رومني معترفًا بالهزيمة: اتصلت بأوباما وتمنيت له التوفيق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لم تجرِ الرياح كما اشتهى المرشح الجمهوري ميت الرومني الذي أعد خطاب النصر قبل إعلان نتيجة الانتخابات الأميركية، ووجد رومنينفسه مجبرًاعلى إلقاء خطاب الهزيمة معلنًا أنه اتصل بأوباما "لتهنئته" على فوزه.
واشنطن: أعلن ميت رومني الثلاثاء أمام أنصاره أنه اتصل بالرئيس باراك أوباما "لتهنئته" على فوزه. وقال رومني المرشح الجمهوري الذي خسر الانتخابات الرئاسية، في بوسطن (شمال-شرق) امام الآلاف من مناصريه "لقد قدمنا كل شيء خلال هذه الحملة"، وشكرهم على جهودهم.
واضاف متحدثًا عن اوباما "أن مؤيديه وفريق حملته يستحقان التهنئة ايضاً" قائلاً "أوجه اطيب تمنياتي لهم جميعًا لكن خصوصاً الرئيس والسيدة الاولى وابنتيهما". وكذلك شكر مرشحه لمنصب نائب الرئيس بول راين. واضاف رومني أن اختيار راين "كان افضل خيار" قام به.
وقال حاكم ماساتشوستس السابق الذي علت وجهه ابتسامة وتكلم بلهجة لا تخلو من عزة النفس أنه "يصلي من اجل نجاح الرئيس في هذه الاوقات التي تشهد تحديات كبرى لأميركا".
وبعد سنتين من تعايش صعب بين مجلس شيوخ يخضع لهيمنة الديموقراطيين ومجلس نواب ذي غالبية ديموقراطية، دعا رومني الطرفين الى العمل معاً. وفي ختام انتخابات الثلاثاء بقي التوازن هو نفسه في مجلسي النواب والشيوخ. واضاف "في مثل هذه الاوقات، لا يمكننا السماح بالتموضع الحزبي".
وكان رومني قال قبل صدور النتائج الرئاسية إنه مقتنع عقليًا وعاطفيًا بأنه سيفوز في الانتخابات الرئاسية، مؤكدًا أنه انتهى من كتابة خطاب النصر وهو من 1118 كلمة. واكد رومني على الثقة التي اعرب عنها فريق حملته الانتخابية منذ اسابيع رغم أن الاستطلاعات اظهرت أن امامه طريقًا صعبة للفوز في الولايات الحاسمة.
واضاف في اول تعليقاته للصحافيين على متن طائرة حملته الانتخابية منذ اكثر من شهر "من الناحية الفكرية اشعر اننا سنفوز بهذا، وشعرت بذلك منذ فترة". وقال "لقد انتهيت من كتابة خطاب النصر، وهو في نحو 1118 كلمة، وانا متأكد أنه سيتغير قبل أن انتهي منه لانني لم اطلع عائلتي واصدقائي ومستشاري عليه بعد للحصول على رد فعلهم".
وقام رومني برحلةالثلاثاء، اليوم الاخير في الحملة الانتخابية، الى ولاية اوهايو التي تلعب دوراً كبيراً في فوز أي من المرشحين في الانتخابات، اضافة الى ولاية بنسلفانيا ذات الميول الديموقراطية، حيث فوجئ بمشاهدة مئات من انصاره يرحبون به بالقرب من المطار.
واضاف رومني "عاطفياً، فإن النزول من الطائرة ومشاهدة هؤلاء الناس يقفون هناك، دون أن نخبرهم أننا قادمون ولم نبلغهم بموعد وصولنا، ومشاهدتهم هناك يهتفون، خلقت رابطًا عاطفيًا بيني وبينهم". وتابع "لا اعتقد فكريًا فقط أننا سنفوز، بل اشعر بذلك ايضاً".
واستذكر رومني الذي زار المتطوعين وساعد في الجهود الاخيرة للحملة، كيف أنه شعر بثقل جهوده الانتخابية صباح الثلاثاء عندما شاهد اسمه على بطاقات الاقتراع عندما ادلى هو وزوجته آن باصواتهما في ولاية ماساشوستس.
واضاف "لقد كانت تلك لحظة رائعة .. فنحن نعمل على هذا منذ وقت طويل، ووجود اسمك على اوراق الاقتراع للرئاسة الاميركية امر مؤثر، وشرف عظيم وآمل أن تتاح لي فرصة خدمة" البلاد. ورداً على سؤال حول ما اذا كان سعيدًا بالطريقة التي ادار بها مع فريقه الحملة ضد اوباما، قال رومني "انا مسرور للغاية، واشعر اننا بذلنا كل ما بوسعنا .. وقاتلنا حتى النهاية، واعتقد أننا سننجح لهذا السبب".
ميت رومني... مسيرة ناجحة يختتمها بهزيمة مؤلمة
واشنطن: مع هزيمته في الانتخابات الرئاسية ينهي المليونير ميت رومني مسيرة طويلة كللها بنجاحات مهنية لكن مع فشل سياسي ناجم بشكل خاص عن صورة الرجل الانتهازي التي لم يتمكن من محوها بالكامل.
وحين اوقف مسيرته كرجل اعمال في العام 2002، راكم هذا المورموني الاب لخمسة اولاد والجد ل18 حفيدا نجاحات مهنية: فهو خريج جامعة هارفرد العريقة ومستشار موهوب ورب عمل مثير للاعجاب ومنقذ الالعاب الاولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي (يوتا، غرب) في 2002.
لكن في السياسة سجل نكسته الاولى مع هزيمته في 1994 في السباق الى مجلس الشيوخ، وترشيح اول فاشل للانتخابات الرئاسية في 2008 حيث خسر امام جون ماكين في الانتخابات التمهيدية.
واذا كان اصبح حاكما لولاية ماساتشوستس بين 2003 و 2007، الا ان طموحه برئاسة اقوى بلد في العالم لن يتحقق ابدا. ففي سن 65 عاما خسر السباق الى الرئاسة عام 2012 بعد معركة محتدمة جدا مع باراك اوباما.
وخاض رومني حملة طويلة لاقناع اميركا بدعمه لا سيما وان في حصيلته عمليات انقاذ كثيرة لشركات. لكن مئات ملايين الدولارات التي انفقها على الدعاية لم تنجح ابدا في ان تخلص ميت رومني من صورته كرجل متحفظ وبارد يغير فجأة مواقفه الايديولوجية.
ورومني "الحقيقي" هل هو المعتدل الذي كان مؤيدا في احد الاوقات لحق الاجهاض في ظروف محددة او هو هذا المتطرف اليميني المؤيد بقوة لاقتطاعات في الموازنة. ولد ويلارد ميت رومني في 1947 في ديترويت عاصمة قطاع صناعة السيارات في ميشيغن (شمال) وبدأ الاطلاع على السياسة في سن 15 عاما حين رافق والده جورج الى حملة ناجحة لمنصب الحاكم. ثم شهد فشل والده امام ريتشارد نيكسون في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في 1968.
والتقى آن ديفيس في 1965 وكان عمرها 15 عاما. ثم تزوجا في 1969 عند عودة ميت رومني من مهمة تبشيرية للكنيسة المورمونية في فرنسا وتحديدا في الهافر وبوردو وباريس استغرقت سنتين ونصف السنة.
وعلى مدى 30 شهرا كان رومني يعمل من الصباح حتى المساء على اقناع الفرنسيين باعتناق هذه الديانة الغريبة الاتية من اميركا. وفي حزيران/يونيو 1968 اصطدمت سيارة بالسيتروين التي كان يقودها، ما ادى الى مقتل الراكبة في المقعد الامامي ونجاة رومني.
وعند عودته استقر الزوجان في بيلمونت قرب بوسطن في ولاية ماساتشوستس حيث بدأ رومني دروسه في هارفرد، ارقى جامعة في البلاد، ونال اجازة دراسات عليا في ادارة الاعمال والقانون في 1975.
وانضم الى مجموعة بوسطن كونسالتينغ ثم ترأس شركة للاستثمار تدعى "باين كابيتال" ساهم في تاسيسها عام 1984 وغادرها في نهاية التسعينيات. وقام في سياق نشاطاته في الشركة باستثمارات كثيرة كما اعاد شراء مئات الشركات، ما ضمن له جني ثروة تقدر ما بين 200 و250 مليون دولار.
ويقول رومني "لقد امضيت حياتي في القطاع الخاص وليس في القطاع العام. انا رجل يريد، عبر خبرته، مساعدة الاميركيين". كما لمع صورته حين انقذ دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي عام 2002.
وخلال الفترة التي قضاها حاكما لماساتشوستس، احدى الولايات الاكثر تقدمية في البلاد، اعتبر معتدلا براغماتيا واداريا جيدا وقد نجح في امتصاص العجز في ميزانية الولاية. ومن النقاط المثيرة للجدل في ادائه كحاكم انه اقر نظام ضمان صحي في الولاية شبيها بنظام "اوباماكير" الذي اقره الرئيس على الصعيد الوطني والذي يندد به الجمهوريون.
وقلما يلقى رومني تقدير الجناح المتشدد من الحزب، ما حمله خلال الاشهر الاخيرة على تبني خطاب يميني النبرة في المسائل الاجتماعية مثل الاجهاض والهجرة ومثليي الجنس، ولو ان ذلك جعله عرضة للاتهامات بتبديل مواقفه.
في المقابل حاول المقربون من ميت رومني طوال الحملة تقديمه للناخبين بصورته "الحقيقية" كما قالوا بصفته رجلا نزيها ومرحا واعطاء بعد انساني اكبر لشخصيته.
وفي تجمعاته الانتخابية يتم عرض فيديوهات عائلية له ولقاءات دينية حيث يروي الزوجان آن وميت والدموع في عينيهما تفاصيل عن لقائهما الاول واصابة زوجته بالتصلب اللوحي ومحاولات رومني لتوفير المال.
لكن سخاء المرشح الجمهوري ليس صوريا وانما واقعي كما يروي سكوت هلمان ومايكل كرانيش في سيرة حياته "رومني الحقيقي". وبين 1986 و1994 اوكلت اليه مسؤوليات ادارية ومالية واجتماعية بصفته "اسقفا" مدنيا لمدينة بوسطن مكلفا رفاه رعيته.
وعلى الصعيد الخاص يواصل اعماله الخيرية حيث تولى تكاليف دراسة اولاد عائلة محتاجة واهتم بولد كان مصابا بسرطان الدم حين كان في اخر ايامه في المستشفى. لكن ميت رومني مارس ايضا ضغوطا على ام عزباء لكي تعطي طفلها للتبني في وكالة تابعة للكنيسة وهو ما رفضته.