الجوع ينسي اللاجئين الخوف في مخيمات غرب بورما
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سيتوي (بورما): يوما بعد يوم، يتزايد عدد اللاجئين في مخيمات غرب بورما التي يصلون اليها وهم يحملون قلقهم بدون غذاء او مياه او ادوية هربا من اعمال العنف التي يشهدها بلدهم.
وتلوح بوادر كارثة انسانية بينما اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان 110 آلاف شخص نزحوا منذ اعمال العنف الاولى في حزيران/يونيو بين البوذيين والمسلمين في ولاية راخين على الحدود مع بنغلادش. وقد فر ثلث هؤلاء خلال مواجهات الايام الاخيرة.ومعظم النازحين من اقلية الروهينجيا المسلمة المحرومة من المواطنة والتي تعتبرها الامم المتحدة من الاقليات الاكثر اضطهادا في العالم، بينما ينظر اليها كثير من البورميين نظرة عدائية ولا تعترف بها السلطات كاقلية. وحتى افراد اتنية الراخين البوذية الذين يتمتعتون بحرية الحركة، جائعون.وقالت بي ما ثين التي تنتمي الى الراخين ونزحت لتلجأ الى دير بوذي "ليس لدينا ما يكفي لنأكل". واضافت ان "المسؤول اعطانا اناء من الارز لكن ليس لدينا اوان ولا اطباق. ليس لدينا اي شىء. كل ما نحاول ان نفعله الآن هو البقاء".وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان الوضع يمكن ان يتفاقم واعلنت هذا الاسبوع ان "المخيمات المكتظة اصلا تجاوزت قدراتها في المكان والايواء والتموين الاساسي مثل الغذاء والمياه". واضافت ان "اسعار المواد الغذائية تضاعفت في المنطقة وليس هناك عدد كاف من الاطباء لمعالجة المرضى او الجرحى".وفي مخيمات الروهينجيا يعم البؤس. وبعد عقود من اشكال مختلفة من الاضطهاد وقيود في قطاعي الصحة والتعليم، جاءت اعمال العنف الاخيرة لتنسف كل امل. وقالت منظمة "ريفيوجيز انترناشيونال" ان ربع الاطفال في مخيمات النازحين كانوا يعانون من نقص في التغذية قبل اعمال العنف الاخيرة. واضافت الباحثة في هذه المنظمة غير الحكومية ميلاني تاف ان "الظروف في المخيمات سيئة ان لم تكن اسوأ من تلك الموجودة في شرق الكونغو والسودان".وتابعت ان "معدل الاصابات بسوء التغذية بين الاطفال مخيفة (...) اذا لم تصل المساعدة الاضافية بسرعة فستسجل حالات وفاة كان يمكن جنبها". وفي عدد من القرى المعزولة يعيش عشرات الآلاف من الروهينجيا الآخرين في ظروف لا يحسدون عليها بينما يمكن ان تشهد المنطقة في اي لحظة انفجارا جديدا لاعمال العنف وبالتالي نزوحا جديدا الى المخيمات المكتظة اصلا. وبمعزل عن الغذاء والماء، تهتم المنظمات غير الحكومية بالصدمة النفسية الهائلة التي يعاني منها النازحون.وقالت الموظفة في الصليب الاحمر موي ثادار "فقدوا بيوتهم في الحرائق ولا يمكن ترك الاطفال من دون مراقبة كما كان الامر من قبل لذلك يعانون من اكتئاب". ولا يبدو المستقبل افضل.فبعد عقود من العيش معا على الرغم من الاحكام المسبقة والعنصرية، لم يعد الراخين والروهينجيا قادرين على التعايش معا. وقد اصبح الراخين يفصحون اكثر فاكثر عن رغبتهم في رحيل الذين يعتبرونهم مهاجرين غير شرعيين وان كان وجودهم في المنطقة يعود الى ثلاثة اجيال.وقالت ميلاني تاف "اليوم لا امل اطلاقا للروهينجيا. رفضتهم عدة دول وعاشوا معاناة في كل مكان"، داعية الاسرة الدولية الى اتباع سياسة اكثر التزاما وتجانسا على الامد الطويل. وقبالة سواحل سيتوي عاصمة ولاية راخين تنتظر مراكب حلول الليل للفرار. لكنها لا تصل الى هدفها دائما. فقد فقد 130 من الروهينجيا منذ غرق سفينة كانت تحاول الاحد الوصول الى ماليزيا التي اصبحت آخر ملاذ لهؤلاء منذ ان بدأت بنغلادش بطردهم.وحاولت عشرات المراكب الاخرى التي تقل نازحين من مناطق ضربتها اعمال العنف، ان ترسو في سيتوي مطلع الاسبوع لكن السلطات لم تسمح لها بذلك، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس. وقال مينت او النازح المسلم الذي فقد كل شىء ان "الانسان يحتاج الى مكان للنوم والاكل". واضاف "اذا كنت لا تستطيع الاكل والنوم فهذا اسوأ من الموت".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف