أخبار

جرائم الفضاء الإلكتروني تتجاوز الحدود في ظل عجز القانون

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يجني مجرمو الفضاء الإلكتروني أموالاً طائلة من جرائمهم وهجماتهم على الحسابات البنكية والمصارف، ويحاولون أن تكون أهدافهم من خارج دولتهم بهدف تجنب الملاحقة القانونية وحتى تبقى هويتهم الحقيقية غير معروفة.

حاول مجرم روسي متخصص في عمليات السرقة والاحتيال عبر شبكة الإنترنت، علانيةً أن يجند جيشاً من القراصنة لمهاجمة بنوك أميركية، وكذلك عملائها، ببث مقطع مصور لنفسه وهو يستعرض سياراته الفاخرة ومنزله المشيد حديثاً وغيرها من الممتلكات التي اكتسبها بشكل غير شرعي ويؤكد في الوقت عينه أنه في أمان تام. وزعم أيضاً أنه اختلس 5 ملايين دولار من بنوك أميركية من خلال نشاطاته غير القانونية على الإنترنت. وجاء هذا الفيديو ليبرز الجرأة المتزايدة لمجرمي الإنترنت الموجودين بالخارج ويهاجمون شركات وعملاء بنوك داخل الولايات المتحدة. وقالت جيني شيرر، متحدثة باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، إنهم يحققون في حوالي 230 قضية احتيال إلكتروني استهدفت مصارف أميركية وانطوت على محاولة سرقة أكثر من 255 مليون دولار وأن الخسارة الفعلية قدرت بحوالي 85 مليون دولار. ورفضت شيرر التعليق على تلك الادعاءات التي قالها هذا المجرم الروسي، غير أن أخصائيين أمنيين أوضحوا أن كبار مجرمي الإنترنت يمكنهم أن يحصلوا على مبلغ يصل إلى 150 ألف دولار شهرياً دون أن يواجهوا أي أخطار بخصوص إلقاء القبض عليهم. وقال هذا المجرم الروسي في المقطع الذي بثه لنفسه مستعيناً باسم مستعار على الإنترنت هو فورفزاكوني :" إن كنت تستهدف بالفعل عملاء مصرفيين في الولايات المتحدة وأنت متواجد في روسيا، فلا ينبغي عليك أن تخشى شيئاً وأنت تعيش في بلدك". وفي تدوينة له الشهر الماضي على منتدى إلكتروني خاص باللغة الروسية للمجرمين الإلكترونيين، أشار فورفزاكوني إلى أنه يحاول تجنيد 100 شريك للقيام بهجمة إجرامية إلكترونية أطلق عليها مشروع "بليتزكريغ". ولفتت في هذا الصدد صحيفة واشنطن تايمز الأميركية، نقلاً عن فورفزاكوني، إلى أن المتقدمين الذين سيتجاوزون المقابلات سيحصلون على نسخ من حزم برمجيات خاصة، وسيحصلون كذلك على تعليمات بخصوص الطريقة التي يستخدمون من خلالها الحزم في مهاجمة واختلاس مبالغ مالية من 30 مصرفاً أميركياً. وأضاف فورفزاكوني أنه ومنذ العام 2008، تم تحويل مبلغ لا يقل عن 5 ملايين دولار عن طريق تلك الحزم من جانب فريق واحد فقط، لكنّ محللين أمنيين شككوا في هذا الرقم. وأعقبت الصحيفة بقولها إن الجهود التي يبذلها فورفزاكوني لتجنيد عصابة من مجرمي الفضاء الإلكتروني جاءت لتلقي الضوء على المدى الذي تم من خلاله الاستفادة تجارياً من الأنشطة الإجرامية الإلكترونية عبر حزم برمجيات الجريمة لبيعها لأي أحد بمقدوره استخدام حاسوب. ونقلت الصحيفة عن ديريك مانكي وهو خبير استراتيجي متخصص في الشؤون الأمنية لدى شركة فورتينيت المتخصصة في أمن الحواسيب قوله " كل شيء متاح للبيع على منتديات الجريمة. كما أن عمليات غسل الأموال وخدمات خرق الشفرة متاحة الآن على الإنترنت، بالإضافة للتجارة القائمة في منتديات برمجيات الجريمة مثل برامج حصان طروادة". وتابع مانكي حديثه بالقول إن البرامج المتاحة للبيع على المواقع الإلكترونية الخفية تقدم واجهة مستخدمين بيانية، أو لوحة تحكم تظهر على الشاشة، تماماً مثل البرامج المضادة للفيروسات أو غيرها من حزم البرمجيات الشرعية، ما يتيح لأي شخص استخدامها. ثم أشارت الصحيفة إلى أن جريمة اختلاس حساب مصرفي، التي يستعين فيها المجرمون بعدوى حصان طروادة، قد تكون ذات طبيعة مدمرة بشكل خاص للشركات والأعمال الصغيرة. ورغم تفاوت التقديرات الخاصة بالخسائر التي تتكبدها الشركات نتيجة لتلك الهجمات، إلا أن تقرير قدمته العام الماضي شركة المقاولات الدفاعية "ديتيكا" للحكومة البريطانية قدّر أن الجرائم السيبرانية تكلف بريطانيا أكثر من 40 مليار دولار سنوياً، أو حوالي 2 % من الاقتصاد الكلي للبلاد. فيما خلصت مجموعة كامبريدج إلى أن التكاليف المباشرة لجريمة الاستيلاء على الحسابات المصرفية من خلال البرمجيات الخبيثة والبريد الإلكتروني قدرت بحوالي 690 مليون دولار سنوياً حول العالم، وربما وصلت تلك التكاليف إلى 26 مليون دولار في بريطانيا. وكشفت دراسة مسحية أجرتها كذلك رابطة المصرفيين الأميركيين العام الماضي عن أن تكاليف عمليات الاحتيال المصرفية المركزية تجاوزت في العام 2010 للمرة الأولى التكاليف الخاصة بعمليات الاحتيال وغيرها من المعاملات الورقية غير القانونية.وختمت واشنطن تايمز بنقلها عن دوغلاس جونسون نائب رئيس قسم إدارة المخاطر لدى رابطة المصرفيين قوله " من الضروري للعملاء أن يدركوا أن تلك التهديدات قائمة، وأن هناك طرقاً من الممكن أن يستعينوا بها من أجل توفير الحماية لأنفسهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف