أخبار

الحي المسلم في سيتوي تحول الى غيتو في بورما

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سيتوي (بورما): قبل ستة اشهر، كان اونغ مينغالار حيا مسلما من احياء مدينة سيتوي في غرب بورما ذات غالبية بوذية. لكن بعد اعمال عنف دموية، نشرت اسلاك شائكة وتحول الحي الى غيتو فقير يعيش فيه آلاف من اقلية الروهينجيا.

وعلى بعد حوالى مئة متر من الشارع الرئيسي في عاصمة الولاية، يدخل الزوار النادرون الذين تسمح لهم قوات الامن بتجاوز الاسلاك الشائكة الى عالم آخر. ففي هذا الحي يقيم ما بين ثلاثة الى ثمانية آلاف مسلم منبوذ من البدون، بحسب التقديرات. ويقول محمد سعيد وهو يبكي "ستكون الحياة افضل وسط الصحراء من العيش هنا". ويضيف "لا يمكننا الاستمرار في هذه المعاناة (...) لقد خسرنا كل شيء باستثناء حياتنا. نحن ايضا بشر!". ومعظم المحال مغلقة في الحي حيث لا تسير اي سيارة ويعرض التجار النادرون خصوصا نبات التنبول. وتقول السلطات انها تؤمن الغذاء لهذا الحي في حين يمد بوذيون سرا سكانه بالمؤن لكن ليس بكمية كافية. ويشعر رجال الحي بالغضب واليأس في آن، في وقت تراقب فيه النساء مئات الاولاد الذين يلهون في الازقة الموحلة. ويقول سعيد بحسرة "لا يمكننا الذهاب الى اي مكان لاننا عالقون هنا" مضيفا "هذا الوضع يجعل منا متسولين". وكان الشاب البالغ ال28 من العمر استاذا في اللغة العربية قبل اندلاع اعمال العنف بين البوذيين الراخين واقلية الروهينجيا المسلمة في حزيران/يونيو. وبعد سقوط عشرات القتلى، ينتظر مرور الوقت وسط القلق الشديد والشائعات. ويقول رجل اثناء الصلاة "سيهجمون علينا". وتبين مع هبوط الليل انه كان على حق لان الراخين استفادوا من تأجيل حظر التجول الى الساعة 22,00 للتجمع على احد محاور الحي. واضطرت قوات الامن الى اطلاق النار في الهواء لتفريقهم ما اثار حالة من الهلع في الحي. وتنمي مسيرات الكهنة مشاعر الخوف، التي تنظم للمطالبة ب"نقل حي (اونغ مينغالار) الى موقع آخر". وقال نيا نا احد الزعماء الروحيين البوذيين "البقاء في هذا الحي يشكل خطرا عليهم". واضاف "من الافضل نقلهم الى موقع آخر (...). اذا بقي حي اونغ مينغالار في وسط المدينة ستتفاقم المشكلة". اما سكان الغيتو فيلجأون الى مخيلتهم لتصور ما يحصل خارج هذا الحي الضيق والقذر الذي لا تتجاوز مساحته الكيلومتر. ويقول كريس ليوا المسؤول عن جمعية "ذي اراكان بروجكت" الناشطة للدفاع عن حقوق الروهينجيا "يبدو ان هذا الحاجز المصنوع من الخيزران نفسي وينمي الخوف الذي يفصل بين عالمين". وهذا الحاجز لا يقف عند حي اونغ مينغالار. ففي ضاحية سيتوي يقيم اكثر من 50 الفا من الروهينجيا تحت خيم نصبت فوق الوحول ومساكن مصنوعة من الخيزران او مدارس مكتظة. ويقيم الآلاف من النازحين الراخين في اديرة او في مخيمات في المدن حيث يتنقلون بحرية. ويقول ليوا "هذا الفصل ذكرني بالوضع في جنوب افريقيا في ثمانينات القرن الماضي" لكنه "اسوأ" لانه "كان في امكان السود العمل في مدن البيض بترخيص". وتعتبر الامم المتحدة اقلية الروهينجيا التي تعد 800 الف نسمة في غرب بورما، من الاقليات الاكثر اضطهادا في العالم لانها تخضع منذ عقود لقيود في التنقل والتعليم والخدمات العامة. وتقول سارناتا رينولدز من منظمة "ريفوجي انترناشونال" ان "حرية التنقل لطالما طرحت مشكلة لاقلية الروهينجيا لكن الامر بات يتعلق الان بقيود قصوى". لكن الامم المتحدة لا تزال تحتفظ بالامل وتبقي قنوات الحوار مفتوحة. ويقول اشوك نيغام المسؤول عن الامم المتحدة في رانغون "قالت لنا الحكومة ان الهدف (من القيود) احتواء اعمال العنف وان هذا الفصل موقت وليس تمييزا". لكن المواقف واضحة جدا في هذا الخصوص في جانب الراخين. وتقول سان وين فو وهي من الراخين ولجأت الى دير "طالما يقيم (الروهينجيا) هنا سيكون هناك مشاعر خوف وغضب. اود ان يرحلوا من هنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف