استهداف إسرائيل مصنع أسلحة سودانيا يكشف عن حرب سرية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تسود حالة من الترقب، وسط صمت تام من جانب المسؤولين في إسرائيل، بخصوص ما تردد عن تنفيذ طائرات تابعة للجيش الإسرائيلي هجوماً طويل المدى على مصنع ذخيرة في السودان، يقال إنه يُقدِّم السلاح إلى حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: تجنّب أموس جلعاد، المسؤول البارز في وزارة الدفاع الإسرائيلية، الرد على سؤال مباشر خاص بهذا الهجوم، واكتفى بالإشادة بقدرات وإمكانات سلاح الجو الإسرائيلي، واصفاً السودان في هذا الصدد بـ "الدولة الإرهابية الخطرة".
ويعتبر اتهام السودان الغاضب لإسرائيل بضلوعها في تفجير مصنع اليرموك في الخرطوم أمراً معقولاً للغاية. ويبدو أن الهجوم قد قدم لمحة نادرة عن وجود حرب سرية قائمة منذ سنوات.
أشارت في هذا السياق صحيفة الغارديان البريطانية إلى أنه بمقدور إسرائيل أن تشنّ غارة كهذه باستخدام طائرات إف- 16 المقاتلة، بطيرانها جنوباً بطول ساحل البحر الأحمر.
تستغرق الطائرات حوالى ساعتين ونصف ساعة في الذهاب وفي الإياب، فيما أشار خبراء إلى أن الطائرات الآلية التي تعمل من دون طيار كانت من الممكن أن تستخدم أيضاً. وأكدت الصحيفة أن الهجوم نفسه من الممكن أن يسمح بمهاجمة مفاعلات نووية في إيران.
وسبق أن كانت هناك لمحة محيّرة أخرى لتلك الحرب السرية خلال شهر كانون الثاني/ يناير عام 2010، حين اغتال عملاء تابعون للموساد محمود المبحوح في فندق في دبي، بينما كان يوصف المبحوح بأنه الرجل الذي يربط بين حركة حماس وإيران.
وفي العام 2011، تسبب هجوم باستخدام قذيفة غامضة على سيارة بالقرب من مطار بورت سودان في قتل بديله. ومن الجدير ذكره أن وثائق تابعة لموقع ويكيليكس، ونشرتها الغارديان، قد أظهرت أدلة تفصيلية على جهود قامت بها إسرائيل لمنع وصول شحنات أسلحة إلى حماس وإلى حزب الله في لبنان. وسبق أن ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي قام بتنفيذ عمليتين سريتين على الأقل في السودان خلال شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير عام 2009.
وفي الوقت الذي وجّهت فيه الحكومة السودانية اتهامها إلى إسرائيل وحمَّلتها مسؤولية ذلك الانفجار، الذي وقع في مصنع الذخيرة، فقد أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن ذلك المصنع مملوك من جانب الحرس الثوري الإيراني، ويُصنِّع أسلحة لحماس.
وأشارت صحيفة سودان تريبيون إلى أن وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، قد أكد في مؤتمر صحافي أن حكومة بلاده لديها أدلة على أن إسرائيل هي الجهة التي وقفت وراء التفجير الذي دمّر مصنع اليرموك العسكري وأسفر عن مقتل شخصين.
وتابع الوزير بلفته إلى أن المعلومات المتاحة لديه بهذا الخصوص مبنية على أدلة وبراهين وروايات شهود عيان، واستبعد احتمالية أن يكون لدولة جنوب السودان أو جماعات المتمردين الداخلية أي دور في ذلك الهجوم، وأن إسرائيل فقط هي التي تمتلك هذا النوع من التكنولوجيا الفائقة والمتطورة التي تم تنفيذ الهجوم من خلالها.
وأشار عثمان إلى أن المصنع يقوم بتطوير أسلحة صغيرة، ولم يشارك في تجميع ذخيرة متطورة، مثل الأسلحة النووية والكيميائية والحيوية. فيما زعمت مصادر في المعارضة في السودان أن مصنع اليرموك مملوك من جانب الحرس الثوري الإيراني، الذي يحظى بسوابق في السودان من أجل تزويد حركة حماس الفلسطينية بالأسلحة.
وكانت تقارير نشرتها وسائل إعلام عربية خلال السنوات الأخيرة قد زعمت أن الحرس الثوري قام ببناء مصانع أسلحة بالتعاون مع الحكومة السودانية، بينما لم يسبق لكبار المسؤولين السودانيين أن نفوا من قبل أن إيران تمتلك مصانع عسكرية على أراضيها.
