سياسة قطر المشجعة للإسلاميين تتجسد بزيارة أميرها الى غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دبي: تجسد زيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الى قطاع غزة الثلاثاء سياسة تشجيع الاسلاميين العرب التي تنتهجها منذ سنوات بلاده الغنية بالغاز والطامحة لفرض نفسها قوة اقليمية.
وسياسة قطر بدأت تاتي بثمارها مع وصول بعض الاسلاميين الذين كانوا يحظون بدعم الدوحة الى السلطة في بلادهم بفضل الربيع العربي، ما عزز نفوذ هذه الدولة التي تبقى في نفس الوقت حليفة اساسية للولايات المتحدة.
وقال مدير معهد بروكينغز في الدوحة سلمان شيخ "ان قطر رأت في الثورات العربية فرصة وليس تهديدا" على عكس انظمة اخرى في المنطقة. وبالنسبة لشيخ، فان استراتيجية قطر "ليست نتيجة مقاربة ايديولوجية وعقائدية فقط"، فقطر على حد قوله "بنت علاقات مع هؤلاء الاسلاميين لانها تعتبرهم غير فاسدين وجديين على عكس الانظمة التي كانت قائمة في العالم العربي".
ومنذ وصوله الى الحكم في 1995، استضاف أمير قطر عددًا من القادة الإسلاميين المنفيين وشجع عدة حركات اسلامية عربية. كما عزز من نفوذ الداعية المصري الاصل الشيخ يوسف القرضاوي الآتي من عباءة الاخوان المسلمين وتؤمن له قناة الجزيرة منبرا مهما استخدمه لدعم الانتفاضات العربية.
ويقيم الشيخ حمد علاقات جيدة مع حركة حماس التي تمسك بالسلطة في قطاع غزة، وهو استضاف رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل مرة اولى في 1997 بعد محاولة اغتياله في الاردن. وتكرس زيارة امير قطر الى غزة هذا الدعم الى حركة حماس، اذ ان الشيخ حمد هو اول رئيس دولة عربية يزور القطاع الذي تحكمه حماس منذ 2007.
وتمثل الزيارة دعما سياسيا واقتصاديا لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي يقاطعها المجتمع الدولي، وقد اعلن الشيخ حمد تقديم منحة ب400 مليون دولار لاعادة اعمار القطاع. الا ان الشيخ حمد حرص على الاتصال الاحد برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل هذه الزيارة بهدف "طمأنة" رام الله بحسب مراقبين فلسطينيين، فيما استغربت اسرائيل ان يقوم امير قطر "بالوقوف الى جانب حماس ضد السلطة الفلسطينية".
وقال المحلل السياسي عبدالوهاب بدرخان ان قطر لطالما دعمت حماس، الا ان "زيارة غزة ليس المطروح منها دعم حماس بل استيعاب حماس". وبحسب بدرخان، فان حماس التي بات رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل في الدوحة "فكت الارتباط مع النظام السوري ولا تريد ترك ايران دون ان تحصل على ما يعوض لها عن ذلك".
من جهته، قال المحلل بول سالم مدير مركز كارنيغي في بيروت "ان قطر اصبحت قوة اقليمية". ورأى سالم ان قطر "قريبة من الاسلاميين اكثر من غيرهم، الا ان الاكثر اهمية هو طموحها بان تكون قوة دبلوماسية سياسية، وبعد الربيع العربي تاكد نفوذها كدولة اقليمية وهذا يمكنها من لعب دور في السياسة العالمية كمفتاح للشرق الاوسط".
واستفاد الدور القطري من وصول الاسلاميين الذين دعمتهم الدوحة الى الحكم في تونس وفي مصر بعد انتفاضات شعبية نقلتها قناة الجزيرة مباشرة على الهواء. وكانت قطر اول دولة يزورها زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي بعد الفوز في الانتخابات.
وأعلنت قطر في أيلول (سبتمبر) انها ستستمثر 18 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة في مصر، وهو ما يدعم الرئيس الاسلامي الجديد محمد مرسي. الا ان سياسة قطر تعرضت لانتقادات ايضا. ففي ليبيا، اتهمها قادة سياسيون ب"التدخل" في الشؤون الليبية، معتبرين ان قطر تحاول الاستفادة من التعاطف الذي تحصل عليه نتيجهة دعمها سياسيا وماليا وعسكريا للثورة ضد معمر القذافي في 2011، من اجل التأثير على السلطة في هذا البلد.
كما يتساءل منتقدو قطر عن دوافع هذا البلد المحافظ الذي يستضيف على اراضيه اكبر قاعدة اميركية في المنطقة. وبالنسبة لبدرخان، فان الامرين ليسا بالضرورة متناقضين.
وقال المحلل "بعد الربيع العربي، رأت الولايات المتحدة إن هناك فرصة أن لم يكن لمصالحة مع الاسلام السياسي على الاقل لهدنة معه، ورات ان قطر مستعدة للعب هذا الدور" فيما "اصبحت مصر موقع اختبار لهذا الدور".
التعليقات
الصبر جميل
ناصر -لا اتوقع ان تخرج قطر من العباءة الخليجية 100%.فهي ربما لديها طموح لبناء قوة دبلوماسية في المنطقة...لكن قطر تعي تماما ان البيت الخليجي هو المصدر و الملهم الاساسي و الرئيسي لكل الاستراتيجيات في المنطقة.و لا ضرر ان تكون قطر قد اتخذت من التقرب من الاسلاميين للكف من شرهم و تصدير ثوراتهم و ايديولوجياتهم للمنطقة (التي هي بالاصل موجودة) اذا كان ذلك ناتج عن استراتيجية يتبعها البيت الخليجي في جعل الباب مواربا للاسلاميين للاتفاق على خطوط مشتركة.اتوقع ينتظر الخليجيون بفارغ الصبر تأكدهم من عدم وجود نقاط التقاء بين الاسلاميين و ولايه الفقيه في ايران....فأن غير ذلك يعني الخراب و زراعة بذرة حرب اقليمية لا تذر الاخضر و لا اليابس.
الصبر جميل
ناصر -لا اتوقع ان تخرج قطر من العباءة الخليجية 100%.فهي ربما لديها طموح لبناء قوة دبلوماسية في المنطقة...لكن قطر تعي تماما ان البيت الخليجي هو المصدر و الملهم الاساسي و الرئيسي لكل الاستراتيجيات في المنطقة.و لا ضرر ان تكون قطر قد اتخذت من التقرب من الاسلاميين للكف من شرهم و تصدير ثوراتهم و ايديولوجياتهم للمنطقة (التي هي بالاصل موجودة) اذا كان ذلك ناتج عن استراتيجية يتبعها البيت الخليجي في جعل الباب مواربا للاسلاميين للاتفاق على خطوط مشتركة.اتوقع ينتظر الخليجيون بفارغ الصبر تأكدهم من عدم وجود نقاط التقاء بين الاسلاميين و ولايه الفقيه في ايران....فأن غير ذلك يعني الخراب و زراعة بذرة حرب اقليمية لا تذر الاخضر و لا اليابس.