أردوغان: الظالمون سيُذكرون دائماً بالكراهية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إسطنبول: قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إن "التاريخ سيذكر بالخير دائماً الواقفين إلى جانب العدالة، في حين ستكون الكراهية من نصيب الظالمين".
وأضاف أردوغان: "العدالة لا تعني السلام والأمن الفردي، بل إن مفهوم العدالة، هو مفهوم حيوي من أجل بقاء المجتمع والسلطة"، وذلك أثناء حديثه، اليوم، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى اسطنبول العالمي، الذي تنظمه دائرة الدبلوماسية الشعبية برئاسة مجلس الوزراء التركي، ووقف أبحاث السياسة والاقتصاد والمجتمع، ويتخذ "العدالة" موضوعاً رئيساً له.
وأفاد أردوغان أن العدالة ليست مفهوماً لطمأنينة الأفراد فحسب، بل لبقاء المجتمعات والأفراد، ولهذا السبب، فإن مفهوم العدالة هنا في المنتدى، سيتم تناوله بأشكاله المتعددة من السياسة إلى الاقتصاد، والفن، والتاريخ.
وأوضح أن المنتدى، من حيث الموعد والوقت، يكتسب أهمية كبيرة، "لاسيما وأن العالم، وخاصة منطقتنا، يشهد تحولاً كبيراً، وله انعكاسات كبيرة. والى جانب ذلك هناك أزمة اقتصادية كبيرة، لها انعكاسات خاصة على الغرب، وخاصة من الناحية الاقتصادية، والآثار التي تحدث في الشرق وأفريقيا، ومن أجل فهم أبعادها، لا بد أن نقف عند موضوع العدالة".
وأشار إلى أن اختيار العدالة كعنوان للمنتدى، يعتبر اختياراً ناجحاً وموفقاً. مضيفًا أن هناك مفاهيم متممة، للعدالة، "فالعدالة هي وضع النعمة في محلها. أما الظلم فهو وضع الشيء في غير محله، إذًا هذا هو الفرق بين الظلم والعدالة".
وأردف قائلًا: "ونحن كأناس تبنوا العدالة، بهذا الفارق الكبير، لا بد أن نسعى إلى ترسيخ هذا المبدأ، وحاجة الأفراد إلى العدالة أمر مهم، حيث إن الفلاسفة والسياسيين، لهم موقف موحد تجاه ذلك. والعدالة اعطاء كل ذي حق حقه. والعدالة هي بمفاهيمها، تعني الاستقامة في الموقف والحكم، وتهذيب وتحقيق المساواة".
وأفاد أن "انعدام العدالة هو أحد الأبعاد المهمة للمشاكل العالمية، فمجلس الأمن وغيرها من المؤسسات العالمية، تفتقد العدالة، ولا أحد يستطيع القول إن الأمم المتحدة قائمة على أساس عادل"، مؤكدًا على أهمية إصلاح الأمم المتحدة لتأسيسها على مبدأ العدالة.
واستطرد قائلًأ: "خمس دول فقط داخل الأمم المتحدة قولها معتبر، ومجريات العالم كله تعود إلى قرار هذه الدول، ولكن ألا توجد وجهات نظر مختلفة عن هذه الدول؟، هل قراراتها تشمل العالم بأسره؟، لابد من إصلاح الأمم المتحدة"، موضحًا أن "مجلس الأمن الذي نعتبره مؤسسة قادرة على تأسيس الأمن والعدالة، بقي تحت تأثير بعض الدول، وهم مع الأسف يحاولون أن يسيطروا آلية اتخاذ القرار".
وتطرق "أردوغان" إلى الأزمة السورية، فأشار إلى أن هناك وضعًا مأساويًا منذ عشرين شهرًا، مضيفًا: "ماذا فعل مجلس الأمن؟ اليوم في سوريا قُتل 30 ألف شخص بأعمار متراوحة، من دون تفريق بين مسنّ وشاب، وهناك أعداد كبيرة من اللاجئين تتجاوز 100 ألف".
وأوضح أن الأمم المتحدة تقف موقف العاجز في سوريا، وموقفها عبارة عن منح الضوء الأخضر لنظام الأسد لكي يستمر في القتل والمجازر، مبينًا أن "مجلس الأمن لا يستطيع أن يضع سياسة فاعلة، فهو يفتقد شرعيته أمام المظلومين. العدالة حاجة للسوريين، وحق للسوريين، وليست حقًّا للأسد".
وأفاد رئيس الوزراء التركي أن بلاده، بوعيها لمسؤولياتها، تقوم بإجراء أعمال فعالة، وتتعاون مع الدول الأقل نموًّا، موضحًا أن "هذا يعد ضمن الأهداف الأساسية لسياستنا الخارجية، وهذه مسؤولية وجدانية وإنسانية لنا".
وانتقل أردوغان إلى الحديث عن قضية الإرهاب و"الإسلاموفوبيا"، فقال إن الإرهابيين يمكن أن يخرجوا من كل فكر وديانة، وهذا لا يعني أن الدين يشجّع على الإرهاب، مبينًا أن الفلم المسيء تسبب في نشر الكراهية بين الناس، ولم يكن له هدف غير ذلك، وأضاف: "لا يمكن أن نسمح بذلك، ولا يمكن أن يكون الفيلم ذريعة لممارسة أعمال العنف".