أخبار

مقلاة يمكن ان تخفف صعوبات الحياة عن النساء في دارفور

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الفاشر (السودان): يعتبر جمع الحطب لاستخدامه للطهو مهمة محفوفة بمخاطر جمة بالنسبة للنساء في دارفور المنطقة السودانية التي تجتاحها الحرب والفقر، لكن مقلاة بسيطة سهلت حياة الاف منهن. ففي اطار خطة اطلقها برنامج الاغذية العالمي قبل سنتين، تقوم هذه الوكالة الاممية وشركاؤها المحليون بتعليم النساء على صنع مقلاة تسمح لهن بتمضية وقت اقل في جمع الحطب مع ما ينطوي عليه ذلك من حماية البيئة وتحسين عائداتهن. وقالت ناديا ابراهيم مديرة مركز للتدريب يشمل ضيع منطقة شقراء لسفراء اوروبيين كانوا في زيارة الخميس الى المنطقة ان "حياتنا الاجتماعية تحسنت كثيرا بفضل هذا المشروع". فهذا المشروع ينعش الارياف التي ساءت ظروف المعيشة فيها جراء تدمير قرى باكملها خلال سنوات من النزاعات، وحرم سكانها تدريجيا من المساعدة الغذائية المباشرة، لان المشاركين يتلقون الغذاء مقابل عمل كما اكد مسؤولو برنامج الاغذية العالمي. فالاضرار التي خلفتها الحرب وهروب اسر عديدة من منازلها ارغمت النساء على المغامرة بعيدا خارج منازلهن بحثا عن الحطب، رغم انهن يجازفن في هذه التنقلات بالتعرض لخطر الاغتصاب. ولفت سيزار ارويو رئيس بعثة برنامج الاغذية العالمي في الفاشر كبرى مدن شمال دارفور الى ان ذلك يعني "السير مسافة 10 الى 15 كلم والبقاء ثلاثة الى اربعة ايام بعيدا عن اطفالهن". وقد بدأت المعارك في دارفور قبل نحو عقد من الزمن عندما انتفض متمردون من قبائل غير عربية على الحكومة المركزية السودانية التي يهيمن عليها العنصر العربي. ورد النظام بارسال ميليشيات من الجنجويد مما ادى الى نشوب حرب اهلية مدمرة. وعلى الرغم من ان اعمال العنف تراجعت الى حد كبير، فان الصدامات بين المتمردين والقوات الحكومية والهجمات المسلحة والحوادث المسلحة الاخرى بين القبائل ما زالت تتكرر. ونسبت مصادر انسانية غالبية اعمال العنف الى مجموعات عربية مؤيدة للحكومة ومتهمة بمعظم عمليات الاغتصاب والاعتداءات في المخيمات حيث يعيش مليون وسبعة الاف نازح من دارفور. وبحسب برنامج الاغذية العالمي، فان المشروع يشمل 14 الف شخص في شقراء غرب الفاشر. واجرت سيدة امام الوفد الاوروبي الذي وصل الى شقراء وسط حماية مشددة، اختبارا اذ قامت بحركة سريعة بتشكيل بعض لفافات من مادة تشبه الطين وقولبتها لتصبح بشكل دائري. وعندما تجف وتصبح صلبة يمكن وضعها على نار واضافة الغذاء المعد للطهو فوقها. والطهو في المقلاة المعدة يتطلب كمية من الحطب اقل بكثير مما هو الحال في اعداد الطعام بشكل تقليدي، خصوصا ان استخدمت القوالب المصنوعة من براز الحيوانات الممزوجة بالقش والتي تتعلم النساء صنعها ايضا في اطار البرنامج. وبذلك يتقلص الوقت الذي تمضيه النساء في جمع الحطب الى النصف كما يتم الحفاظ على اشجار تنمو بصعوبة في دارفور. وتصنع النساء مقلايات لاستخدامها وايضا لبيعها بحسب ناديا ابراهيم. وقالت عبر مترجم "انه مصدر عائدات بالنسبة لنا"، مضيفة ان "ارباحنا تزداد ونستخدمها لتطوير نشاطاتنا" خصوصا لتدريبات في المجال الغذائي وحضانة الاطفال. وقد تلقت مئتا الف امرأة التدريب في احد مراكز البرنامج ال33 الموزعة في سائر ارجاء دارفور. وقرب مركز شقراء، تقوم المجموعة في اطار المشروع نفسه باستغلال غابة بمساحة اربعة هكتارات ما يشكل مصدرا للعائدات والحطب ايضا. ويزمع الاتحاد الاوروبي على تحويل عمليات توزيع مساعداته العاجلة في دارفور لتنمية نشاط من هذا النوع. وسيوزع برنامج الاغذية العالمي المساعدة الغذائية على 3,3 مليون شخص في دارفور هذه السنة --مليون منها في اطار برنامج من نوع "الغذاء مقابل التنمية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف