الجانب المظلم من الإعصار ساندي: نهب وجرائم أخرى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعيداً عن الكارثة الطبيعية التي سببها الاعصار ساندي في الولايات المتحدة الأميركية، استغل البعض التشرد والدمار الذي لحق بالمنازل لتنفيذ عمليات سرقة ونهب، إلا أن الأدلة الملموسة على هذه الجرائم لا تزال غير موجودة.لندن: وصلت آخر حافلة لنقل الركاب قادمة من بروكلين إلى بيل هاربر أحد أحياء روكاوايز في منطقة كوينز بمدينة نيويورك، قبل الساعة السادسة مساء عندما كان الظلام يتسلل إلى شوارع المنطقة ليغطي بستار عتمته أكوام الأثاث والأجهزة الكهربائية المرمية على الأرصفة.
لم تكن هناك أنوار في المنازل المتواضعة ذات الطابق الواحد أو الطابقين. فسكانها يعيشون في ظلام منذ ضرب الإعصار ساندي هذه الرقعة الصغيرة التي تشكل شبه جزيرة من نيويورك الكبرى مع مناطق المدينة الأخرى ونيو جرسي المجاورة متسببا في انقطاع الكهرباء عن 3.5 مليون منزل ومكتب وشركة.
وعندما توقفت الحافلة، نزل ركابها الأحد عشر ومضوا إلى بيوتهم وعائلاتهم لا يريدون التأخر في الشارع التجاري المزدحم عادة. ويقول سكان روكاوايز إنها منطقة عائلية ودود مع جيوب من الأحياء غير الآمنة. ولكن آخرين يذهبون إلى أن ما خلفه الإعصار ساندي من ظلام بسبب انقطاع الكهرباء يجعل المنطقة مكانا محفوفا بالمخاطر حيث وقعت أعمال نهب وسلب وسرقات من البيوت رغم زيادة دوريات الشرطة.
وقال بن كوبر الذي يعيش في حي بيل هاربر "رأيت شخصا يسرق أجهزة تلفزيون من دار لرعاية المسنين وكان الموظفون يطاردونه في الشارع". وأضاف "كلما رأيته كان معه تلفزيون مختلف".
وسجلت مدينة نيويورك زيادة في أعمال النهب والسرقات منذ ضرب الإعصار ساندي المدينة.
وفي شبه جزيرة روكاوايز، اتهمت السلطات 15 شخصا بتهمة سرقة مصالح يوم الأربعاء الماضي وحده. وبلغ عدد المعتقلين للاشتباه بسرقتهم مصالح مثل أسواق السوبرماركت ومتاجر بيع الألبسة 20 شخصا الأسبوع الماضي في مناطق مختلفة من نيويورك.
وقال متحدث باسم شرطة المدينة في اتصال هاتفي مع صحيفة كريستيان ساينس مونتر، إن فريقا يحقق في دور انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة من المدينة في تزايد أعمال النهب والسطو.
وفي ولاية نيو جرسي نُقل عن مدعي عام منطقة مونماوث أن الشرطة اعتقلت 25 شخصا لارتكابهم أعمال نهب وسرقات. ولكن حاكم الولاية كريس كريستي قال إنه لا توجد أدلة تؤكد انتشار أعمال النهب على نطاق واسع في الولاية.
وقالت امرأة كبيرة السن قدمت نفسها باسم روزماري إن شخصا حاول اقتحام منزلها في ساعة مبكرة من الصباح عندما كانت نائمة. واكتشفت في اليوم التالي أن أحدا خلع اطار باب بيتها الأمامي. واشارت روزماري إلى "ان كل شيء في ظلام وهناك من يستغل هذا الوضع. وهو أمر طبيعي، ليس هنا فقط".
نيويورك تعمل جاهدة لإيواء آلاف شردهم الإعصار
في غضون ذلك، واصلت السلطات المحلية في نيويورك ونيو جرسي يوم الأحد بحثها عن أماكن لإيواء عشرات الآلاف الذين شردهم الإعصار ساندي.
وتهدد المشكلة بالتفاقم وما قد يترتب على ذلك من تداعيات مع نزول برد الشتاء على المنطقة مهددا آلافا آخرين سلمت منازلهم من الإعصار ولكنهم ما زالوا بلا كهرباء لتدفئتها.
وهبطت الحرارة 10 درجات دون مستواها الاعتيادي في مثل هذا الوقت. وتوقعت خدمات الأرصاد الوطنية أن تضرب المنطقة عاصفة ساحلية يومي الأربعاء والخميس هذا الأسبوع وربما تكون العاصفة مصحوبة بمزيد من الفيضانات في المناطق الساحلية.
وفي حين حققت السلطات بعض التقدم في تخفيف أزمة البنزين ومصاعب النقل العام، فانها تحاول إيجاد مأوى للمشردين من منكوبي الكارثة، وهي مهمة شاقة في منطقة ذات كثافة سكانية عالية تكاد لا توجد فيها مساكن شاغرة. ولا يعرف المسؤولون حتى الآن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مكان جديد يسكنونه ولأي فترة.
وبعينين باكيتين قالت سوزان كلنغين (53 عاما) التي تقيم في ملجأ بعد أن دمرت مياه الفيضان منزلها في منطقة كوينز "هذا ليس مكاننا. كثيرون هنا، أنوارهم انطفأت، لا شيء لدينا، أين نذهب؟ كل ما أعرفه اني مع زوجي وهذا هو المهم".
بلغ عدد ضحايا الإعصار ساندي في الولايات المتحدة 110 قتيلا حتى يوم الأحد.
وقال متحدث باسم الصليب الأحمر الأميركي الذي تعرض لانتقادات بعد الإعصار مباشرة لما وصفه مسؤولون بتحركه البطيء، إن المنظمة تتفهم مشاعر الإحباط، ولكنه عزا التأخر إلى "ظروف شاقة بتحدياتها في منطقة الكارثة منعت وصول الإغاثة بالسرعة التي كان الجميع يتمناها، ومنهم الصليب الأحمر الأميركي نفسه".
وقال عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ إن الإعصار ساندي تسبب في تشريد 30 إلى 40 الف شخص في المدينة، نحو نصفهم يعيشون في مجمعات سكنية حكومية دُمرت بناها التحتية مثل المراجل وشبكات الكهرباء بتأثير الرمال التي حملتها الريح وماء الفيضان.
وفي نيو جرسي، لم تقدر السلطات عدد الذين تركهم الإعصار بلا مأوى ولكن منظمات إنسانية قالت إن أكثر من 5000 شخص كانوا يعيشون في ملاجئ حتى يوم الأحد. ويُرجح أن كثيرين آخرين يعيشون مع أصدقاء وأقارب.
وقال حاكم ولاية نيوويرك، اندرو كومو "إن مشكلة السكن ستكون مشكلة ضخمة وسنحتاج إلى عدد من الخيارات للتعامل مع عدد من الأوضاع، على المدى القريب والمدى البعيد، وبالتالي فإن التحدي سيكون كبيرا بحق". وأضاف "سنجتازها ولكنها تحدٍ حقيقي".
وما زالت أزمة البنزين مستمرة تسبب مزيداً من التوترات في المنطقة. وامتدت الطوابير أمام بعض محطات التعبئة أكثر من 1600 متر. وقال كومو إن مشكلة إيصال البنزين وتوزيعه ما زالت قائمة مشيرا إلى استمرار الأزمة بضعة ايام اخرى.
وتسبب الإعصار ساندي في تعطيل مفاصل مهمة في شبكة توزيع البنزين في المنطقة حيث أدى إلى غلق ميناء نيويورك مانعا ناقلات النفط من الدخول وإلحاق أضرارا بالمرافئ والأنابيب وقطع الكهرباء عن محطات التعبئة. ولكن أُعيد فتح الميناء في هذه الأثناء.
ومن المتوقع أن تستمر مشاكل النقل العام حتى الأسبوع المقبل. وما زالت خدمة نقل الركاب بالقطار محدودة في نيو جرسي. وبدأت قطارات لونغ آيلاند التي تنقل الركاب إلى الضواحي الشرقية من نيويورك تعمل ساعات محدودة فيما يقترب خط متروـ نورث لنقل الركاب في شمال نيويورك من العمل بصورة اعتيادية.