الموت يلاحق الصحافيين في الصومال
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيداوة (الصومال): يجوب المراسل الصومالي عبد القادر حسن عبد الرحمن شوارع مدينة بيداوة في وسط الصومال وإحدى اخطر مدن العالم للصحافيين، حاملا بيد آلة تصوير وفي الاخرى مسدسا.
وقال هذا الاب لثلاثة اطفال، والمراسل الوحيد الذي لا يزال يعمل في بيداوة، المعقل السابق لمتمردي حركة الشباب الاسلامية، "اعرف ان ما اقوم به لا ينطوي على كثير من اخلاق المهنة، اذ يتعين علينا الا نحمل في آن سلاحا وآلة تصوير ودفترا صغيرا". واضاف عبد القادر حسن عبد الرحمن الصحافي لدى شبكة يونيفرسال التلفزيونية في لندن، "لكن ... يتعين علي إما ان اغادر المدينة، على غرار ما فعل زملائي، وإما ان اواصل العمل، على الا يفارقني سلاحي". وقتل هذا الاسبوع اثنان من العاملين ايضا في المجال الاعلامي في الصومال، هما صحافي ومقدم برامج فكاهية في احدى الاذاعات. فبعد عبدي جيلاني وملك مرشال في آب/اغسطس، كان ورسام شير اوال، المعروف بانتقاداته لحركة الشباب، الصوت الثاني الكبير في الاذاعات الصومالية الذي ينضم الى لائحة الضحايا الطويلة هذه السنة. ومنذ بداية 2012، ضاعفت الصومال رقمها القياسي التعس للصحافيين الذين قتلوا في سنة واحدة. فالحصيلة تضم على الاقل 18 صحافيا قضوا في عمليات اغتيال او هجومات استخدمت فيها القنابل. واذا كانت الجرائم غالبا ما تنسب الى مقاتلي حركة الشباب الاسلامية، فهي تنجم ايضا في بعض الاحيان عن تسوية حسابات بين مختلف الفصائل التي تقاتل في الصومال. ويعرف عبد القادر حسن عبد الرحمن (27 عاما) انه مهدد، لكنه مقتنع بأن المخاطر تستأهل المجازفة. وهذا هو الثمن الذي يتعين دفعه من اجل الدفاع عن الصحافة الحرة في هذا البلد الواقع في القرن الافريقي. وقال "انا الصحافي الوحيد الذي ما زال يجرؤ على العمل في بيداوة وحتى لو كنت احمل سلاحا للدفاع عن نفسي، سيتمكن قتلة من النيل مني في احد الايام". وكانت كتيبة اثيوبية دخلت الصومال قبل بضعة اشهر، استعادت بيداوة من حركة الشباب في شباط/فبراير الماضي. وقد اخلى المتمردون المدينة التي تبعد 250 كلم شمال غرب مقديشو، لكنهم يواصلون القيام بأعمال عسكرية في المنطقة التي ما زالت غير مستقرة. وفي الجنوب، تواجه قوة الاتحاد الافريقي (اميصوم) المتمردين لفرض الامن على الطريق المؤدية الى العاصمة. واكد عبد القادر حسن عبد الرحمن ان "الشباب يهددوني بالقتل عبر الهاتف ... لكني سأتابع عملي طالما بقيت على قيد الحياة". وفي مقديشو، العاصمة التي شهدت على غرار الانحاء الاخرى من البلاد، عقدين من الحرب الاهلية والتي تنفض عنها غبار المعارك رويدا رويدا منذ انسحب منها الشباب في آب/اغسطس 2011، لا يزال زملاؤه يجازفون بحياتهم ايضا. وقال الصحافي الاذاعي هناد علي "كلما رن هاتفي ينتابني خوف من ان اتبلغ مقتل احد اصدقائي". ولم يؤد اغتيال اي صحافي الى فتح "تحقيق جدي يتيح ادانة المجرمين"، كما قالت منظمة مراسلون بلا حدود للدفاع عن وسائل الاعلام. وتنفي حركة الشباب الاسلامية التي يشار اليها بالبنان الوقوف وراء عمليات القتل، ويتهم احد مسؤوليها علي محمد حسين القوات الحكومية ب "قتل الناس من اجل الحصول على هواتفهم او اغراض اخرى لا قيمة لها". واكد جمال عثمان الصحافي البريطاني-الصومالي المقيم في بريطانيا، لصحيفة الغارديان البريطانية اخيرا ان الفساد الذي ينخر الوسط الصحافي الصومالي يغذي ايضا القتلة، مشيرا الى منظومة الرشاوى في مقابل كتابة مقالات مؤيدة. واضاف ان "اكثرية الصحافيين الذين قتلوا في الصومال قد اغتيلوا في اعمال انتقامية" مرتبطة بهذه المنظومة، فأثار بذلك غضب زملائه الذين لا يأملون كثيرا في تحسن ظروف عملهم في الصومال. وخلف جيل جديد من الصحافيين، اولئك الذين اغتيلوا او نفيوا او تخلوا عن المهنة. فهم متحمسون ومستعدون للعمل لقاء اجور زهيدة لكنهم غالبا ما تنقصهم الخبرة. وقال ابراهيم محمد من النقابة الوطنية للصحافيين الصوماليين "يتعرض الصحافيون باستمرار للقتل". وكشف هو ايضا ان الاجهزة المختصة لم تعتقل احدا بسبب هذه الجرائم وان سبعة صحافيين لا يزالون منفيين منذ ايلول/سبتمبر. واوضح عبد الله محمد الصحافي الاذاعي السابق انه تخلى عن مهنته لانه لم يعد يريد "انتظار ساعته خلف المذياع". وقرر آخرون الاستمرار ويعمدون الى التخفي قدر الامكان. وقال الصحافي زكريا علي ان "عددا كبيرا من الصحافيين يتحصنون في اذاعاتهم، حيث يأكلون ويشربون، ونادرا ما يلتقون بعائلاتهم". واضاف "لكنهم لا يعرفون متى سيتعرضون لاطلاق النار".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف