أخبار

جامعة سعودية تدشّن مشروعًا لتيسير الزواج

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تباينت ردود الفعل في السعودية عشية الإعلان عن إطلاق جامعة الملك عبدالعزيز مشروعاً لتيسير الزواج، يستهدف شباب وشابات الجامعة. فبينما أشاد به البعض واعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح، انتقده آخرون مؤكدين أنه لا يليق بجامعة تبني مثل هذا المشروع.

الرياض: فاجأت جامعة الملك عبدالعزيز السعودية بمدينة جدة، الجميع بإعلانها مؤخراً تدشين مشروعاً لتيسير الزواج يستهدف مكافحة العنوسة في المجتمع، ولا سيما في أوساط طلابها وطالباتها، ووفقاً للمتحدث الرسمي للجامعة فإن المشروع هو عبارة عن منتج تطبيقي لدراسة يمولها الوقف العلمي في الجامعة على شرائح مختلفة من المجتمع خلصت إلى ضرورة ممارسة جهود عملية للحد من هذه الظاهرة.

وقال إن المشروع يهدف إلى تحقيق العديد من الأهداف الرامية لحل هذه المشكلة، ومن بينها حث طلاب وطالبات الجامعة على الزواج المبكر كحل وقائي لظاهرة العنوسة، وإيجاد شراكة مجتمعية بين الجامعة ممثلة في الوقف العلمي وكل من رجال الأعمال والأسر السعودية والمؤسسات ذات العلاقة والجمعيات المتخصصة في الزواج.

وفيما هلّل البعض للمشروع متوقعاً نجاحه، كان لعضو مجلس الشورى السعودي الدكتور أحمد القاضي رأياً مختلفاً، إذ انتقد المشروع بشدة وتوقّع له الفشل منذ البداية، مشيراً إلى أن هناك مؤسسات تعنى بوضع الخطط والحلول للقضايا الاجتماعية ومن ضمنها قضية تأخر زواج الجنسين.

وقال القاضي لـ"إيلاف": "من المؤسف أن تتبنى الجامعة مثل هذا المشروع الذي اتوقع أن فكرته لم تدرس جيداً؛ فالجامعة مؤسسة تعليمية ثقافية سخرت لخدمة العلم ويجب أن لا تتحول إلى دور "الخطابة "بدل دورها الأساسي".

وأضاف يقول: "إعلان فتيات عن رغبتهن بالزواج وعرض أنفسهن بهذه الطريقة سيسبب لهن الاحراج، سيما في مكان مثل الجامعة، وطبيعة الفتاة الحياء والحفاظ على القيم والتقاليد الاجتماعية، ومن الصعب عليها التصريح برغبتها بالزواج أو حتى التلميح، فكيف نسمح لبناتنا بعرض انفسهن بهذه الطريقة؟".

واختتم حديثه بالقول: "أتمنى ان يكون في حال رغبة شابه في الزواج من خلال هذا المشروع أن لا يُعرض اسمها كاملاً، لأن هذا سيؤثر سلباً على الفتاة اجتماعياً ونفسياً، إضافة الى تأثر تحصيلها العلمي".

رأي مختلف

لكن استاذ علم النفس في جامعة الملك سعود الدكتور عبد الله الصبيح له يخالف سلفه القاضي، ويرى من جانبه، أن المشروع يمثّل خطوة تُحمد عليها الجامعة اذا تمت ضمن الضوابط وتقاليد المجتمع خصوصا وأن الطرق تعددت في عملية البحث عن الشريك.

وشدّد الصبيح على أهمية علم والدي الفتاة واطلاعهم وموافقتهم في حال حدوث الارتباط عبر المشروع، مشيراً إلى ذلك يمنع أي تصرف غير مناسب سواء من قبل الفتيات أو الشباب إذا تم بهذه الصورة.

وحول أهم اسباب تأخر الزواج في السعودية لا سيما في السنوات العشر الأخيرة قال الصبيح إن العامل الاقتصادي هو السبب الأبرز، إذ أن أي شاب لا يملك وظيفة ولا دخل ومن الصعب عليه الزواج، فيما من الصعب موافقة الأسر على زواج بناتها لشاب عاطل عن العمل.

حقوقيات يرحبن

ومن جانبها، أشادت نائبة رئيس جمعية حقوق الانسان لشؤون الأسرة، نورة العجلان، بمشروع تيسير الزواج الذي أطلقته جامعة الملك عبد العزيز ووصفته بالرائد ويستحق الدعم والتشجيع، وقالت أنه من خلال هذه المشروع ستتاح للشباب فرصة بحث عن زوجة بطريقة نظامية، خصوصا أن بعض الشباب يلجئون إلى طرق غير آمنة أحياناً بحثاً عن الزوجة، إما عن طريق "الانترنت " أو "الخطابة".

وقالت إن نسبة العزوف عن الزواج من قبل الشباب من الجنسين تزداد يوماً بعد يوم بسبب عدم تشجيعهم وتوفر الامكانات لهم، بالإضافة إلى المخاوف التي تنتابهم حيث يدركون صعوبة الحياة كلما تقدم بهم العمر فيبدأ بوضع شروط كثيرة ومعقدة تتعلق بمواصفات الشريك بينما الشباب في العشرينات يكون مندفع للزواج.

وأشارت إلى أن المشروع فرصة لمن يرغب بالزواج مبكراً وهو أفضل، موجّهة شكرها لجامعة الملك عبد العزيز على هذه المبادرة ومعبرة عن أملها لمن يتزوج من خلال هذا المشروع بنيل الوظيفة بعد التخرج مباشرة لاسيما في ظل الخطط والاستراتيجيات التي وضعتها الدولة لتوظيف الشباب "والتي نأمل ان نلمسها قريبا على ارض الواقع".

ثريا شيخ عضو جمعية حقوق الانسان، رحبت بدورها بالمشروع وأكدت على أهمية تسهيل الزواج للشباب في سن مبكرة ووضع الخطط والاستراتيجيات لمساعدتهم خصوصًا أن ذلك أصبح يمثّل مشكلة لهم.

وأضافت: "أرى مبادرة جامعة الملك عبد العزيز جيدة وأتمنى نرى المشروع في جميع جامعاتنا ومتأكدة أن النجاح سيكون حليف هذا المشروع"، ومضت تقول لـ"إيلاف": "البيوت السعودية يوجد بها الكثير من الفتيات والأسر تخجل أن تعرض بناتها، وأعتقد أنه عبر هذا المشروع فإن كل فتاة ترغب أن تكون لها أسرة وبيت ستجد الفرصة سانحة أمامها وستجد الشخص المناسب بإذن الله".

وبشأن سبب تأخر زواج الكثير من السعوديات، قالت ثريا شيخ إن الاستقلال المادي للفتاة يشكل هاجساً مهماً، حيث أن كثير من الفتيات الأولوية بالنسبة لهن هي الحصول على شهادة ومن ثم وظيفة، مشيرة إلى أنه في المقابل فإن بعض الفتيات هدفهن من الزواج المبكر هو تأمين الناحية المادية.

طالبات منقسمات

وفي استطلاع أجرته "إيلاف" مع مجموعة طالبات من عدد من الجامعات حول مشروع تيسير الزواج التي اعلنت عنه جامعة الملك عبد العزيز، شددن على أمور ذات أهمية أكثر من الزواج حسب رأيهن مثل مساعدة الشباب على إيجاد الوظيفة.

وأشار عدد منهن إلى أن الشاب في المرحلة الجامعية يكون غير قادر على تحمل المسؤولية وكل تفكيره منصب على كيفية الحصول على وظيفة، كما أن الفتاة اليوم اصبحت ترغب الحصول على الوظيفة أولاً.

وفي المقابل، رحبت عدد من الطالبات بفكرة تزويج الشباب موضحات في الوقت ذاته أنهن لن يتزوجن بهذه الطريقة ولن يتزوجن من شاب قام بعرض الزواج واستعراض مواصفاته أمام كثير من الفتيات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف