أعمال عنف توقع عشرين قتيلاً في بورما وسط قلق أممي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رانغون: بعد بضعة اسابيع من الهدوء تجددت اعمال العنف بين البوذيين والمسلمين بشدة في غرب بورما، ما اوقع عشرين قتيلا على الاقل منذ الاحد ودفع بالاف المدنيين الى الالتحاق بالنازحين ال75 الفا الذين فروا من المنطقة منذ حزيران/يونيو.
وتجددت المواجهات في عدة مناطق من ولاية راخين بينها قرى يصعب الوصول اليها لذلك تعذر على السلطات الحصول سريعا على اعداد القتلى والجرحى. وصرح ميو ثانت الناطق باسم حكومة راخين لفرانس برس "قتل ما لا يقل عن عشرين شخصا في صدامات منذ 21 تشرين الاول/اكتوبر" مؤكدا ان هناك جثثا اخرى ما زالت تنقل الى المستشفيات.
واضاف "قد تصل الحصيلة الى خمسين قتيلا" مؤكدًا ان عدد الجرحى ربما يكون ايضا مرتفعا جدا، بينما رجح مسؤول اخر طلب عدم كشف هويته، ان ترتفع الحصيلة الى خمسين قتيلا. من جهة اخرى تبين صباح الخميس ان ثمانين شخصا جرحوا لكنهم لم يكونوا جميعا من الراخين وبالتالي لم يدرجوا في حصيلة جرحى الروهينجيا التي يتوقع ان تكون هي ايضا ثقيلة.
واوقعت اعمال العنف بين الراخين واقلية الروهينجيا المسلمة، التي لا تعتبرها الحكومة من مواطنيها وتقول الامم المتحدة انها من الاقليات الاكثر تعرضا للاضطهاد في العالم، عن سقوط 110 قتلى منذ حزيران/يونيو حسب الارقام الرسمية التي تعتبرها عدة منظمات دون الحقيقة.
من جانبها اعلنت الامم المتحدة في بيان "حالة تعبئة" بسبب الارتفاع الكبير لاعداد النازحين التي قد تتجاوز طاقة البنى التحتية في المنطقة. واعلن المسؤول في الامم المتحدة في رانغون اشوك نيغام في بيان ان "الامم المتحدة تشعر بالقلق الشديد من المعلومات حول تجدد النزاعات الاتنية في عدة اماكن من ولاية راخين، اسفرت عن سقوط قتلى وارغمت الاف الاشخاص بمن فيهم نساء واطفال على الفرار من منازلهم".
وطالبت الولايات المتحدة بـ "الوقف الفوري" لاعمال العنف بين البوذيين والمسلمين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند ان الولايات المتحدة "تحض جميع الاطراف على ضبط النفس والوقف الفوري لكل الهجمات"، مشددة على "الحاجة الى بذل جهود جدية للتوصل الى مصالحة وطنية في بورما".
وحتى الان بلغ عدد النازحين حوالى 75 الف شخص معظمهم من المسلمين. والغت اكبر الجمعيات الاسلامية في البلاد احتفالاتها بعيد الاضحى. والروهينجيا في بورما وعددهم 800 الفا، محاصرين في ولاية راخين، وهم محرومون من الجنسية وتعتبرهم السلطات مهاجرين غير قانونيين قدموا من بنغلادش المجاورة. ولا يخفي معظم البورميين العداء لهم.
وقبل ان تعلن السلطات حصيلة جديدة تحدثت الناطقة باسم المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة فيفيان تان، عن نزوح عدد كبير، بعضهم في زوارق الى عاصمة ولاية راخين وقالت ان "هؤلاء الناس يتوجهون الى مخيمات نازحين قرب سيتوي وهي اصلا مكتظة وذلك مصدر قلق شديد".
من جانبها عززت بنغلادش التي اخطرت باحتمال وصول عدة زوارق تحمل نازحين من الروهينجيا، دورياتها في الحدود "للتاكد من انهم لن يدخلوا بنغلادش" كما اعلن خفر السواحل. واندلعت اعمال العنف هذه بعد عدة اسابيع من فترة هدوء نسبي كان الوضع خلالها يبدو تحت سيطرة قوات الامن في ولاية تخضع لحالة الطوارئ وحظر تجول في البلدات الاكثر عرضة لاندلاع اعمال عنف فيها.
غير ان فريقا من فرانس برس توجه هناك مؤخرا ولاحظ توترا شديدا بين الاتنيتين المنفصلتين. وتحول اخر احياء المسلمين في سيتوي الى غيتو يخضع لحراسة الشرطة والجيش بينما يعيش عشرات الاف الروهينجيا في بؤس شديد في مخيمات بضواحي المدينة.
واعتبر كريس ليوا المسؤول في منظمة ذي اراكان بروجكت التي تدافع عن الروهينجيا ان "الطريقة التي يتطور بها الوضع اصبحت خطيرة جدا" مضيفا "يبدو ان هناك رغبة في التخلص من الروهينجيا في كل البلديات التي يشكلون فيها اقلية كما حصل في سيتوي".