كمبوديا في حداد بانتظار جثمان ملكها الراحل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بنوم بنه: اتشحت كمبوديا بالسواد الثلاثاء ونكست فيها الاعلام غداة وفاة ملكها السابق نوردوم سيهانوك الذي من المنتظر عودة جثمانه من الصين الاربعاء قبل مراسم تشييع ضخمة مقررة بعد ثلاثة اشهر.
وسيهانوك، الذي عايش الاضطرابات في بلاده طوال نصف قرن منذ "العصر الذهبي" في الخمسينات والستينات الى الحرب الاهلية مرورا بسنوات الرعب في عهد الخمير الحمر، توفي عن 89 عاما بعد صراع مع المرض.
وحيا رئيس الوزراء الكمبودي هون سين، الرجل القوي في البلاد منذ العام 1985، ذكرى حاكم "بارز ولا يقارن" سيبقى في ذاكرة مواطنيه "الى الابد"، وذلك في رسالة موجهة الى ارملته مونيك وابنه نوردوم سيهاموني الذي تسلم عرش البلاد عام 2004. والثلاثة كانوا موجودين الثلاثاء في بكين.
وينتظر وصول جثمان الراحل قرابة الساعة 15:00 (08:00 ت غ) الاربعاء في مطار بنوم بنه. وقال مساعد عائلة سيهانوك الامير سيسوواث ثوميكو ان جثمان سيهانوك "مسجى في المستشفى في بكين".
وبعد وصول الجثمان يبدأ اسبوع من الحداد الوطني قبل أن يسجى ثلاثة أشهر لكي يتمكن المواطنون من القاء النظرة الاخيرة عليه. واضاف الامير ان السلطات "قد تستخدم مستحضرات كيميائية للحفاظ على الجثمان كما سبق وفعلت مع ماو تسي تونغ".
ومنعت الحكومة اي برامج لا تتلاءم مع الحداد عبر التلفزيون والراديو وتم تأجيل الحفلات الموسيقية المزمع اقامتها خلال الاسبوع الجاري. وبعدما كان على التوالي رئيسا للوزراء ورئيسا للدولة وملكا، تميز سيهانوك بتحالفاته المثيرة للجدل وتغييره لمواقفه. الا ان صورته بقيت ايجابية.
وقالت سام سيفورن (58 عاما) "اشتقت اليه. لقد جئت ابكي واعبر عن حزني. في عهده كنا نعيش سعداء، لم يقم باي سوء لاحد يوما"، واصفة مثل كثيرين من مواطنبها سيهانوك بانه ملك ودود ولطيف، بعيدا عن الجدل المثار حوله بشأن طريقة كمه لمعارضيه.
وقام عشرات الطلاب مرتدين قمصانا بيضاء عليها اشرطة سوداء باداء اغان وطنية قبل وضع اكليل زهور بيضاء وصفراء امام القصر الملكي. وقالت تشون تشانا (32 عاما) باكية "اريد ان افديه بروحي. اريد ان يعود ملكي".
وكان سيهانوك يمضي معظم وقته خلال السنوات الاخيرة في الصين، حيث كان يخضع لعلاجات من السرطان، السكري وارتفاع ضغط الدم. وتخلى عن عرشه في تشرين الاول/اكتوبر 2004 لصالح ابنه سيهاموني.
وقراره الاكثر اثارة للجدل يبقى تحالفه مع نظام بول بوت. بعد انقلاب الماريشال لون نول المؤيد للاميركيين والذي اطاح بحكمه عام 1970، قام بدعم الخمير الحمر من منفاه الصيني.
وبعد تسلمهم الحكم عام 1975، اصبح حتى رئيسا للدولة قبل ان يرغم على التنحي في العام التالي ويتم وضعه قيد الاقامة الجبرية الى حين سيطرة الفيتناميين على بنوم بنه عام 1979. وقضى مليونا كمبودي بينهم خمسة من الابناء ال14 لسيهانوك.
وقال كيين فورس فيديل وهو طالب في سن ال19 "ما من احد كامل. احيانا نقوم بالخيار الصائب، واحيانا نخطئ"، مضيفا "لكنني اعتقد انه حاول دائما بذل ما في وسعه لاجل البلد".
والتعليقات العالمية اتت بالدرجة نفسها من المديح، من باريس الى واشنطن مرورا ببكين وبيونغ يانغ. من جانبه حيا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "ارث بطل جامع في بلده، يكرمه الكمبوديون ويحظى باحترام دولي".
واعتبر استاذ التاريخ الاسترالي ميلتون اوزبورن ان هذا النوع من المديح للملك الراحل سيكون طاغيا، مشيرا الى ان الكمبوديين نسوا "انه كان امرا خطيرا للغاية الادلاء باي انتقاد بحقه" عندما كان سيهانوك في الحكم.