حملة تعارض التوارث السياسي في لبنان: ظاهرة ضد الديموقراطية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا للتوريث السياسي في لبنان، حملة انطلقت عبر موقع فايسبوك، في محاولة يبذلها ناشطون لبنانيون لمنع تكريس توريث بات من تقاليد المجتمع السياسي، حيث يريد كل زعيم أن يخلفه ابنه... حتى في السياسة.بيروت: في رئاسة الجمهورية اللبنانية، كان الوريث السياسي الأخير لدى الموارنة هو الرئيس أمين الجميل، الذي انتخب بديلاً لشقيقه الرئيس بشير الجميل بعد اغتياله، وبعد اتفاق الطائف، توقفت الوراثة السياسية المارونية لرئاسة الجمهورية إلى حين، لكنها لم تلغَ، واستمرت في الإنتخابات النيابية.
في رئاسة مجلس النواب، ألغي التوريث السياسي الشيعي، مع نهاية حياة الرئيس كامل الأسعد السياسية، لكنها تحولت إلى الرئيس الواحد، ومن غير الواضح إذا كان سيبقى ذلك مستمرًا حتى وفاة الرئيس.
في مجلس النواب، يوجد ما يقارب اثنين وعشرين نائبًا، وصلوا إلى النيابة، إما نتيجة وراثة سياسية مباشرة من الآباء، وإما نتيجة انتمائهم إلى عائلات توارثت المناصب السياسية، بغض النظر عن مؤهلاتهم الكافية للقيام بمهامهم في السلطة التشريعية أم لا.
يرى النائب تمام سلام في حديثه لـ"إيلاف" أن التوريث السياسي لا يخدم الديموقراطية أو غيرها وله سلبياته واعباؤه التي لا يتحملها اللبناني، وانما العمل السياسي بالمقابل، اذا كان عن طريق الارث الطبيعي وكفاءة الوارث فهو جيد، واذا كان مقرونًا بكفاءة الذي ورث فهذا أمر آخر.
ويضيف سلام:" والدي لم يورثني المقعد بل انا سعيت وراء ذلك، ولو لم اكن أريد العمل في المجال السياسي لما كان والدي فرض علي ذلك، انا من سعيت الى ذلك ومضيت فيه، واذا كان ابني يريد العمل بالسياسة فهذا خياره، وحتى الآن هو يعمل في مجال الاعمال، ويبني عائلته خارج لبنان، اما اذا ما رأى أنه يريد أن يعمل في السياسة فهذا شأنه، ولا بد له أن يستفيد مما لي من خبرة، ومكانة، كما انا استفدت مما عند والدي، ولكن الامور ليست مشروطة بالوراثة.
ويضيف سلام:" موضوع التوريث السياسي مرتبط بظروف وشعوب وحالات معينة وليس حكرًا على دولة دون أخرى، وبالتالي كل شعب له طبيعته ويتعامل مع هذا الموضوع من زوايا مختلفة، وفي لبنان بالذات الاعتبار العائلي له مكانة وحجم كبيران، ولا تتواجد في بلد آخر روابط عائلية كما هي الحال في لبنان.
عن النساء اللواتي لا يأتين الى قبة البرلمان الا من بيت سياسي يرى سلام أن الموضوع لا علاقة له الا بمكانة المرأة ودورها في المجتمع، ويصادف أنه في لبنان حتى اليوم لم تتمكن المرأة خارج الاطار العائلي وخصوصًا في المجال السياسي من دون العمل الا بتوريث سياسي، ولكنها نجحت في ميادين كثيرة، ولن يطول الزمن قبل أن يكون للمرأة تواجدها في السياسة من دون أن تكون منتمية الى عائلة سياسية معينة.
أما النائب معين المرعبي فيرى في حديثه لـ"إيلاف" أن الديموقراطية تنتفي مع التوريث السياسي في لبنان، وهو قاتل للديموقراطية، لا يجوز أن نحمّل الابناء امجاد الآباء أو الاجداد، وقد يكون هناك انسان أو سياسي ناجح ولا يكون وريثه بالمستوى ذاته، ونحمّل الشعب والبلد والقاعدة وزر الموضوع، لا لشيء وانما لامور شخصية وانانية لا تمت الى المصلحة الوطنية بصلة.
ولدى سؤاله علمًا أنك تأتي من عائلة سياسية؟ يجيب المرعبي :" ابي لم يكن سياسيًا، غير أن العائلة حملت اسماء سياسية، وكل عائلة تحتوي على سياسيين، لكنني لم أمتهن السياسة لأن ابي كان نائبًا، وبالنسبة لي، 4 سنوات من النيابة كانت كافية، ولا أفكر ابدًا توريث مقعدي السياسي لأحد، لأن هذا الموضوع حساس.
التوريث برأي المرعبي يجب الا يكون عائليًا بل فكريًا، واليوم نشتغل على الزعامات العائلية أو الفردية في وقت العالم يتطور ويتقدم، ولا نزال نعتبر الشخص هو المهم، والمفروض كلبنانيين أن نعتمد الثقافة والحضارة، وأن نعتمد البرامج وليس التوريث السياسي، وأيضًا الخطط الاقتصادية والتنموية والتطويرية، لا يمكن أن نستمر في هذا الشأن.
وما هو غريب بالموضوع، برأي المرعبي أنه بدل أن يكون النجاح بالفكر في لبنان، يعتبر البعض أن قريبه أو والده هو السبيل للنجاح في الانتخابات مهما كانت.
عن تجربة مصر وغيرها من البلدان التي اظهرت عدم فاعلية التوريث السياسي يرى المرعبي أن الموضوع يدخل ضمن التخلف الفكري وبرأيه أن الشعب اللبناني رغم كل الذي يجري والفضائح التي تحدث، ونتيجة السكوت على كل الارتكابات والخنوع الى الوضع الراهن، الامور لا تبشر بالخير، ولا يزال شعبنا غير جاهز أو حاضر للخروج الى فضاء الديموقراطية الحقيقية، وهي الوحيدة المتكل عليها من اجل الوصول الى لبنان متطور ومستقل.
التعليقات
وهذا ما نخشاه
أبو رامي -وهذا ما نخشاه في العراق الذي يبدو أنه يحذو هكذا حيث حلّ عبد العزيز الحكيم محل أخيه باقر الحكيم ومن ثم حلّ الابن عمار محل الاب عبد العزيز وهكذا الحال نجد مقتدى الصدر أحتل موقعه بأسم أبيه وتراث عائلته لا غير ونصير الجادرجي مكان أبيه وعادل عبد المهدي وأحمد الجلبي وطارق الهاشمي وغيرهم كثير تولوا مواقعهم لأنتسابهم لعوائل سياسية كانت تدير شؤون العراق في الحقبة الماضية. ليس اللوم يقع على هؤلاء وإنما على أتباعهم الذين تستهويهم الشعارات والتسميات اللامعة والادعاءات الوهمية وهذا سبب مهم وكبير من أسباب هذه الفوضى السياسية في العراق اليوم.. مطلوب من الشعب العراقي أن يعرف الحق أولا ثم منه يعرف أهله لا العكس كما قال الامام علي عليه السلام.
تـوريط أم تـوريث
Karim Baban -الكثير من السياسيين العرب مثل حافظ الاســـــد و حســنيمـــبــــارك لم يقوموا بــ تــوريــث أبنائهم بل على الاكثر بـ تــــوريــــط ألاودهم و حتى أحفادهم !!
لا يهم
حسام العراقي -الكل منتخبون سواء ورثوا ارث سياسي ام لم يرثوا فيجب عليهم الحصول على اصوات انتخابية لكي يبقوا. اللوم هنا على الناخب لا على المنتخب