وفي الوقت الذي رفض فيه المسؤولون الإسرائيليون التعليق على تلك الاتهامات، أوردت صحيفة غلوب آند ميل عن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قوله: "ليس لديّ ما أقوله بخصوص هذا الموضوع". فيما أشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أن السودان لم يقدم بعد أية أدلة تثبت تورّط إسرائيل، وأن هذا الإدعاء يبدو غريباً.
ورغم التزام إسرائيل بصمتها الرسمي يوم أمس بخصوص اتهام السودان للجيش الإسرائيلي بضلوعه في تدمير مصنع السلاح في الخرطوم، إلا أن مسؤولين إسرائيليين كبارًا تحدثوا صراحةً عمّا وصفوه بدور السودان المزعزع للاستقرار في المنطقة، متهمين إيّاها بالعمل كنقطة عبور في طريق إمدادات الأسلحة من إيران عبر صحراء سيناء إلى الجماعات المسلحة الفلسطينية في غزة وأماكن أخرى كلبنان.
وعجّت الصحف الإسرائيلية بالتقارير التي تتناول الشأن السوداني على صدر صفحاتها يوم أمس، في الوقت الذي أوضح فيه محللون أنه في حال صحّت اتهامات السودان، فإن الطائرات الإسرائيلية يفترض أنها قطعت 1180 ميلا في الذهاب، ومثلهم في الإياب، لكي تنفذ مهامها، وهو العمل الذي يجب أن ينظر إليه باعتباره تحذيرًا لإيران.
وبينما سخر مسؤولون إيرانيون من تهديدات إسرائيل المبطنة بشنّ هجوم على منشآت إيران النووية، فقد رسمت بعض الصحف مجموعة من الخرائط التي تظهر أن المسافة من إسرائيل حتى أبرز المواقع النووية الإيرانية تعتبر أقصر بحوالى 200 ميل عن المسافة الخاصة بمسار الرحلة المباشرة من إسرائيل وحتى الخرطوم.
بينما وصف ربيع عبد العاطي، عضو حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، ذلك التفجير بـ "الهجوم الإرهابي"، وأشار إلى أن "إسرائيل لا تحترم القانون الدولي".
وختمت الصحيفة بنقلها عن إيهود يعاري، الزميل المقيم في إسرائيل لدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله "إن صح حديث السودانيين في ما يدعونه، فإن هذا يعني أن سلاح الجو الإسرائيلي قد قام بتنفيذ أطول مهمة تفجير في تاريخه. وإن كان الإسرائيليون قد تمكنوا من الوصول إلى الخرطوم من دون أن يتم اكتشافهم، فلابد أن يبعث ذلك برسالة إلى المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
التعليقات
الشيوخ
عراقي -بعد كم يوم سوف يقوم شيوخ الفضائيات بالانتقام هذا ما اعلنته شركة سوني في منتجاتها القادمة
تزويد الطائرات
P@ul -المسافة لن تكون المشكلة بنظري فمن الممكن تزويد الطائرات في الجو بالوقود ، المشكلة لإسرائيل تكمن بقوة إيران الصاروخية بالرد وإصابة المدن أو المستعمرات الإسرائيلية ومصانع الكيمياء ولربما الذرية . نقطة ضعف إيران هي إصابة الأهداف فهذا يتطلب دقة متناهية كي لا تسقط الصواريخ في جنوب لبنان حيث حزب الله والقوات الدولية أو في سوريا حيث الشريك ألمخلص . أما فلسطين فلن تهتم لها إيران فحماس أصبحت معارضة للأسد واستغنت عن خدماته مدعمة ببضعة ملايين من قطر ما يعتبر مشكلة أقل لإيران . إن صممت إسرائيل فعلا على ضرب إيران فالضربة ستكون على مستوى عال من التدمير حيث لن يبقى للجيش الإيراني والحرس الثوري وقتا حتى لإطلاق صفارات الإنذار . كانت هذه وجهة نظر ولا يعني تمني الحرب بل على العكس فالخسائر لا يمكن تصورها في المناطق التي سوف تطالها .
ماذا لو كانت
حسن العراقي -ماذا لو ان ايران هي من قام بهذا العمل العدواني الحقير ضد سيادة وامن دولة عربية لا تربطها اية حدود مشتركة معها فهل سيكون الصمت العربي المريب وصمت شيوخ الفتنة والدجل كما هو الان. الا انني اقولها كاضعف الايمان ان هؤلاء الشيوخ هم جنود في الخطوط الامامية للجيش الاسرائيلي. يساندون اسرائيل بتفرقة المسلمين وستعدائهم لبعضهم البعض ويتمسحون بمن يسمونهم الكفار