أخبار

"حبوب السعادة" تقود إلى الشقاء في غزة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حبوب الترامادول تنتشر بكثرةفي غزة

يلجأ بعض الشبان في غزة الى أدوية الترامادول المشبهة بالمخدرات، لأسباب عديدة منها العلاج من أمراض المفاصل، إلا أن الحالة تصل بهم أحيانًا الى الادمان عليها والإتجار بها، ما يجعل من السجن مصيرهم.

غزة: تنتشر حبوب الترامادول في غزة كالنار في الهشيم، وتغزو أجساد شبان في عمر الورد، ولديهم كل الظن، أن فيها راحتهم، في محاولة ربما تكون يائسة للهروب من واقع صعب يعيشونه، إلا أن البعض منهم أدمنوا عليها،بينما آخرون وجدوا فيها بديلاً عن المخدرات.

تباع حبوب الترامادول، في الصيدليات بناء على وصفة طبية، كما باقي الأدوية المتعارف عليها، لكن بعض الشباب يقوم بسوء استغلال هذا النوع من العقاقير.

نسبة المدمنين في غزة قليلة بحسب التقارير، لكن ما سبب تهريب المخدرات بأشكاله المختلفة في ظل وجود رقابة قوية؟

إيلاف التقت بعض المدمنين وعرجت على الأسباب الحقيقية وراء التوجه نحو المخدرات.

بين ثنايا وزارة الداخلية المقالة في غزة، هناك ملفات للعديد من المدمنين الذين تم ضبطهم، "إيلاف" حصلت على بعض القصص لمروجي المخدرات الذين يمضون فترة الاعتقال، وكانت لكل قصة خصوصيتها في الطريق نحو الإدمان.

السجين ع.ع في الثلاثينات من العمر محكوم عليه بالسجن لمدة 6 سنوات بتهمة تهريب 100 حبة ترامادول. وإضافة إلى كونه مروجًا للمخدرات، هو يتعاطاها أيضًا، حيث دفعه الى ذلك بعض الأصدقاء ليصبح بعد ذلك مروجًا لها.

ولا تختلف كثيرًا قصة السجين أ.ل (26 عامًا) عن زميله في السجن، وحكايته مع ترامادول التي بدأت بتناوله نصف حبة مع مجموعة من الأصدقاء، ويكشف أن تعاطي المخدرات يشعره بالراحة. أما السجينة ك.ش التي تجاوزت الأربعين من عمرها، فهي تقضي حكمًا بالسجن بسبب تعاطيها وترويجها للمخدرات، بالإضافة إلى سرقة "الحشيش" من مصر، قبض عليها إثر تفتيش منزلها.

وتناولت السجينة ك.ش هذه الحبوب في مصر أولا كمسكن لآلام المفاصل التي كانت تعاني منها، ثم تطور الأمر إلى مرحلة أصبحت تتناول فيها أكثر من حبتين يوميًا، وهي الآن تقضي حكمًا بالسجن وتعالج نفسها من الإدمان.
أما الشاب "صهيب" فهو يرى أن الشباب يتعاطى هذه الحبوب حتى يبتعد عن آثار التعب، ويطلق عليها بين الشباب المدمنيناسم "حبوب السعادة".

ويتابع موضحًا أن هنالك شباباً يتعاطون هذه الحبوب هربًا من المشاكل والظروف الاجتماعية التي يعيشونها، وأحيانًا لإسكات آلامهم. ويتابع"تنتشر هذه الحبوب غالبًا بين الأصدقاء الذين يقومون بتوزيعها على بعضهم البعض بسبب انخفاض سعرها، وسهولة الحصول عليها".

ويضيف: "يجب على المختصين والمهتمين أن يضعوا حدًا لهذه الحبوب لمنع انتشارها بين الشباب، بأي طريقة" ويرجع الشباب "سبب الإدمان إلى الركود الاقتصادي الكبير الذي يعاني منه الشباب الفلسطيني والشباب العربي بشكل عام في الوطن العربي".

ويقول الدكتور"زياد أبو زايد"المتخصص في التحاليل الطبية، لـ"إيلاف" إن الترامادول هو ضمن المجموعة المسكنة المخدرة، وعمله شبيه بعمل أي مادة مخدرة أخرى. ويوضح الاختصاصي أن كثرة استخدام هذا النوع من الحبوب تؤدي الى الإدمان عليه، وقال:"نسبة المدمنين غير معروفة ولم تسجل وزارة الصحة في غزة معلومات عنها، لكن من يدمنون على هذا النوع من المخدرات هم الشباب ما بين 15عاماً إلى 40عاماً".

وعن الجرعة التي يوصي بها الطبيب فيقول"الحالة والإصابة هي من تحدد الجرعة، فهي 50 الى 100ملغرام كل 6 ساعات، وهي غير مرتبطة بوجبات الطعام، مع التأكيد على ضرورة أن لا تتعدى الجرعة 400 ملغرام في اليوم الواحد". ومن أبرز الآثار المترتبة على ابتلاع حبات الترامادول الدوخة والصداع، والطفح الجلدي، هذه الآثار تكون في البداية، لكن بعد الإدمان يعتاد الجسم عليها. ويستخدم العلاج كمخدر للحالات الصعبة .

ويتابع "يمنع استعمال الترامادول في حالة الرضاعة والحمل، مع الأخدفي الاعتبار أن أخذ جرعة زائدة قد يؤدي إلى الوفاة يسبقها هبوط في الجهاز التنفسي وتوقف نبضات القلب". ويختم حديثه: "يؤخذ هذا النوع من الحبوب في الوريد، أو عن طريق الابتلاع بالفم، وهو دواء مستورد من الخارج ونصفه في الحالات الصعبة جدا، خاصة الاصابات التي يسببها القصف الاسرائيلي من حروق وغيرها.

لهذا الدواء ألوان متعددة كالأبيض والزهري، ويبلغ سعر الشريط الواحد 40 شيكل (نحو 10 دولارات) سعر الحبة الواحدة منه لا يتجاوز الأربعة شواكل (دولار واحد" وهذا يعني أنها في متناول شرائح المجتمع المختلفة". أما الملازم رشيد المصري الذي يعمل في شرطة مكافحة المخدرات في حكومة غزة، فيقول:"لا يمكن القول بأن هنالك ظاهرة الإدمان على المخدرات في قطاع غزة، وإنما تلجأ إلى تعطيها نسبة قليلة من الشباب".

وأضاف:"هي في الاساس عقاقير طبية ويساء استخدامها، تجلب من الخارج بطرق غير شرعية. ويظن المدمن على المخدرات بأنها تيسر له أمور حياته، وأنها ستسمح له بانجاز أعماله على أكمل وجه نتيجة النشاط الزائد الذي يترتب على التعاطي".
يتابع بأن الحالة مسيطر عليها من قبل شرطة مكافحة المخدرات، ويتم التعامل معها وضبطها بشكل مستمر، وأضاف:"المباحث الطبية تتابع كل صغيرة وكبيرة، وكل ما يدخل الى غزة من أدوية وعقاقير طبية، ومن ضمنها حبات الترامادول المراقبة، يقوم جهاز المباحث بمنع بيعها في الصيدليات إذا أحس بضررها".

وعن كيفيه دخول هذه الكميات المهربة من المخدرات إلى القطاع رغم رقابة الحكومة، يجيب "أن الحكومة استطاعت أن تسيطر بشكل أو بآخر بل وقامت بالحد من دخولها، لكنّ المروجين يستخدمون عدة أساليب في التهريب فهم يضعونها في بعض الأحيان في أنابيب الغاز، إضافة إلى أساليب أخرى يصعب أحيانًا اكتشافها . ويواصل:"الرقابة موجودة بشكل كبير، وبين الفينة والأخرى تقوم شرطة المكافحة بمداهمة بيوت المشبوهين وتفتيشها والإمساك ببعض المروجين ثم تحويلهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم".

وأشار إلى أن كل المواد المخدرة التي يتم ضبطها تصل الى النائب العام وبعد ذلك تستخدم كأدلة ضد المجرمين وبعدها يتم حرق هذه المواد المخدرة والتخلص منها . ويختم "الحكومة في غزة حاولت بقدر المستطاع أن تسيطر على كل الأنفاق، وقامت بعمل ورشات عمل ليتم علاج المدمنين والمروجين خلال فترة بقائهم في السجن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المخدرات والتطرف الاسلامي
سالم -

التاريخ والوقائع الثابتة تثبت انه لم تقم بحكومة او تستمر باسم الاسلام بدون ترويج المخدرات فلولا المخدرات لما استمرت حكومة غزة وسطوة طالبان وولي الفقيه والحزب الالهي والقاعدة والجهاديين وغيرهم فيتم تخدير الشباب المراهق بالمخدرات المادية وبعدها يتم تخديرهم بالمخدرات الدينية الخرافية الواردة في الخزعبلات الاسلامية من التمتع الجنسي بالحور العين والولدان المخلدون وعشاء الرسول فياترى متى تفيق هذه الشعوب المسماة الاسلامية من غفوة التدين المفرط الذي هو سبب تخلف هذه الامة في الاخلاق وفي كل نواحي الحياة مجرد تساؤلات

في عالم المخدرات
أحمد أحمد -

أتفق معك تماما يا سالم. هذه الشعوب تعيش تحت تأثير المخدرات المادية والمعنوية التي تحجب الواقع وتلون قتامة الحياة بألوان قوس قزح. الدين هذه الايام أصبح تجارة رائجة: دعاة تجاريون ومحطات فضائية ومنتجات كثيرة كالسواك والمسك والحجاب والجلباب... الخ. وفي هذه المعادلة يندر أن تجد مسلما يحمل أخلاق الاسلام وقيم العدل والمرؤة والرفق باليتيم والضعيف ومساعدة الفقير. إسلامنا الجديد هو مجرد برقع أو لحية طويلة نستر بها عيوبنا ونفاقنا، وصومنا هو جوع وعطش نشبعه بالانهمام على الطعام الدسم والحلويات بعد الغروب وصلاة الجمعة هي تحريض طائفي ضد بعضنا البعض، وكل ممارسات الدين تحولت الى طقوس خالية من الروحانية والرحمة، مجرد حركات تجعلنا نشعر بالانتماء الى المجموع وأمل فاتر في حياة تالية نتخلص فيها من عقمنا وفشلنا.