أخبار

سكان مدينة القذافي.. منسيو الثورة الليبية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خيبة أمل تسيطر على سكان مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، معتقدين أن مدينتهم أصبحت موضع انتقام النظام الجديد بعد ان احتضنت القذافي ومجدّته.

سرت (ليبيا): بعد مرور عام تقريبا على مقتل العقيد الليبي معمر القذافي لا يزال اهالي مدينة سرت، مسقط راسه، يشعرون بانهم منسيو الثورة الليبية وبانهم يعاقبون على دعمهم للدكتاتور المخلوع.

وتغطي رسوم الغرافيتي نفقي المجاري اللذين اسر فيهما القذافي قبل ان يقتل على ايدي المتمردين في 20 تشرين الاول/اكتوبر 2011. لكن لا يزال من الممكن رؤية كلمة تمجيد "للزعيم" مكتوبة على شجرة مجاورة. ويقول ابو ستة وهو من زعماء قبائل سرت بلهجة آسفة "لا احد يفكر الآن في القذافي، لكن الناس الذين كانوا يتوقعون تحسنا في الوضع يشعرون بخيبة امل".وبعد عام على موت القذافي، الذي خاض في مسقط راسه اخر معاركه ضد المتمردين وقوات حلف شمال الاطلسي، لا مفر من ان يجري سكان سرت مقارنة بين حالهم قبل الثورة وبين ما يرون انهم فقدوه. ويضف ابو ستة محذرا "ان الناس تقارن بالتاكيد. ولم يكن يجدر بهم (المسؤولون) ان يتخلوا عنا بعد الثورة. فخلال عام او عامين قد نشهد ثورة جديدة".ورغم ان لا احد يستطيع الاشادة علنا بالعقيد القذافي فان البعض لا يخشى من انتقاد السلطات الجديدة التي يرى العديد من سكان سرت انها لم تفعل شيئا لمدينتهم. ويقول ابو صالح وهو اب لثلاثة ابناء "انه انتقام. تهميش سرت من قبل السلطات عمل انتقامي".وسرت التي يبلغ عدد سكانها مائة الف نسمة والتي كانت مميزة في ظل نظام القذافي حيث كانت تستضيف اهم القمم والاحداث الافريقية الكبرى كانت ايضا خلال الحرب الاكثر تعرضا للدمار الذي لا تزال اثاره ظاهرة فيها بوضوح بانتظار اعادة اعمارها. وتقول امال محمد وهي ربة اسرة تقيم الان في واحدة من الفيلات الفخمة التي كانت مخصصة لضيوف القذافي الكبار بعد ان دمر منزلها خلال المعارك ان "الناس هم الذين يقومون باصلاح منازلهم ومتاجرهم بانفسهم ويدفعون التكاليف من جيوبهم".واضافت "مازال لدينا امل في تحسن الامور لكن الحكومة الجديدة لا تقدم لنا اي شيء"، مبدية خوفها من اخراجها من منزلها المؤقت. ورغم ان معظم المباني في حالة دمار شديد فان المدينة بدات تستعيد حياتها شيئا فشيء مع فتح او اعادة فتح عشرات المتاجر على طول الشوارع التجارية الرئيسية.ويقول محمد منصور (40 سنة) الذي اعاد فتح محل بقالته الصغير منذ ثلاثة اشهر ان "الناس تحاول ان تعيش من جديد حياة طبيعية لكن الحكومة لا تعرض اي مساعدة"، مشيرا الى ان اعمال التجديد التي استغرقت اكثر من شهرين كلفته سبعة الاف دينار ليبي (5600 دولار). وتزدهر كثيرا اليوم تجارة مواد البناء في هذه المدينة التي دمر فيها اكثر من 11 الف منزل جزئيا او كليا.ويؤكد على المرج (22 سنة) الذي يدير ورشة الومينيوم وسط انقاض مبنى متهدم ان مكسبه اليومي يصل احيانا الى الف دينار (830 دولار) مشددا في الوقت نفسه على ان حياته كانت افضل قبل الثورة عندما كان الناس يسيرون في الشوارع ليلا دون خوف من المواجهات بين الميليشيات. ويقول "الحياة تتوقف في العاشرة مساء"، في اشارة الى حظر التجول المفروض في المدينة بسبب صدامات وقعت مؤخرا بين مجموعات مسلحة.وباسف تقول ام محمد التي جاءت للقيام بمشتروات مع ابنتها "حقيقة الحياة كانت افضل منها اليوم. لم تكن هناك اسلحة او ميليشيات. في عهد القذافي كانت سرت اكثر المدن امانا وكنا نستطيع الخروج ليلا". ويعترف علي لباس، رئيس المجلس المحلي بالوكالة، بانه ما زال يوجد في سرت بعض انصار الزعيم السابق المستعدين لانتهاز اي فرصة، مثل ذكرى مقتل القذافي، "لبث الفتنة" الا انه مقتنع بانه "العقل سينتصر في النهاية". ويضيف ان "القذافي كان ديكتاتورا ورحل شانه شان هتلر وموسوليني".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف