أخبار

مقعد واشنطن العاصمة منصب لا يحق لشاغله التصويت في الكونغرس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: ضربت اليانور هولمز نورتن قبضتها استياء بسبب منصبها كنائبة لا يحق لها التصويت في الكونغرس الاميركي، وهي على هذه الحال منذ 20 عاما.

وتقول المناصرة لقضايا المرأة والاميركيين من اصول افريقية "انا كغيري من النواب في المجلس، اي انني مفوضة. الفرق الوحيد هو انني لا املك حق التصويت على القضايا".

فبعد الخدمة 11 ولاية متتالية في مجلس النواب وبالرغم مما تعتبره اشكالية شائنة في منصبها فان هولمز نورتن مرشحة مجددا لانتخابات 6 تشرين الثاني/نوفمبر. وهدفها هو الفوز بحق التصويت كي تمثل فعلا ناخبيها.

في هذه الاثناء يحق لسكان واشنطن العاصمة البالغ عددهم 610 الاف مجرد "تفويض" ممثل في الغرفة السفلى في الجهاز التشريعي لان المدينة التي كانت تسمى "دائرة كولومبيا" في السابق ليست ولاية.

بالتالي لا يملك هؤلاء تمثيلا على المستوى التشريعي الوطني. وهم على هذه الحال منذ تأسيس "الدائرة" عام 1800 على اراض قدمتها ولايتا ميريلاند وفرجينيا المتجاورتين.

وفي مدينة صممت كجيب فدرالي خاضع للكونغرس، يسدد السكان الضرائب المحلية والوطنية لكنهم لا يتمتعون بصوت يؤثر على القوانين التي يقرها الكونغرس، الامر الذي تعتبره هولمز نورتن اهانة كبيرة.

وبلغ الاستياء من هذا الوضع حدودا قصوى، حيث بدأ عام 2000 وضع عبارة "تسديد الضرائب بلا تمثيل" على لوائح تسجيل السيارات الصادرة في واشنطن، في احالة الى هتافات المستوطنين الاوائل الذين انتفضوا على الحكم البريطاني في القرن الثامن عشر وأسسوا الولايات المتحدة.

وتشكل نورتن البالغة 75 عاما احد ابرز وجوه الحملة من اجل التمثيل الكامل لكنها ليست الوحيدة.

فالحركة الداعية الى انشاء ولاية اضافية قد تكون الحادية والخمسين عينت مشرعي ظل هم سيناتوران على ما يحق لكل ولاية وممثل في مجلس النواب.

وقالت جنيفر كلينزاك (25 عاما) في تجمع نظمته جمعية "دي سي فوت" "اريد ان تصبح العاصمة ولاية. وايومينغ لديها ثلاثة ممثلين، سيناتوران ونائب. هناك 600 الف شخص في العاصمة و540 الفا فحسب في وايومينغ، واعتقد ان هذه الحجة صائبة".

وقال الناشط ديف كوش البالغ 26 عاما "الديار اكثر من مجرد مكان للنوم. اننا مواطنون في هذا البلد كأي مواطن غيرنا وينبغي ان يكون لنا قرار حول وجهة استخدام اموال ضرائبنا".

ووصلت الرسالة الى مستويات عليا. فالرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون وضع في اثناء ولايته لوحة تسجيل "تسديد الضرائب بلا تمثيل" على سيارته الخاصة بالبيت الابيض.

اما السيناتور الراحل تيد كينيدي فاعتبر واشنطن "آخر مستعمرة" في البلاد في اثناء محاولته غير المجدية لاستصدار قانون يحول واشنطن الى ولاية يمكن تسميتها نيو كولومبيا وتحظى بثلاثة ممثلين.

لكن المسألة حساسة سياسيا. فالمدينة ديموقراطية باغلبيتها الساحقة وقد تكلف الجمهوريين خسارة السلطة اذا حصلت على حق التصويت.

وشهدت هولمز نورتن خسارتها الاخيرة على هذه الجبهة في 2009. فالجمهوريون اقترحوا تعديلا يمنحها حق التصويت مقابل تخلي واشنطن عن قوانين سلامة الاسلحة لديها. ورفضت النائبة العرض معتبرة انه غير مقبول.

لكن ما يواسي سكان العاصمة الاميركية قليلا انهم يملكون حق التصويت في الانتخابات الرئاسية وهو حق حصلوا عليه عام 1961.

ويفوز الديموقراطيون بكل سهولة في واشنطن. عام 2008 حاز باراك اوباما اكثر من 90% من اصوات ناخبي المدينة حيث نصف السكان من الاميركيين الافريقيي الاصول، كاوباما نفسه.

لكن بغياب صوت فعلي في قاعات الكونغرس تسعى حركة اعلان الولاية الى الاقل للحصول على استقلالية في الميزانية. فواشنطن لديها رئيس بلدية منذ 1974 لكن ينبغي الموافقة على ميزانيتها في الكونغرس.

وقال والتر سميث مدير منظمة "دي سي ابلسيد" التي تطالب باستفتاء محلي حول استقلال واشنطن في الميزانية.

والنفقات التي غالبا ما يعرقلها الكونغرس تتعلق باموال مخصصة لمكافحة الايدز او الاجهاض للنساء الفقيرات او برامج تعليم.

وفي جميع هذه القضايا التي تعني واشنطن وحدها، الشخص الوحيد الذي يلزم بالامتناع عن التصويت هو النائبة هولمز نورتن.

وقالت "الكل يصوت على ميزانية العاصمة باستثنائي. لا يمكن ان يكون هذا ما اراده لنا" واضعو الدستور الاميركي الاولون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف