أخبار

بكر عويضه: لا صحافة عربية في المهجر لولا حرب لبنان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أجرت وجدان الربيعي، مقدمة برنامج "تواصل" على شاشة فضائية "المغاربية" التي تبثّ من لندن، حواراً مع الصحافي المخضرم بكر عويضه عن الصحافة العربية في المهجر، عرض خلاله لمحطات أساسية في بدايات صدور صحف ومجلات عربية بارزة في العاصمة البريطانية.

لندن: تضمّن حوار الإعلامية وجدان الربيعي مع الزميل بكر عويضه، الصحافي الذي شغل أكثر من موقع في صحف عربية عدة، وعمل مستشارًا للتحرير في "إيلاف"، محاور عدة، إذ تناول استقبال المجتمع البريطاني ظاهرة الصحافة العربية في بريطانيا، ومدى أهميتها الإعلامية، وتأثيرهافي الجالية العربية المغتربة.

روى عويضة سفر تكوين الصحافة العربية في المهجر، بعد منتصف سبعينات القرن الماضي، فأكّد أن السبب الرئيس والجوهري لقيام هذه الصحافة كما هي الآن كان اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، "فلو لم تنفجر تلك الحرب، لربما كانت الصحافة العربية في المهجر مختلفة عما نراه اليوم، أي لم تكن بالكم نفسه ولا النوع نفسه ولا الانفاق نفسه".
وفرّق عويضة جذريًا بين الصحافة العربية التي هاجرت، وتلك التي صدرت لاحقًا في المهجر. فموجة الهجرة وضعت حجر الأساس لهذا الحضور الصحافي العربي في العالم، كهجرة مجلتي الحوادث والدستور اللبنانيتين. كما لفت عويضة إلى أنه "قليلًا ما يشار إلى صحافة عربية باللغة الانكليزية قبل هجرة الصحف اللبنانية".

العرب أولى... فالشرق الأوسط
يتذكر عويضة، في حواره مع الربيعي، أول أيام جريدة العرب، التي كانت "أول صحيفة عربية يومية تصدر خارج العالم العربي على الاطلاق". يضيف: "في الأول من حزيران (يونيو) 1977، تحققت فكرة حلم بها الصحافي الكبير رشاد بشير الهوني، وكان هاجر مع أسرته من ليبيا إلى بيروت في أوائل السبعينات بعد إغلاق صحيفة الحقيقة هناك، وكان لبنان حينها سويسرا العرب، يهاجر إليه الصحافيون والشعراء والكتاب، فاشترى امتياز صحيفة الكفاح العربي من النقيب الراحل رياض طه. وعندما اندلعت الحرب الأهلية واحتدت، طلب الهوني وأسرته الأمان في بريطانيا في العام 1976. فلولا الحرب لكان بقي في لبنان، وما صدرت العرب".
يتابع عويضة: "أراد الهوني أن تكون صحيفة العرب في لندن هيرالد تريبيون عربية، والتقى في هذه الفكرة مع أحمد الصالحين الهوني، الذي كان آخر وزير إعلام في العهد الملكي الليبي".
بعد عام من صدور العرب، صدرت جريدة الشرق الأوسط في لندن. يقول عويضة إن الشرق الأوسط "أتت بإمكانات ضخمة، بجهاز تحرير كبير وقدير، وانتقلت إليها مهارات تحريرية عديدة من جريدة العرب".
برزت الشرق الأوسط وتميّزت، بحسب عويضة، بقدرتها على استقطاب أسماء كبيرة في عالم الصحافة العربية، أمثال ميشال أبو جودة، ومصطفى أمين، وناصر الدين النشاشيبي. كما كان لها باع طويل في استقطاب أقلام غربية أغنتها.
وتحدث عويضة عن العدد الأسبوعي من الشرق الأوسط بكثير من الاعتزاز، إذ شارك في وضع أسسه مع ناشر إيلاف عثمان العمير. ويبرز للربيعي صفحات منها يعتز بها، كتحقيق أجراه بنفسه عن حصار غزة بعد توقيع اتفاق أوسلو، "أعتز بأنني كتبته"، كما قال.

حلم التضامن
أما مجلة التضامن، فيروي عويضة الكثير عنها، منذ صدر عددها الأول في نيسان (أبريل) 1983. قال إنها أبرزت دور المرأة الكاتبة، كما كانت غنية جدًا بكتابها الذين استقطبهم صاحبها فؤاد مطر، أمثال زكريا تامر وفاتح التيجاني ومدني صالح وماجد السامرائي وعثمان العمير وغيرهم من الكتاب العرب.
وفي الفترة التي صدرت فيها مجلة التضامن، بدأ الاقبال على إصدار طبعات دولية من صحف عربية، فصدرت الأهرام الدولي، والقبس الدولي، وأخيرًا القدس العربي، "التي صدرت بأسلوب مميز، وانفصلت عن الصحيفة الأم واتخذت خطًا مستقلًا، ولا تزال إلى اليوم مميزة ومستقلة".

صحافة جديدة
وإلى جانب كيفية أداء الجيل الشاب في الصحافة العربية، أثارت الربيعي خلال الحوار الجانب المتعلق بتأثير الإعلام الفضائي على الصحافة المطبوعة، ومستقبل الصحافة الورقية بعد انتشار المواقع الإخبارية على الانترنت، وصولاً إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي، وما إذا كانت أثرت هي أيضًا في المشهد الإعلامي.
يسعد عويضة بالتألق الذي يبديه جيل الشباب في عالم الصحافة، لكنه يخشى "من الهبوط اللغوي وعدم الاهتمام بصياغة الجملة والعنوان".
وتمنى كذلك أن يستطيع هذا الجيل الشاب "أن يقفز فوق أمراض جيلنا، كالنميمة والدسيسة، لأن عالم الصحافة مليء بالغيرة، ما بين غيرة بناءة وغيرة هدامة".
ولا يعجب من انصراف الشباب هؤلاء أكثر إلى الاعلام المرئي والالكتروني، لأن الانترنت والمحطات الفضائية "أثرت كثيرًا في التوزيع الورقي، بسبب سرعتها في توصيل الخبر، كما تحول نجوم الصحافة المكتوبة إلى نجوم أيضًا في الصحافة الفضائية والالكترونية".
يرى عويضة في الصحافة الالكترونية سلبية أساسية، هو "تقديم الكم على الكيف، لأن السباق مع الزمن لتوصيل الخبر يؤدي إلى عدم الاهتمام بالجودة، فترد الأخطاء".
أما الايجابيات فأكثر. فقد أتاحت الصحافة الإلكترونية "لكل من يريد أن يكون إعلاميًا وصارت المدونات صحفًا كاملة". فقد فتحت هذه الصحافة الالكترونية الباب بصحافة جديدة، لكنها إن لم تطور نفسها فستخسر المعركة أمام صحافة المواطن، أي تويتر وفايسبوك، نجمي التواصل الاجتماعي الحديث.

يمكن مشاهدة الحوار أدناه:

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقابلة هامة يجب مشاهدتها
مراقب للاعلام - بريطانيا -

سنحت لي الفرصة ان اشاهد بهدؤ صباح اليوم البرنامج الذي اذاعته محطة المغاربية الاسبوع الماضي .وأبدي الملاحظات التالية. الاستاذ بكر عويضة كنز من المعلومات والتي تحتاج لأكثر من حلقة واحدة لاكتشاف المزيد عن تلك الحقبة المفصلية في تاريخ الاعلام العربي في العاصمة البريطانية خاصة في مراحلها الأولية منذ اواخر السبعينات والثمانينات. وهي فترة حافلة بالاسماء اللامعة التي تركت اثرا على الساحة الاعلامية والتي نلمسها الآن. وتحدث الاستاذ بكر عن تجربته الشخصية والصحافيين المخضرمين الذين عاصرهم وتعامل معهم. وتحدث ايجابيا عن عدد من الشخصيات المؤثرة التي لا تزال تلعب دورا مميزا في الاعلام من أمثال عثمان العمير وعبد الرحمن الراشد.وأعجبني ان الاستاذ بكر عويضة كان مسلحا بعينات ونسخ حقيقية لجرايد قديمة ليوضح النقاط التي تطرق لها في الحديث. تحدث عن المؤسساتية والآلية ثم اشار الى تطورات نوعية في مجال الصحافة مثل كيف ان الشرق الأوسط اعطت المرأة دورها الحقيقي وبروز عدد كبير من الكاتبات في صحيفة الشرق الأوسط. كما تحدث عن دور الانترنيت والاعلام الاجتماعي. ومن العدالة يجب القول ان السيدة وجدان الربيعي ادارت الجلسة بهدؤ وارتياحية ولم تقاطع ولم تحاول وضع نجوميتها الشخصية فوق الضيف وفوق الموضوع ومن الواضح انها بحثت الموضوع جيدا حيث سألت اسئلة تتعلق بما كتبه الضيف قبل سنولت بمواضيع مختلفة واسئلة تتعلق بالمناقشات التي جرت بين الاستاذ بكر والاستاذ الملاحظ الصحفي في مجلة المجلة في الاسابيع الأخيرة. نأمل ان نرى المزيد من المقابلات تسلط الضؤ على الاعلام العربي المعاصر.

بكر أيقونة الصحافة .
محمود عطوا -

الأستاذ عويضه صحافي حقيقي لم يلوث ، ونذر نفسه للعمل الصحافي ، المأخذ على عويضه هو توقفه عن الركض بعالم الصحافة اليومية بكل أشكالها ، فعويضه خبرة لم تستغل بالشكل المطلوب ، عدا إيلاف التي قدرت هذه الطاقة والخبرة ووضعته مستشاراً ، أين البيوتات الإعلامية والجامعات ومراكز البحوث عن هذه القدرات والخامات .