أخبار

منح جائزة ساخاروف الى الايرانيين جعفر بناهي ونسرين ستوده

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ستراسبورغ: منح البرلمان الاوروبي الجمعة جائزة ساخاروف التي توازي جائزة نوبل للسلام على المستوى الأوروبي، الى المخرج الايراني جعفر بناهي والمحامية الايرانية نسرين ستوده اللذين صدرت بحقهما احكام قاسية بالسجن في ايران.

وتأتي هذه الخطوة في وقت شدد فيه الاتحاد الاوروبي عقوباته على طهران.

واعلن رئيس البرلمان مارتن شولتز امام النواب في ستراسبورغ ان قرار رؤساء الكتل السياسية في البرلمان منح هذه الجائزة للمعارضين الايرانيين يجب ان يترجم على انه "رفض واضح جدا للنظام الايراني الذي لا يحترم ايا من الحريات الاساسية".

واضاف النائب الاجتماعي-الديموقراطي الالماني "اردنا عبر ذلك التعبير عن اعجابنا بامرأة ورجل قاوما الترهيب الذي يتعرض له الايرانيون" مؤكدا انهما "وضعا مصير البلاد فوق امنهما الشخصي".

ولم يتسن على الفور الاتصال بمحامي جعفر بناهي او نسرين ستوده او المقربين منهما.

وجائزة ساخاروف لحرية الرأي التي ستسلم رسميا في 12 كانون الاول/ديسمبر خلال حفل في ستراسبورغ، تكافىء سنويا شخصية مدافعة عن حقوق الانسان والديموقراطية وقيمتها 50 الف يورو.

والعام الماضي منحت هذه الجائزة لناشطين في الربيع العربي.

وقال شولتز "ادعو السلطات الايرانية الى ان تفعل كل ما هو ممكن لكي يتمكن جعفر بناهي ونسرين ستوده من المجيء لتسلم هذه الجائزة".

ونسرين ستوده تقضي عقوبتها بالسجن في حين ان جعفر بناهي قيد الاقامة الجبرية.

وجعفر بناهي (52 عاما) المعروف بانتقاداته الاجتماعية الحادة يعتبر من سينمائيي "الجيل الجديد" الايراني المعروفين اكثر في الخارج حيث نال عدة جوائز في مهرجانات كبرى. واوقف اثناء اعداده لفيلم حول التظاهرات الاحتجاجية على اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو 2009.

ووضع بناهي في الاقامة الجبرية في طهران، وحكم عليه في تشرين الاول/اكتوبر 2011 بالسجن ست سنوات ومنع لعشرين عاما من التصوير او السفر او التعبير عن رأيه رغم التعبئة الدولية لصالح قضيته. وهو لا يزال حرا.

واعرب رئيس مهرجان كان جيل جاكوب الجمعة عن "ارتياحه الكبير" معتبرا ان هذه الجائزة "ترسخ معركة" السينمائي الايراني.

اما نسرين ستوده (49 عاما) فتولت الدفاع عن معارضي النظام الايراني. وحكم عليها في كانون الثاني/يناير 2011 بالسجن 11 عاما وكذلك بمنعها 20 سنة من ممارسة مهنة المحاماة او مغادرة ايران بسبب "أعمال ضد الامن القومي والدعاية ضد النظام والانتماء الى مركز المدافعين عن حقوق الانسان" الايراني الذي اسسته شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام.

وتقرر منح الجائزة للمعارضين الايرانيين بدلا من مغنيات فرقة بوسي رايوت الروسية الثلاث او المنشق البيلاروسي اليس بلياتسكي.

ويأتي قرار النواب الاوروبيين منح الجائزة للمعارضين الايرانيين في حين شدد الاتحاد الاوروبي العقوبات المالية والتجارية المفروضة على ايران.

ويأتي ايضا عشية زيارة مثيرة للجدل يقوم بها لايران وفد من خمسة نواب اوروبيين من اليسار وانصار البيئة تندرج بحسب المروجين لها في "شق المقاربة الاوروبية المزدوجة حيال ايران التي تعتمد الحوار والعقوبات".

وهذه الزيارة التي انتقدها المؤتمر اليهودي الاوروبي، تعرضت ايضا لانتقادات في البرلمان الاوروبي. ودان زعيم تيار المحافظين البريطانيين في ستراسبورغ مارتن كالانان الجمعة في البرلمان مبادرة "معيبة" ستستخدم على حد قوله من قبل نظام طهران ك"هدية للدعاية".

ورد رئيس البرلمان ان الوفد يسعى الى لقاء حائزي جائزة ساخاروف.

واكد ان الوفد "سيغادر على الفور" اذا منع من تحقيق غايته.

نسرين ستوده مدافعة بارزة عن حقوق الانسان في ايران

تعتبر المحامية نسرين ستوده، التي حصلت الجمعة على جائزة ساخاروف، من ابرز رموز الدفاع عن حقوق الانسان في ايران حيث دينت وسجنت لعملها خصوصا الى جانب حائزة جائزة نوبل للسلام الايرانية شيرين عبادي.

ونسرين ستوده ام لطفلين وتبلغ من العمر 47 عاما وهي من عائلة تنتمي الى الطبقة المتوسطة المتدينة في ايران

حكم عليها في كانون الثاني/يناير 2011 بالسجن 11 عاما ومنعها من مزاولة مهنتها كمحامية على مدى 20 عاما او مغادرة ايران لادانتها بالقيام "بأنشطة مناهضة للامن القومي والدعاية ضد النظام والانتماء الى مركز المدافعين عن حقوق الانسان" الايراني الذي اسسته شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام والمعارضة المنفية للنظام الايراني.

وبعد تلقيها دراسات في الحقوق في جامعة شهيد بهشتي المرموقة في طهران، بدأت نسرين ستوده نضالا استمر سنوات للحصول على حق مزاولة مهنة المحاماة مطلع العقد الاول من القرن الحالي.

وكرست بداية نشاطها في الدفاع عن الشبان المحكومين بالاعدام على جرائم ارتكبوها عندما كانوا قاصرين، وهي من بين الممارسات القضائية في ايران التي تدينها باستمرار المنظمات الحقوقية الدولية والامم المتحدة.

واعتبارا من العام 2009، بدأت نسرين ستوده بالدفاع عن معارضين كثر اعتقلوا بالمئات بعد التظاهرات الاحتجاجية التي اعقبت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد.

كما تولت الدفاع عن شخصيات عدة -- مثل الصحافي عيسى سحرخيز القريب من القائد المعارض الاصلاحي مهدي كروبي -- لكن ايضا عن كثير من المتظاهرين المغمورين.

كذلك دافعت عن شيرين عبادي واعضاء اخرين في مركز المدافعين الحقوقيين، خصوصا من المحامين، ممن دفعوا اثمانا باهظة في عملية القمع.

كما تمت ادانة اثنين من مؤسسي هذه المنظمة هما عبد الفتاح سلطاني وعلي دادخاه وحكم عليهما بالسجن 18 و9 سنوات على التوالي عام 2012.

الا ان نسرين ستوده اثارت ايضا غضب النظام من خلال المقابلات التي لم تتوان عن اجرائها مع وسائل اعلام غربية بعد القمع عام 2009 والتي جرى استحضارها في مضبطة الاتهامات الموجهة اليها خلال محاكمتها.

وهذه المحامية المعتقلة منذ اب/اغسطس 2010 في سجن ايوين الشهير شمال طهران، حيث يسجن عشرات المعتقلين السياسيين، لم توقف كفاحها، فقد نفذت اضرابين عن الطعام احتجاجا على شروط اعتقالها خصوصا لجهة منعها من رؤية طفليها، وهما فتاة تبلغ 11 عاما وصبي في الثالثة.

ودافع زوجها رضا خندان بقوة عنها فتعرض لملاحقات قضائية، بحسب منظمة العفو الدولية.

وقال خندان لفرانس برس عقب ادانة زوجته في كانون الثاني/يناير 2011 ان "نسرين ستوده تطرقت (علنا) الى حالات كانت تدافع عنها واحيانا اعلمت الجمهور ببعض الثغرات الاجرائية. لم تقم يوما بشتم احدهم واظهرت على الدوام اعتدالا في تصريحاتها".

واضاف "هذا الحكم مثير للصدمة تماما. اين في العالم تسجن ام لانها ادت ببعض المقابلات؟".

وبعد اعتقالها وادانتها -- التي استتبعت بتخفيف للحكم في الاستئناف الى ست سنوات في ايلول/سبتمبر 2011 بحسب منظمة العفو الدولية -- قامت المنظمة الانسانية الدولية بتبني قضية نسرين ستوده بصفتها "سجينة رأي".

كما نالت دعم منظمات وشخصيات غربية عدة بينها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون والبرلمان الاوروبي الذي منحها الجمعة جائزة ساخاروف التي توازي جائزة نوبل في الاتحاد الاوروبي.

جعفر بناهي مخرج الواقع الاجتماعي المحظور عمله في ايران

"لماذا يكون صنع فيلم جريمة؟" هذا السؤال الذي طرحه جعفر بناهي بعد اعتقاله من قبل النظام الايراني في اذار/مارس 2010 يلخص التزام المخرج الايراني الذي نال الجمعة جائزة ساخاروف عن حرية التعبير.

وبناهي الذي نال جوائز في اكبر مهرجانات دولية لكن حظرت افلامه في ايران بسبب انتقاداته الاجتماعية الحادة التي ادت الى اعتباره امام السلطات بانه مخرب، اوقف فيما كان يحضر فيلما حول التظاهرات التي تلت اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المثيرة للجدل في حزيران/يونيو 2009.

وبعدما وضع قيد الاقامة الجبرية في طهران، حكم عليه في تشرين الاول/اكتوبر 2011 بالسجن ست سنوات ومنعه 20 عاما من اخراج او كتابة افلام او حتى السفر والتعبير عن الرأي بتهمة "الدعاية ضد النظام".

وبناهي البالغ من العمر 52 عاما نشأ في احياء طهران الفقيرة ويعد احد ابرز ممثلي "الجيل الجديد" في السينما الايرانية الى جانب خصوصا عباس كياروستامي بعدما عمل مساعدا له في مستهل مسيرته السينمائية.

وبعد دراسة السينما واخراج عدة افلام للتلفزيون انطلق جعفر بناهي في المجال السينمائي واثارت افلامه التي تركز على الظلم الاجتماعي او مكانة المرأة في ايران، اهتماما كبيرا في الخارج على الفور.

واول فيلم طويل له "البالون الابيض" نال جائزة الكاميرا الذهبية عام 1995 في مهرجان كان السينمائي الذي منحه ايضا في العام 2003 جائزة لجنة التحكيم عن فئة "نظرة-ما" عن فيلم "دم وذهب". ثم نال ايضا جائزة "الفهد الذهبي" عام 1997 في لوكارنو عن فيلم "المرآة" ثم الاسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 2000 عن فيلمه "الدائرة" والدب الفضي في برلين عام 2006 عن فيلم "خارج اللعبة".

لكن افلامه تزعج النظام الايراني لا سيما وان جعفر بناهي لم يتردد في انتقاد -مع سينمائيين اخرين اعتقل ايضا عدة منهم وحكم عليهم منذ العام 2009- الرقابة التي فرضت بشكل متزايد على السينما منذ وصول احمدي نجاد الى السلطة في 2005.

وقال المخرج السينمائي بعد الحكم عليه "انا لا اصنع افلاما سياسية وانما اصنع افلاما تعكس الواقع الاجتماعي".

واضاف خلال محاكمته ان "محاكمتنا تعني محاكمة كل السينما الملتزمة انسانيا واجتماعيا في ايران" معتبرا ان "سجنه يرمز الى اختطاف السلطة كل الفنانين في البلاد".

وهذا المراقب الملتزم للمجتمع يقول انه يسعى الى "رواية قصص لا يكون العنف فيها ضروريا"، تحدث بالم عن وضعه في مقابلة مع وكالة فرانس برس في اب/اغسطس 2010 حين كان في الاقامة الجبرية.

وتساءل انذاك "لماذا يعتبر صنع فيلم جريمة؟" مضيفا "حين لا يصنع مخرج سينمائي افلاما، يكون كما وكأنه في السجن".

ورغم علمه بانه كان مهددا رفض مغادرة ايران. وقال "انا احب بلادي ورغم كل قيودها لا اريد ابدا العيش في مكان اخر" مضيفا "يجب ان اكون شاهدا على كل ما يحصل".

وهذا الامر لم يتخل عنه حتى في الاقامة الجبرية. فقد تمكن عام 2011 من ايصال فيلم الى اوروبا عن يوميات حياته خلال تلك الفترة صور في ظروف شبه سرية وحمل عنوانا ساخرا "هذا ليس فيلما".

واثار الحكم عليه بالسجن موجة احتجاج عالمية من رجال سياسة وفنانين. ورمزيا ترك مقعد شاغر له في مهرجان كان عام 2010 كان يفترض ان يكون جالسا فيه، وهو منذ ذلك الحين ضيف شرف افتراضي حاضر على الدوام في كل المهرجانات الدولية.

وفي ايران نفسها تحدى العديد من المخرجين وبينهم عباس كياروستامي المخاطر بالتعرض للملاحقة، وطالبوا علنا عدة مرات بالافراج عن بناهي. وحتى الرئيس الايراني قال في 2011 عبر احد مستشاريه ان الحكومة "غير موافقة" على ادانة السينمائي امام القضاء الايراني الذي يسيطر عليه التيار المتشدد في النظام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف