البابا تواضروس: الأقباط يحتاجون رسالة طمأنة من الحكومة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: قال تواضروس الثاني بابا الأقباط في مصر البطريرك المنتخب للكنسية القبطية الأرثوذكسية إن الأقباط "يحتاجون رسالة طمأنة من الحكومة".
وفي أول حوار له مع مجموعة من الصحافيين المصريين بينهم مراسل وكالة الأناضول للأنباء في دير الأنبا بشوى في وادي النطرون في الصحراء الغربية في مصر الاثنين، عدد تواضروس مشاكل الأقباط من وجهة نظره قائلاً "أبرزها التهميش، فمنذ عشرات السنوات الماضية شعر الأقباط بالتهميش، مما أدى إلى عزوفهم عن المشاركة السياسة، سواء على مستوي المرشحين أو الناخبين في الانتخابات".
واستدرك البابا الجديد مضيفا "لكننا نحتاج مدة زمنية للتغير لبناء الديمقراطية بشكل جيد، كما إن الأقباط يحتاجون رسالة طمأنة من الحكومة، حيث إن هناك موضوعات تجعل المسيحي يشعر بخوف، بل ورعب، فنحن جميعا نعيش على أرض مصر بسلام ومحبة ولكن عندما تظهر برامج مثلاً فيها عدم احترام لنا فهو أمر غير مقبول".
وكان الرئيس المصري محمد مرسي قال في مناسبات عدة بعد انتخابه ردا على مطالبات من قيادات مسيحية بطمأنة بعد وصول رئيس ينتمي إلى التيار الإسلامي للحكم "إننا لسنا في حاجة الى طمأنتهم فهذا وطنهم، وليسوا في حاجة إلى الطمأنة، لأنهم أهل هذا الوطن، ورفض وصفهم بالأقلية".
وأعرب البابا الجديد عن اعتزاز الأقباط بمرسي رئيسًا للجمهورية، وقال "إنه رئيس منتخب بانتخابات ديمقراطية في مصر، ولا يجب أن نقيم حكمة خلال الشهور الأولى منذ تولية الرئاسة، لأنها فترة قصيرة جدا".
واستطرد" لكننا نأمل أن يقود البلاد في مشروع نهضة حقيقية، حيث يشعر المصريون بهذه النهضة على أرض الواقع، وليست نهضة ورقية"، داعيًا "إلى دستور توافقي يضمن المواطنة الكاملة لكل المصريين".
ونفى وجود أجنحة داخل الكنيسة، مؤكدًا على ضرورة تعديل لائحة 1957 المنظمة للانتخابات البابوية لتوسيع نطاق من لهم حق الانتخاب والتي تقصر اللائحة على قرابة 2500 ناخب فقط.
وأعرب عن استعداده للحوار مع الأقباط العلمانيين والاستمتاع إلى آرائهم بخصوص تطوير الكنيسة، قائلا: "كل الأمور مطروحة للبحث البداية ستكون في العمل الداخلي في تطوير وتجديد المسؤوليات في الكنيسة، ورفض العمل بلائحة 1938 التي تتيح 10 أسباب للطلاق، وأكد على تمسكه بعدم السماح بالطلاق إلا لعلة "الزنا فقط".
وشدد تواضروس على أن "الكنيسة مؤسسة روحية، وليست سياسية، ولكنها موجودة في المجتمع، ولها دور اجتماعي مهم، لكونها تعيش المواطنة الحقيقية، وتسعى إلي تفعيلها، وهذا واجب عليها، وليس دورًا سياسيًا". غير أنه استدرك مضيفا "إنه لن يمارس أي دور سياسي إلا إذا أُضُطر إلى ذلك".
وأكد على انتهاجه موقف البابا شنودة نفسه من رفض "التطبيع" مع إسرائيل وزيارة القدس طالما ظلت تحت "الاحتلال". وكشف البابا الجديد عن اهتمامه بـ"استئناف الحوار مع بقية الطوائف المسيحية، والتيارات السياسية، وعلى رأسها حزب الحرية والعدالة"، وأعلن حرصه على السعي إلى احتواء الشباب الثائر بعد 25 يناير/كانون الثاني 2011، وأن الكنيسة "لا تخشى صعود التيارات الإسلامية".
وعن العلاقات مع المسلمين، قال إنها جيدة، وأشاد فيها على وجه الخصوص بالعلاقات مع الأزهر، الذي وصفه بأنه "المؤسسة الدينية الإسلامية الأولى في مصر"، قبل أن يضيف: "تاريخه يمثل الاعتدال والإسلام الوسطي المعتدل، وعلاقة الكنيسة بمؤسسة الازهر طيبة للغاية، وأوجه والتعاون مع الأزهر كثيرة ومتعددة جدا".
يذكر أن البابا تواضروس الثاني ولد باسم وجيه صبحي، وهو حصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975 وبكالوريوس الكلية الالكيريكية، وحصل على زمالة الصحة العالمية في إنجلترا علم 1985، وعمل مديرًا لمصنع أدوية دمنهور التابع لوزارة الصحة، وتمت رسامته قسًا 1989 وترهبن عام 1988 في دير الأنبا بيشوى، وفي عام 1990 أصبح اسقفا ليخدم في إبرشية البحيرة، وتم اختياره أول أمس بابا للأقباط في القرعة الهيكلية.