غموض ميت رومني قد يطيح به من السباق نحو البيت الأبيض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مع بدء العملية الانتخابية في مراكز الاقتراع في الولايات المتحدة لاختيار رئيس جديد للبلاد، بين باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، مازالت حالة من الغموض تهيمن على شخصية المرشح الجمهوري، الذي لم يكشف للمواطنين سوى عن قدر ضئيل من سماته الشخصية، أو تفاصيل حياته الخاصة، رغم عمله في المجال العام منذ مدة تزيد على عشرة أعوام والترويج له عبر مئات الآلاف من الإعلانات الدعائية.
أشرف أبوجلالة من القاهرة: يرى الناخبون والصحافيون الذين رافقوا رومني على مدار ما يقرب من عامين وكذلك بعض من أفراد حملته أن الأخير لم يفصح سوى عن القليل بخلاف الصورة التي أُخِذت عنه من خلال ترشحه للانتخابات باعتباره رجل أعمال تكنوقراط ورجل أسرة.
وقد تناولت وكالة بلومبيرغ ذلك الأمر، وما إن كان له أن يؤثر في فرص فوز رومني بالانتخابات أم لا، على حد قول أصدقائه ومؤيديه، الذين اعتبروا أن هذا الغموض قد يكون من بين الأسباب التي قد تؤول في نهاية المطاف إلى خسارة الانتخابات.
بهذا الخصوص، قال جون ثان، النائب عن ولاية ساوث داكوتا، وهو واحد من أبرز مؤيدي رومني، خلال كلمة له في بورتسماوث في نيوهامبشاير يوم الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي: "ربما لا يعلم كثيرون أنه (رومني) صاحب شخصية أنيقة ومرحة. وحين تتاح لكم الفرصة لمعرفته، ستجدون أنه متواضع ورقيق".
وبينما تعتبر الانتخابات بمثابة الاستفتاء على الرئيس باراك أوباما وعلى الاقتصاد المضطرب، فإن مساعدين لرومني قالوا إن رسالة حملتهم هي عن الوقت الراهن وعن مرشحهم.
أظهر استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث أن شعبية رومني انتقلت من 37 % في تموز/ يوليو الماضي إلى 50 % في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد المناظرة الأولى التي أجراها رومني يوم 3 من الشهر الماضي، وتحسنت معها صورته أمام الناخبين.
بعد تلك المناظرة، قدم رومني تواجداً أكثر ثقة، بطرح ترشحه للانتخابات باعتباره خطوة من شأنها أن تغير مجرى التاريخ. وقال للناخبين في رينو يوم 24 من الشهر الماضي "أقول إن حملة أوباما إلى تراجع. وحملة ترشحنا هي حركة متنامية في أنحاء البلاد كافة، حيث يدرك الناس أننا ماضون نحو مستقبل أكثر إشراقاً".
وفي محاولة من جانبه لحماية الزخم الذي نجح في تكوينه خلال الأسابيع الأخيرة من عمر حملته الانتخابية، سعى رومني إلى تجنب الصحافة كليةً. وهو القرار الذي حرم الناخبين من الفرصة الأخيرة للحصول على رؤية أوضح بخصوص رومني باستخدام معايير ومؤشرات مألوفة تماماً بالنسبة إليهم تتمثل في أمرين هما العقيدة والعائلة.
طوال جزء كبير من حملته، نادراً ما تحدث رومني عن عضويته في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، كما لم يتطرق إلى تنشئته الثرية، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون الأميركيون موجة هبوط اقتصادي عنيفة تؤثر في كل مناحي حياتهم.
ولتحسين صورته نوعاً ما، كان يظهر رومني ببنطلونات جينز نحيلة، وكان ينشر صوراً على موقع تويتر بخصوص الرحلات التجارية عبر شركة طيران ساوث ويست، وتوقفه في محطات المترو لتناول الغداء، كما كان يصرّ على قضاء وقت أقل في مقار حملاته الانتخابية في وقضاء وقت أطول مع الناخبين في كل الولايات الأولية.