العرب محبطون من أوباما وغير معجبين برومني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: سيكون على الرئيس الاميركي باراك اوباما اذا ما اعيد انتخابه، القيام بجهد كبير لتحسين صورة بلاده في العالم العربي، احد اهم اهداف ولايته في بدايتها، غير ان هذه المنطقة من العالم لا تنتظر شيئا من منافسه الجمهوري ميت رومني.
الانتقاد الاول الموجه الى الرئيس الديموقراطي هو ان افعاله لم تعكس الكلمات الطيبة التي قالها في خطابه في جامعة القاهرة عام 2009 عندما وعد بانهاء "الشكوك والشقاق" في العلاقات بين واشنطن والعرب وبالسعي لاقامة دولة فلسطينية.
واظهرت دراسة للمعهد الاميركي بيو نشرت في حزيران (يونيو) تراجع شعبية اوباما في خمس دول اسلامية من بينها مصر البلد العربي الاكبر من حيث عدد السكان حيث انخفضت شعبيته ب 13 نقطة خلال عام واحد.
ويقول الناشط الحقوقي جمال عيد "التقيت اوباما في البيت الابيض عام 2010 وخرجت من اللقاء متفائلا". ولكن اليوم حلت خيبة الامل. ويؤكد هذا المحامي الذي يدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان انه كان بوسع اوباما ان "يدافع عن حقوق الانسان في دول الخليج او ان يدعم الفلسطينيين او يوقف المساندة الاميركية للحكام الطغاخ، ولكن ايا من ذلك لم يحدث".
وتأخذ الاوساط الليبرالية على اوباما عدم اهتمامه بهم بعد الثورات المطالبة بالديموقراطية ضد النظم الاستبدادية في تونس ومصر والتي ادت الى وصول الاسلاميين للسلطة. ويقول مفتاح بوزيد وهو صحفي ليبرالي من ينغازي (شرق ليبيا) "اوباما يبدو مقتنعا انه يمكن ان يكون هناك اسلاميون معتدلون".
وتعكس كلمات بوزيد وجهة نظر منتشرة بقوة في المنطقة وترى ان واشنطن يعنيها ان تكون في المنطقة نظم اسلامية مستقرة اكثر مما يهمها ان تقام ديموقراطيات علمانية مضطربة. اما لدى الاسلاميين فوجهات النظر متباينة.
وقال محمود غزلان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس محمد مرسي ان "اوباما متحدث جيد لكنه لم يحقق شيئا على ارض الواقع". غير ان غزلان يفضل رغم ذلك بقاء اوباما في البيت الابيض. ويقول "ان ميت رومني مثل جورج بوش" وهو اخر رئيس اميركي جمهوري وتم في عهده التدخل الاميركي في العراق الذي ترك ذكرى سيئة في العالم العربي,
وفي تونس، يميل سعيد فرجاني عضو المكتب السياسي لحزب النهضة الاسلامي الى اوباما هو الاخر. ويقول "منذ انتخاب اوباما، خطت الحكومة الاميركية خطوة كبيرة نحو تحسين صورتها خصوصا في العالم العربي".
وغالبا ما يخفق الدعم الاميركي المعلن للثورات العربية في موازنة مشاعر الغضب السابقة. ويقول الايجا زروان وهو خبير في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية "يمكن القول ان التدخل الاميركي في ليبيا لم يكن له اثر مستدام على النظرة الى الولايات المتحدة" في العالم العربي.
وتأثرت صورة اوباما سلبا لدى العرب لعدم تحقيق اي تقدم في تسوية القضية الفلسطينية او في وقف الاستيطان وهو ما اظهر الرئيس الاميركي عاجزا امام اسرائيل. ويقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ان "اوباما لم يطبق ما قاله في خطاب القاهرة كما لا يوجد ضغوط من قبل العرب في حين انه ابقى على سياسية اميركية تابعة من الاساس للسياسة الاسرائيلية".
وفي العراق حيث سحب اوباما القوات الاميركية التي كان ارسلها جورج بوش في العام 2003، رفض المتحدث باسم رئيس الوزراء نوري المالكي تأييد اوباما او رومني. وقال علي موسوي "حتى لو حدث تغيير في الحزب الحاكم، فان التغيير في السياسة (تجاه العراق) سيكون ضئيلا للغاية لان علاقاتنا مبنية على مصالح البلدين". ويعتقد المحلل الفلسطيني عبد الماجد سويلم انه "ايا كان الرئيس الاميركي المقبل، لا اعتقد انه من الممكن للولايات المتجدة ان تغير سياستها في الشرق الاوسط".