم يحقق تقدما كبيرا في هذا المجال، الا انه يعتبر انه قام بعمل جيد وانعكس ذلك على عدم وجود معارضة قوية له في ترشحه لفترة ثانية في منصبه.

وساعد في ذلك نجاح الامم المتحدة في التدخل في ساحل العاج، وتغطية المنظمة للحلف الاطلسي في تقديمه الدعم الحاسم في الثورة التي ادت الى الاطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

الا ان الامور اصبحت اكثر تعقيدا في بداية ولايته الثانية، حيث يعاني مجلس الامن من انقسام شديد بشأن الازمة في سوريا.

وتولى بان كي مون الذي ليس لديه ما يهدد أو يرغب به، الاعراب عن غضب العالم على ما يحدث في سوريا، وهي مهمة لا يحسده عليها احد ولكنه استمر في حث الرئيس السوري بشار الاسد على انهاء القتال من جانب واحد.

وقال بان كي مون "هذه هي الطريقة الوحيدة في الوقت الحالي لكسر دائرة العنف هذه .. لا نستطيع التفكير في وقف اطلاق نار متفق عليه بين الجانبين كما تريد وتصر السلطات السورية".

واضاف "لانهم هم الحكومة والقوة الاعظم، فان عليهم ان يوقفوا هذا العنف وانا متأكد ان المجتمع الدولي، الدول الرئيسية سويا مع الامم المتحدة سيتمكنون من التحرك والتنسيق مع قوات المعارضة للموافقة على وقف اطلاق النار هذا".

كما يواجه بان كي مون قضية العمل الذي يجب اتخاذه بشان مالي حيث يسيطر الاسلاميون المتطرفون الان على نصف اراضيها.

وتقود فرنسا، التي كانت تستعمر مالي سابقا، المساعي من اجل تدخل عسكري في مالي بواسطة قوات تزودها دول غرب افريقيا المجاورة.

ومنذ اشهر تجري مناقشة التدخل المقترح دون تحقيق تقدم، ويوضح بان انه يشك في ما اذا كان شن عملية عسكرية تهدف الى "القضاء على الارهاب" هي افضل طريقة لحل مجموعة مشاكل تلك المنطقة.

ويوضح "موقفي كامين عام هو انه قبل اية عملية عسكرية يجب اجراء مفاوضات سياسية وحوار".

وقال "في الجزء الشمالي من مالي، الوضع صعب جدا. معظم المناطق اصبحت الان محتلة من قبل اسلاميين متطرفين يفرضون حكم الشريعة الاسلامية، وتوجد العديد من الجماعات المسلحة. ان الوضح مثير للقلق البالغ، ولكن علينا معالجة جميع هذه القضايا بطريقة شاملة".

وتابع "يجب وضع خطط واضحة وملموسة. ماذا سيكون التاثير في المنطقة اذا ما قامت دولها بنشر قوات هناك".